الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من حلب إلى منبج .. والوُجهة الرقة

رعد تغوج

2016 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


من حلب إلى منبج .. والوُجهة الرقة
رعد تغوج
تتقدم قوات سوريا الديمقراطية المَدعومة أمريكياً بشكل مُتسارع في ريف حلب الشماليّ، وسط تراجع مَلحوظ لتنظيم الدولة "داعش" التي باتتْ تتصرفُ كالثعلب المجروح، ويتعقد المشهد بالقرب من منبج وهي خط امداد لوجستيّ للإسلاميين، ومنطقة عابرة "ترانسفير" للجهاديين، وفئة غير قليلة من قوات سوريا الديمقراطية هي من الأكراد، المرتبطين بوحدات حماية الشعب الكردي التابع لحزب العمال الكردستانيّ، مما يعني قُرب تلك القوات "المدعومة أمريكياً" "المعارضة لتركيا" من الشمال السوريّ المُتاخم للحدود التركية!

لا يُوازي هذا التعقد في المَشهد إلا اجتماع وزراء دفاع كل روسيا وإيران وسوريا، بمُخرجات قد تبدو للوهلة الأولى تنسيقية، إلا أنها في سياق تفاهمات وقف اطلاق النار والشروط الروسيّة الصارمة في عدم انطباق الإتفاقية على داعش والنصرة التي تدل التقارير على دعم تركيّ سعوديّ لهذه القوات.

وما زالت الدبلوماسية السوريّة تتفقُ مع الروسيّة في عدم الإعتراف باجراءات بناء الثقة مع تنظيم الدولة، مع بنود "شفوية" و"هجومات" علنيّة على السعودية التي تدفعُ نحو مزيد من التأزيم في الملف السوريّ، وفي السياق الإعلاميّ أعلنت الولايات المُتحدة وفرنسا دعهما المُباشر لقوات سوريا الديمقراطية، وقالت فرنسا أنها تنشر خبراءها العسكرين لمساعدة هذه القوات في مُحاربة داعش، مما يعني أن فرنسا تُريدُ مزيداً الكسب الدبلوماسيّ المدفوع ضريبته عسكرياً وأمنياً في الكعكة السوريّة.

يبدو أن وقف إطلاق النار لا يُساعد إلا الجماعات المُسلحة بحيث تُتيحُ لهَا استراحة تعبويّة لمُعاودة رسم تكتيكات جديدة في استئناف القتال مرة أخرى، فقد أثبت التجربة التاريخية والسياسية أن إرشيف وقف إطلاق النار في المنطقة لم يلتزم بهِ إلا فئات قليلة وغالباً ما تكونُ ضعيفة جداً أو تحت وصاية قوى عظمة، مما يعني أن اتفاقيات وقف اطلاق النار هُراء دبلوماسي لا يُرادُ بهِ إلا إعادة تدوير الأزمة والصراع.

يتم الطبخ الأن للسيطرة الكليّة على الرقة ومُحاولة اختراق جبهة تنظيم الدولة، وهو مطلب روسيّ وأمميّ، إلا أنّ دبلوماسية روسيا مُعقدة تجاه ملك مكافحة الإرهاب، حيثُ أنها تُنسق مع الجانب الأمريكيّ في مكافحة الإرهاب في الوقت نفسه تُقدم التعاون الشامل والمُطلق مع إيران وسوريا في مكافحة الإرهاب أيضاً، وهذا يعني أن روسيا بدأت في اتقان الإستراتيجيّة الأمريكية في مجال التكتيك الدبلوماسيّ الناعم القائم على مفهوم الطبقات أو layers .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة