الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا رمضان يفرقنا ؟

حيدر عباس الطاهر

2016 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا رمضان يفرقنا ؟
عندما تمر يدي على الورقة لكتابة هذا العنوان ينتابني شيء من الحزن يصاحبها دافع قوي للخوض في اساس المشكلة الاخذة بالتفاقم سنة بعد اخرى ، الا وهي رؤية هلال شهر رمضان .
على الرغم من قدسية هذه الفريضة المهمة .
ومواكبتها الخليقة ، ابتدأً من نبي الله ادم عليه السلام ،الذي يعد اول من صام على وجه المعمورة ،مروراً بموسى ، وعيسى ، الى ان وصلت للنبي محمد خاتم الانبياء.
مع اختلاف الرسالات السماوية ، وطقوس العبادات ، لكن جميعها توحدت في عبادة الصيام من حيث الجوهر والمضمون .
لا لكون الصيام جانب عبادي متوارث عبر العصور يجب المحافظة عليه ،بل تعدته الى فلسفة عظيمة تحمل بين ثناياها جملة من الدروس والعبر ، من شأنها ان تسهم في بناء الشخصية الانسانية المتزنة .
هذا ما يتلمسه الصائم اثناء صيامه ، في ترسيخ مفاهيم مهمة في الصبر والتحمل ،والايثار ، والسمو بالنفس عن الشهوات ، والسيطرة على الذات والتحكم الممنهج بالسلوك ،بالاضافة الى الكثير من الفوائد النفسية والجسدية ،لا يسع المقام لذكرها .
الخوض في فلسفة الصيام وقدسية هذا الشهر، السؤال الذي يطرح لماذا رمضان يفرقنا ؟
بعد ان عرفت البشرية التكنلوجيا وطرق التواصل ، وتقريب البعيد من خلال اختراع الراديو والتلفاز ، والانترنيت الى ان اصبح العالم اشبه بايقونة صغيرة في اصغر شاشة موبايل ، لايبعدك عنه فقط ضغطة زر .
كان من المفترض ان تساهم تلك النقلات الى التقريب والاندماج بين المجتمعات
وتذليل العقبات التي تعيق لغة التواصل ، ونقل الافكار بسلاسة .
الغريب في الامر ان الهوة والفرقة اخذت بالاتساع ، وكأن هناك علاقة عكسية كلما ازدادت وسائل التواصل كلما بعدت المسافات ، والاغرب منه إن من يقف وراء تلك الفرقة والاختلافات شيوخ الظلالة وتجار الدين وأئمة التمزيق ودعاة الرجعية ، مع دخول الحسابات السياسية على الخط مستغلة المال السياسي في تنفيذ اجنداتها التدميرية ، في شق وحدة المجتمعات العربية والاسلامية ، والنتيجة في كل عام ومع حلول الشهر الفضيل ، تتعالى الاصوات في رؤية الهلال من عدمه ، ويعاد استحضار التاريخ من جديد والخوض في خلافات الماضين ، وتزداد الهوة بين المذاهب ، وتتحول من رؤية هلال وحسابات فلكية بسيطة ، الى خلافات في العقيدة والدين والمذهب وتصل الى تكفير بعضنا الاخر ، حتى وصل الحال الى شيوع ثقافة النجاة في الاختلاف ،فتجد السني يخالف الشيعي ،ومصر تخالف قطر ،وايران تخالف السعودية ، متناسين كيف سيقضون امتحان يمتد ثلاثون يوماً يحتاج الى نقاء نفسي ، وسعة صدر في قبول الاخر وتطبيق مبدأحب لأخيك ما تحب لنفسك .
كل هذه الاسباب ادت الى ان تمر علينا ذكرى حلول الشهر الفضيل بدل ان نهلل ونرحب بقدوم شهر الصبر والمساواة ، ونحن منشغلين في تخبطنا المعتاد .
هنا تتبادر الى الاذهان عدة تساؤولات .
لماذا لم يضع المسلمون حداً لخلافهم الطويل ؟
وهل التطور التكنولوجي والتقنيات الحديثة عاجزة عن ايجاد حل للمشكلة ؟
ام ان الامر مقصود وورائه اجندات الانظمة الفاسدة ، والقوى المستعمرة ؟
وخصوصا ان التفكير في ايجاد حل لتوحيد المواقيت ، يعني الشروع في ايجاد حلول لمشاكل اكبر تعاني منها امة محمد .
حيدر عباس الطاهر [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة