الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القائمة731 ...نقطة ضوء في نهاية نفق مظلم

محمد جميل

2005 / 12 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ربما سيكون العراق على مفترق طرق ستحدد الانتخابات البرلمانية القادمة وجهة السير فيه’بعد انقضاء الفترة الانتقالية التي انجزت ابرز استحقاقاتها بكتابة والاستفتاء على الدستور العراقي على علاته’وبعد ان جرب العراقيون الحكم من خلال صناديق الاقتراع في اول تجربة انتخابية حرة شهدها العراق بعد الانتهاء من حكم الدكتاتور الدموي البائد صدام حسين وجلاوزته,تلك الانتخابات التي افرزت ولعوامل وظروف عديدة اشبعت بالنقاش حكومة المحاصصات القومية والطائفية التي هي ابعد ما تكون عن القدرة على التصدي للمهام الكبير التي انتظر العراقيون انجازها على كل الاصعدة لتحقيق اللحمة ولم الشمل المطلوبين لانطلاق عجلة البناء والاعمار ان على الصعيد السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي وتلبية حاجات الشعب ذات الاولوية الى الامن والخدمات الرئيسية,فكان ما كان من تردي الامور ووصولها الى ماصلت اليه من حالة اقصائية تتماشى حتما مع مبدأ المحاصصة الطائفي والقومي الذي لايستطيع حتما افراز اليات وطنية شاملة تخدم تطلعات العراقيين كافة على اختلاف وتنوع مشاربهم الى عراق ديمقراطي تعددي فدرالي موحد يساوي حقا لا قولا بين جميع ابنائه في الحقوق والواجبات ’بل سيفرق المجتمع ويقسم الموحد,والمواطن العراقي هو من دفع الثمن القاسي لهذه التوجهات الاقصائية والشاهد الاكبر على تفاصيلها التي مست مفردات مؤثرة ومباشرة على حياته.
ان جردة سريعة لممارسات الحكومة التي افرزتها ااعقلية المحاصصة والاقصاء تشير الى تنامي خروقات حقوق الانسان بشكل فض’تنامي الفساد وهدر المال العام والرشوة والمحسوبية’تحويل الوزارات الى مقاطعات لهذا الحزب او ذاك لهذه الطائفة او تلك’تردي مستوى الخدمات بدل تحسنها’حكم الميليشات وتحويلها اجهزة الامن والجيش والشرطة الى ادوات للقمع عبر تغلغلها فيها’تنامي تدخل دول الجوار الجغرافي للعراق وخصوصا ايران التي تدين الكثير من احزاب الطوائف بالولاء لها لاسباب ايدلوجية ومصلحية معروفة و و ووالقائمة تطول.
ولعل الممارسات التي شهدتها عملية التحضيرللانتخابات القادمة في 15-12 الجاري من تجاوزات فضة واعمال ارهابية سافرة هي دليل قوي على ان العقلية الاقصائية والتي لاتختلف كثيرا عن عقلية القمع التي كان يحملها النظام البائد وابرزها اغتيال شهيدين من نشطاء الحزب الشيوعي ومحاولة اغتيال الدكتور اياد علاوي واحراق احد مقرات حزبه واحتلال الميليشيلت لاحدى الاذاعات التي لاتتفق مع نهجهم وتمزيق لافتات الاحزاب المخالفة’وصولا الى الادعاء بمباركة المرجعية الدينية للسيد السيستاني لقائمة بعينها ودعوتها لعدم التصويت للعلمانيين’رغم تكذيب المرجعية الرشيدة لاكثر من مرة لهذه الادعاءلت’هي مجرد مؤشرات بسيطة لمدى تناقض هذه العقلية الاقصائية مع مفردات العملية الديمقراطية ومصالح الناس ومحاولتها فرض وجهة نظرها بالقوة على الاخرين.
لقد دعى كل الخيرين المؤمنين بالعرق الواحد الموحد الحضن لكل ابنائه بغض النظر عن انتماءهم الديني او الطائفي او العرقي او القومي او الذهبي والساعين لانتشال العراق من كبوته التي ساقه اليها الدكتاتور البائدعبر برنامج وطني شامل يضع نصب عينيه الوطن والمواطن بعيدا عن تغليب الانتماءات الاولية التي نحترمها ولكننا لانرى في وضعها كاولوية الا دفع بالعراق الى اتون مالاتحمد عقباه وجعله بلدا ضعيفا نهبة لاطماع الغير يبقى جاثما تحت سطوة القوى الخارجية التي سوف لن تعدم حجة للبقاء مادام في مصلحتها’عراق يظل ساحة لاحتراب وتصفية حسابات دولية.
ان هذا الوضع الاستثنائي يضع الناخب العراقي امام مسؤؤلية كبرى لجهة المساهمة قي الانتخابات او التصويت لمن يرى انهم يمثلون حقا الخط الوطني الذي يمثل المشروع البديل للمشروع الطائفي القومي الاقصائي الذي اوصل البلد الى مااوصله اليه والذي يتمثل في تقديري بالقائمة 731 برئاسة الدكتور ايد علاوي كونها القائمة التي اعلنت بالصوت العالى رفضها لكل المشاريع التفتيتية والفئوية الساعية الى سحق الوطن والمواطن والسير بهما الى طريق محفوف بالمخاطر التي لانرجوه ابدا للعراق او العراقيين الذين ذاقوا ما لم يذقه شعب اخر من مرارة كؤؤس الدكتاتورية والحصار والحروب.
نعم كنت اتمنى ان ينظم العديد من القوى التي تحمل نفس مشروع علاوي الوطني الى هذه القائمة كي تعطيها زخما وقوة اكبر ’لكن يبدو ان الحسابات السياسية لاتأتي دوما بما يشتهي المرء.
ان مجيء برلمان متوازن يقلب المعادلة السياسية الحالية التي تشكو من العرج هو امل لكل العراقيين سيحققوه عبر انتخاب القوائم التي تحتضن المشترك العراقي وتصونه كحدقات العيون والرافعة لشعار الوحدة الوطنية الحقة والطارحة لبرامج حقيقية علمية مدروسة لاتخاطب عوطف الناس الدينية او القومية بل عقولهم وحاجاتهم الحقيقية.
ان القائمة الوطنية العراقية في رأيي هي اصطفاف حقيقي لقوى عرفت بمواقفها الوطنية البعيدة كل البعد عن اي توجهات لاتتماشى مع مصالح العراق والعراقيين على طريق انتشال الوطن من مأزقه ووضعه على السكة الصحيحة للتقدم الى الامام.
انها في رأيي بقعة الضوء في نهاية النفق المظلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في