الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجل العنيكري ( رئيس الأمن بالمغرب )الأول باليوسفية يجلد احد الأطفال بالشارع

احمد زهير

2005 / 12 / 11
حقوق الانسان


سيبقى يوم 16 نونبر 2005 ، يوم التسامح الدولي، و اول ايام احتفالات الشعب المغربي بعيد الاستقلال، الشكلي طبعا، و القريب جدا من اليوم العالمي للطفولة ( 20 نونبر 2005 ) عالقا بذهنية الطفل عبد الكبير عفيفي ، التلميذ بالسنة الثالثة ابتدائي بمدرسة الوحدة الابتدائية باليوسفية، و الذي يجوب اثناء العطل المقاهي و الاماكن العمومية كبائع للسجائر بالتقسيط و كماسح للأحذية حتى يوفر لوالدته المطلقة بعضا من مصاريف البيت، فهذا اليوم، ليس كباقي ايام حياته، و ربما سيكون اعنفها برمتها، فخلاله تعرض لاعتداء بالضرب و الصفع المبرحين و المصحوبين بالشتم و السب من طرف رئيس مفوضية الشرطة باليوسفية، من دون مبرر يذكر سوى انه حاول الدفاع عن سندويش لا يكفي لسد رمقه تبرع به عليه احد المحسنين ، و حاول احد الاطفال الذي يكبره سنا نزعه منه، الا انه فوجئ بالمسؤول المذكور يمارس عليه ساديته، ويشبعه ضربا من دون ان يكون للامر أي داع.. امام مرأى و مسمع من المارة و رواد المقاهي، و امام ذهول بعض اعضاء مكتب الجمعية المغربية لحقوق الانسان و عدد من منخرطيها ، و كذا اعضاء في مكتب الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ( قطاع التعليم ) واعضاء في مكتب الفيدرالية الديمقراطية للشغل ( الفوسفاط ) و امام عدسة كاميرا جريدة الموقف التي سجلت الحدث بالفيلم الثابث و المتحرك..
الطفل المسكين لم يشفع له سنه ( 10 سنوات )، و لا فقره، و لا حاجته، و لا الاعياد الوطنية و الدولية التي يحتفل بها في تلك الفترة، و لا الشارع العمومي وازدحامه بالمارة، و لا شعارات العهد الجديد الضاجة بقيم العدل، و التي تحاول ان توهم الكل بوضع قطيعة مع انتهاكات العهد السابق، و لم تشفع له المقاهي التي كان يعذب بجانبها، و التي يعرف كل من بالمدينة انها نقطة تجمع لاغلب فعاليات المدينة، ولم يشفع له تصويرنا للحادث امام مراى الكوميسير الممتاز ( من حيث الرتبة لا من حيث السلوك )، لم يشفع له ذلك كله، فالذئاب عندما تجوع، تعوي، و لا يهمها مدى الضرر الذي تلحقه بمسمع الاخرين، و لا من يحيط بها، و الحنين الى عهد المخافر و التعذيب اقوى من التعقل، و الطبع يغلب التطبع..
و عند انتهاء حفلة الضرب و الصفع، و عندما ارتوى السيد المسؤول و اشبع غريزته ، سلم الطفل / الضحية و زميله / الطفل الاخر الى احد المقدمين آمرا اياه بنقلهم الى المخفر، ربما ليتابع الطفل بتهمة اهانة مسؤول امني كبير، و ربما لكي يحرر له محضر يتابع فيه بتهمة اغضاب المسؤول ، و دفعه الى بذل جهد كبير ناتج عن عملية الضرب..
و تحركت فطنة المسؤول، فاعتقل الى جانب الضحية خمسة اطفال اخرين، فالتهمة اذا عمت خفت، و طفل واحد ربما لا يشبع ظمأه..
بعض ممن حضر « حضرة » الضرب و الصفع، تقدموا كشهود على الواقعة في شكاية تقدمت بها الجمعية المغربية لحقوق الانسان باليوسفية الى المحكمة الابتدائية سجلت تحت عدد101- 05 ، و احيلت على السيد الوكيل العام بمحكمة الاستئناف باسفي للاختصاص ، و تضمنت لائحة الشهود مسؤولين في الجمعية و في هيات اخرى، و تضمنت كذلك اسم مدير جريدة الموقف الذي سجلت عدسته واقعة الاعتداء، و شهادتهم اجبارية بحكم التشريع المغربي حيث ان القانون رقم 24.03 (الصادر بتنفيذه الظهير رقم 207 بتاريخ 11 نونبر 2003) يؤكد على متابعة الذين يقومون بـ « عدم التبليغ عن جناية أو محاولة ارتكابها كان ضحيتها طفل يقل سنه عن ثمان عشرة سنة ( الفصل 299 )، و هو يحدد كذلك العقوبات بالنسبة لأفعال جرمية مختلفة تمس الطفل في جسده أو صحته أو كرامته.
الجمعية المغربية لحقوق الانسان، فرع اليوسفية، بالاضافة الى مقاضاتها للمسؤول الامني، وزعت بيانا على الراي العام يوم 20 نونبر 2005، استعرضت فيه ظروف الواقعة، و ما تشكله من خرق سافر لمختلف القوانين و المواثيق، و اعربت فيه عن ادانتها « الشديدة لهذا السلوك المتناقض مع شعارات الدولة حول حقوق الطفل و المفهوم الجديد للسلطة» و طالبت « المسؤولين إقليميا و وطنيا بالتدخل واتخاذ الإجراءات اللازمة لرد الاعتبار لهذا الطفل و الضرب على أيدي أعداء حقوق الإنسان » و اعلنت استعداد الفرع « لاتخاد كل الأشكال النضالية لمواجهة هذه الخروقات حماية لهذا الطفل بشكل خاص و للمواطن( ة ) اليوسفي ( ة ) بشكل عام.».
وهذا ومن المنتظر ان يعرف هذا الملف تطورات كبرى.. سنرصدها في حينها..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة