الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجاد وابعاد تصريحاته في القمة الاسلامية

فالح الحمراني

2005 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا اطلق الرئيس الايراني محمود احمدي مجاد تصريحاته في مؤتمر قمة منظمة المؤتمر الاسلامي في مكة المكرمة بشان المانيا والنمسا وضرورة منح اراضيهما لاقامة اسرائيل؟. هل اراد ان يعكر اجواء المؤتمر ويفرض مفرادت خطابه على عموم الخطاب الاسلامي.اواحراج المجتمعين بخطاب راديكلي ليس له سند في الواقع اليومي ، ام اراد ان ينسف الجسور الحضارية التي اراد ان يمدها المؤتمر والعالم الاخر؟ ان يرفض خطاب الاصلاح ووضع الخطوط على المشاكل الرئيسية..
لقد جاءت تصريحات بشان ما يجب ان يكون عليه مستقبل اسرائيل( اود تاكيد تضامني غير المحدود مع حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة التي هي قضيتي) غريبة على خلفية اجواء قمة منظمة المؤتمر الاسلامي التي وضعت ثوابت تقوم على السلام. والمسالة هنا لاتتعلق بالمشاعر والمبادئ بقدر ما تتعلق بالواقع القائم.الواقع الذي لايمكن ان تغييره بالخطب الحماسية والعبارات المنمقةالسياسة. وكما هو معروف البعض يقول ان السياسة فن الممكن والاخر فن غير الممكن.ولكن ثمة قواعد ثابتة لايمكن الخروج بنتيجة دون مراعاتها.
لقد جاء انعقاد مؤتمر منظمة المؤتمر الاسلامي في ظل ظروف صعبة ومعقدة يمر بها العالم الاسلامي والعالم باسره. وكان بمثابة محاولة للرد على تلك القوى التي تسعى ان تضعه في قفص الاتهام، واصدار الحكم عليه كونه مصدر الارهاب والعنف وثقافة نبذ الاخر ورفض الحوار وعدم ادراك ثقافة التسامح( وحقا ان هناك تيارات فاعلة تتبنى هذا الانجاه،تجسد فكرها التفكيري بالعراق وافغانستان واعمال ارهابية غير مبررة في اوروبا). وردت قمة مكة المكرمة على هذه التهم بصورة واضحة في البيان الختامي للمؤتمر. وكل ما اتمناه ان تكون القمة قد استحدث الية واضحة من اجل ان تدخل قرارات مؤتمر قمة مكة لحيز الوجود.لاسيما وان وزير الخارجية للملكة العربية السعودية الامير فيصل قد اعرب عن تفائله بان تمهد القمة للاتحاد بين مكونات العالم الاسلامي.
في هذه الاجواء التي فتحت نوافذ واسعة نحو العالم، اطلق رئيس جمهورية ايران الاسلامية محمود احمدي نجاد في خطابه مفاجئة اقل ما يقال انها كانت غير مناسبة، ففي الوقت الذي كان الخطاب التسامحي والمعتدل للمؤتمر الموجه اساسا للراي العام الدولي،اثار خطاب الرئيس نجاد ردود فعل في العواصم الاوربية، عكسية واخشى ان تكون قد طغى ذلك الجانب من خطاب نجاد على رسالة مؤتمر القمة الاسلامية التسامحية والوسطية والتعادلية، والخشية، كل الخشية من ان تكون قد خطفت الاضواء عن الرسالة الايجابية التي سعت القمة لايصالها للراي العام الدولي.
وبقدر ما احترم راي الاخر،راي أي انسان، لاسيما رئيس جمهورية ايران الاسلامية، اود الاشارة الى ضرورة ان تؤخذ في تصريحات السياسي خاصة رئيس دولة اقليمية كبرى كافة الاحتمالات، وردود الفعل المتوقعة.لقد وضع السيد نجاد بيد اسرائيل الان ورقة رابحة لتاليب التيارات غير المتعاطفة مع العالم الاسلامي وخاصة العرب في الغرب، للبرهنة على كوننا شعوب عدوانية، واننا نستهدف اسرائيل وحسب وليس لنا شغل شاغل.واذا كانت تصريحات نجاد السابقة التي دعا فيها الى الغاء اسرائيل من خريطة العالم قد عجلت بتصدير المانيا لاسرائيل دفعة من الغواصات، فلننتظر من سيهب هذه المرة لتعزيز ترسانتها العسكرية او يلوذ بالصمت اكثر عن احتياطاتها النووية.سيقول لنا انها مستهدفة من قبلكم.فماذا سنحصد نحن؟.واتسائل انا شخصيا( كشخص مقيم بموسكو) هل تواصل روسيا تعاطيها بنفس الايجابية مع طهران في ظل رئاسة نجاد الني تثير تصريحاته المتاعب لها.وهل ستمضي بلعب دور الوسيط لاقناع العالم بالمحنى السلمي لطهران سواء في المجال النووي او عند حصولها علها على انظمة صواريخ تور المضادة للاهداف الجوية.الم يكن السيد نجاد قد طعن بمصالح بلاده.كلا. لقد سارعت وزارة الخارجية الروسية بشجب اقوا نجاد.وصوتت في مجلس الامن بادانتها.
ان استعادة الحق يمكن ان يؤخذ بالقوة.ولكن لاايران ولاالعالم الاسلامي قاطبة تمتلك الان مثل هذه القوة .وماهي القوة؟ لقد فرضت اليابان نفسها كقوة دولية دون ان يكون لها قوى عسكرية فاعلة.فاخذ الحق ايضا يمكن ان يتم باستخدام اساليب ومفردات عصرية اخرى. مفردات العصر تعنى الحوار والضغط السياسي.وفعاليات اخرى واخرى لاتستخدم التهديد الاجوف غير القائم على القوة الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية.... والتحول الى قوة حضارية كبرى يكون لها وقع ونفوذ وصوت.قوة سياسية او تكتل يؤخذ بنظر الاعتبار. قوة اقتصادية وانسانية لها دور في التطور والتقدم التقني. ان العالم الاسلامي يمكن ان يقول كلمته المسموعة اذا ما استجاب لمتطلبات العصر. اذا ما اقام انظمة تحترم حقوق شعوبها وتوظف اقتصادياتها لخدمة رفاهية الشعوب وكرامة الانسان.اذا ما اسست بني تحتية متطورة.حينها ستقول كلمتها.اذا لم تحتكر فيه بطانات وقوى السلطة.اذا كان هناك دستور وقوانين تتحكم في العملية السياسية.تلك جوانب من لوحة الدولة التي يحق لرئيسها ان يعرب عن مزاعمه بصدد وضع دولي قائم.فالعالم لايصنع بالاحلام والخطب الفضاضة.انه يقوم على قواعد صارمة.
* اعلامي من العراق مقيم بموسكو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل توسع عمليات هدم منازل الفلسطينيين غير المرخصة في الق


.. عقب انتحار طالبة في المغرب مخاوف من تحول الأمر إلى ظاهرة بين




.. #فائق_الشيخ_علي: #صدام_حسين مجرم وسفاح ولكنه أشرف منهم كلهم.


.. نتنياهو يتوعد بضرب -الأعداء- وتحقيق النصر الشامل.. ويحشد على




.. في ظل دعوات دولية لإصلاح السلطة الفلسطينية.. أوروبا تربط مسا