الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعترافات مهاجر

شذى احمد

2016 / 6 / 9
الادب والفن



من بين الطرقات الوعرة
ومن صرر المدن المهجورة
الى جيوب الاحلام الحائرة
التي ذابت في بحار المغامرات المدهشة
عرفتها
عرفتها وقلبي اسير لوجع الشام
عرفتها وعيناي حائراتان مذهولتان تتجولان في ارض الله ..تحدقان في سماوات فسيحة . تحاوران نجوما متلالئة واخرى شاحبة، مثل اجواء رحلتنا المحفوفة بالمخاطر والمجهول

في عينيها ليل الشام
في خصلات شعرها احاديث الازقة والاسواق والمارة والحارات والعشاق
في ملامحها عنفوان المدينة التي ما عرفت الا الشمم
مثل سيول جارفة اجتاحتني
كم بهية شلالاتها العذبة . كلماتها . همساتها ودقات قلبي حينما تعزف لي لحن عطف او نظرة حنان

في مهرجان الصخب والجنون لرحلتي من الشام الى هنا كانت رفيقة دربي. كانت بعض رونق الشام، وروعته ترافقني فلم توجعني الغربة والضياع فيها كثيرا
تحولت ايام السفر ومرارته ، واهواله الى مغامرات رحالة مايلبثوا ان يعودوا ادراجهم ليقصوا حكاياهم لذويهم بحب ومتعة.

ما اعددته لحياتي صار فرمانا ملغيا خطت بروعة حضورها بديلا عنه بشروطها . فلم افكر حتى بالاعتراض .كنت مأخوذا انا الذي عرفت الكثيرات ولم تعزف ايا منهن على وتر قلبي. جاءت هي لتدق طبول حربها في كل مملكتي وتعلن بكل خيلاء استيلائها على كل جوانحي


كنت كطفل اضاع طفولته في سوق الاحداث فعثر عليها صدفة بين ابتساماتها وهمزاتها وغمزاتها . فضممتها بكل عنفوان الرجولة الى صدري

لم اكن قد تعلمت بعد حكمة الشيوخ فلك ان تعذر سنوات عمري العشرين وبعدها بقليل.. قلت لم اتعلمها لااعرف ان حلاوة الاماني مثل زبد البحر لا يؤسر .لم اكن حتى اعلم بانني كبير كفاية لقسوة وجفوة عشق تبينت ملامحه للتو


لكن للعشق يا سامعي سطوة لا حدود لها ،خلف وداعته انياب وحش كاسر.. اذا ما كشرت مزقت قلب ضحيته بلا رحمة

اشاحت بوجهها عني. وادارت لي ظهرها . وتركتني مثلما لقتني غرا.. تائها لا حوله لي ولا قوة.. اخذت مني ما حسبته اهدتني اياه مابقي لي من عمر على هذه الارض. الوان القوس قزح . وهمسات الندى . واسرار القمر لنجوم تتراقص
لغزله لمعانا.اخذت كل هذا على ابواب برلين

تركتني نهبا لوساوسي ووحدتي وضياع ايامي بين اوراق لا تترتب ودوائر تطالبني بالجد والاجتهاد والتركيز والعطاء. صحوت فجاءة خائفا من المدينة الكبيرة التي صارت تخاطبني بلغتها التي علي التعجل بفهمها ، تلقي علي كل يوم عشرات الالغاز والاحاجي وانا لا اعرف ان كنت سآحل ايا منها بقلب ضائع وحبيبة هجرتني على مشارف مدينة كبيرة بعدما علمتني وشجعتني كي اخطو اول خطواتي بالحب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??


.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??




.. فيلم -لا غزة تعيش بالأمل- رشيد مشهراوي مع منى الشاذلي


.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط




.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش