الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسونامي التطرف

منتصر الحسناوي

2016 / 6 / 7
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


نعني بالتطرف عدم الاعتدال أو الإفراط وتجاوز الحد لكل شئ في الطبيعة . أما التطرف للإنسان يعني الانحراف النفسي الذي يحيد بصاحبه عن الاعتدال و يجعله يغلو في تفكيره وسلوكه، ويستعمل تعبير لوصف أفكار أو أعمال ينظر إليها من قبل مطلقي هذا التعبير بأنها غير مبرّرة، ومهما تَنوعت إهتمامات الفرد ومستوى ثقافته فإن الميول للتطرف متوافر من جزئياته البسيطة الى الغّلو فيها وقد تكون أحد العناصر الكامنة التي لا تلبث الى الخروج منه في حال تَوافرت الفرصه له !
أو أن تَجد ما يُحفزها !
فمثلاً هناك من يتطرف بالشهرة ويقابله من يتطرف بالعزلة وما بينهما قد يَرغب بأحد هاتين ولا يَستطيع لهُما سَبيلا ....
ولا ضَير في أن يَكون هناك ميولاً تخرج عن العادة وتكون بشكلها العام إيجابي منتج أو على الأقل غير مُضر بالنفس أو الآخرين فليس كل تطرف سلبي بالضرورة ...
لكن التطرف في وقتنا وفي ظل التحولات العالمية تحول الى سلاح، ولا سيما الايدلوجي منه، الذي أعاد الفكر السائد في عصور خلت من الجهل وظلام الأفكار الذي يتخذ التطرف الديني والعنصري سلاح له باتت تستعمله القوى السياسية والمافيات الاقتصادية بأطر موضوعة أو قوالب جاهزة هيأتها القوى الكبرى، مستغلة جميع وسائلها من الاعلام المأجور ووسائل التواصل الاجتماعي التي تتحكم بجميع حيثياتها، فتعمل بمجملها على بث وزرع الأفكار المتطرفة لزرع الفتن والحقد ما بين الشعوب والأمم...
والنتيجة .... فكر سياسي متمرد على الواقع ويدافع بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة للتسلط والحفاظ على مكتسباته مستخدماً الدين كوسيلة سريعة لنيل الشرعية ليتحول التطرف الى نزعة (دينية / سياسية) قائمة على اللجوء للعنف ، وما أكثر المستفيدين من ذلك من وعاظ السلاطين الذين يتلاعبون بعقول البسطاء من العوام للإيهام بأن الله خلق الأرض وما عليها لهم وحدهم دون سواهم من الاخرين لندخل دوامة لا نهاية لها من الصراع الفكري والعقائدي والفلسفة الفارغة التي تملأ عقول الكثير ليكونوا مشاريع أفكار فاسدة وحروب طاحنة .
والمصيبة الاعظم ان التطرف لم يقتصر على بسطاء القوم أو المستفيدين منهم بل على المثقفين أو من يدعون التثقف ! فإن تجد عالماً تملأ الشهادات الحاصل عليها جداراً كاملاً فضلاً عن العشرات من المؤلفات والأبحاث العلمية يجلس لأخذ الموعظة من واعظ لا يملك شهادة الابتدائية، وليس بغريب أن يكون مستقبله مشروعاً انتحارياً ليرى حور العين !
وفي المقابل هناك مدعي الثقافة وهم من يقرأ كتاباً أو اثنين فيكون متفلسفاً متحدثاً متطرفاً معتداً بنفسه وهو أعلم الموجودين ...
وهنا لا نخلو الساحة من دور المثقفين أو المعتدلين، وسط المؤامرة الكبيرة والواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم من أجواء متوترة وشحن ( طائفي / مذهبي / عنصري) فيكون بذلك دورهم الأهم والأصعب في مواجهة تسونامي الأفكار (المنحرفة / المتطرفة)، وهنا المعركة الحقيقية لإيصال المفاهيم السليمة وتنميتها لدى افراد المجتمع ومجابهة التطرف بكل اشكاله وتجفيف منابعه والحد من أثاره المدمرة ...
ولعل من المسلم به ان النتيجة الاخيرة للتطرف هو العودة للإعتدال و الإذعان له ولكن متى يكون ذلك ؟
سيكون بعد انتهاء تلك الموجة وما تنتجه من خراب للبلدان ودمار للشعوب والتاريخ يشهد بعشرات الامثلة على ذلك .
وهل من مُعتَبِر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة