الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيان الأول دعوى باطلة

وصفي أحمد

2016 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


البيان الأول ـ دعوى باطلة
إيماناً مني بأن دراسة التاريخ المعاصر ضرورية لفهم حقيقة ماجرى وما يجري من صراعات استنزفت اقتصاد الشعب العراقي وجعلته ينزف أرواحاً في نزاعات وحروب عبثية .
هنا أنوي تسليط الضوء على الصراعات التي حصلت بعد الرابع عشر من تموز والتي تجلت بوضوح في الخلاف الحاد بين قائدي حركة 14 تموز 1958 ( اطلقت عليها اسم حركة ولم اسمها ثورة رغم اعتقادي الراسخ بكونها ثورة ) وهي في حقيقتها ذات الصراعات التي تجري اليوم وإن غلفت بلبوس مختلفة .
وصل العقيد عبد السلام عارف مبكراً إلى دار الإذاعة في الصالحية واحتلها دون مقاومة تذكر , ولم تطلق رصاصة واحدة في هذا الدخول المفاجيء , واتخذ له مقراً مؤقتاً في مبنى جمعية الشبان المسلمين بجوار دار الإذاعة , ثم انتقل إلى دار الإذاعة , وانتظر حتى الساعة السادسة صباحاً موعد بدأ البث ليحضر الموظف المختص ويفتح الإذاعة , وأذاع بنفسه البيان الأول للثورة عدة مرات .
واختلف الباحثون والمؤرخون في هذا البيان لوجود عدة نصوص مختلفة , بعد أن أضيفت له عبارة واحدة وبضع كلمات من وضع عبد السلام عارف , كانت تتناسب مع عقيدته والأفكار التي يؤمن بها , وكانت سبباً في إدعائه بأنه واضع البيان وكاتبه , وهو إدعاء لم يوفق فيه , رغم تأكيده على ذلك في أكثر من مناسبة , وقد ظهرت الحقيقة واضحة في ما بعد , وانكشف بطلان هذا الادعاء .
وبعد استسلام الزعيم عبد الكريم قاسم في 9 / 2 / 1963 , وحضوره مكرهاً إلى دار الإذاعة التي يجتمع فيها عرف مع مجموعة من انقلابيي شباط , إستغل عارف الظرف الصعب الذي يعيشه عبد الكريم قاسم في تلك اللحظات , و(( اخرج مصحفاً صغيراً من جيبه وظل يلح طوال الوقت القصير محلفاً قاسم ليعترف بأن عارف وليس قاسم هو كاتب البيان الأول لحركة 14 تموز 1958 , وهو واضع خطة الثورة ومنفذها .
كان عارف يتوقع أن يفوز باعتراف مناسب يصدر عن عبد الكريم قاسم في لحظة ضعف أخيرة , ليوظفه في ما بعد تاريخياً و ولكنه لم يحصل على شيء وظل قاسم صامتاً , أو يطالب بمحكمة كالتي أجراها لعارف وغيره )) .
ويروي العميد الركن المتقاعد ( الملازم آنذاك ) سالم عبد القادر حسن يوسف العباس , الذي استسلم له عبد الكريم قاسم وقد رافقه في تلك اللحظات المؤلمة من وزارة الدفاع إلى دار الإذاعة , وسمع النقاشات الحامية والجدل العنيف التي تحدث فيها عبد الكريم قاسم عن انجازاته للبلاد وخدماته للشعب وإنصافه للفقراء (( وهنا قاطعه عبد السلام عارف بسؤال حول البيان الول للثورة , ولكن عبد الكريم قاسم لم يجب أبداً , إنما كان يلفت إليه بشكل يلفت النظر , ثم لفت رأسه إلى الجهة المعاكسة )) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. وتوقف دخول


.. بعد قتله جنديين.. حزب الله يستهدف مجدداً ضباطاً إسرائيليين ب




.. هل سيطرة إسرائيل على معبر رفح مقدمة للسيطرة على المدينة بكام


.. شقاق متزايد في علاقة الحليفين.. غضب إسرائيلي من -الفخ الأمير




.. ترامب يتهم بايدن بتزوير المحاكمة لأهداف سياسية