الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تم فتح مصر مرة ثانية ؟ قراءة في انتخابات مجلس الشعب ..

عمرو اسماعيل

2005 / 12 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


نجاح الاخوان في الانتخابات الاخيرة لم يكن في دخول عدد 88 نائبا الي مجلس الشعب .. بل النجاح الاكبر هو في ظهورهم العلني لأول مرة في الشارع المصري كقوة سياسية منظمة .. تمتلك كوادر وامكانيات إعلامية هائلة استطاعت اجبار وسائل الاعلام علي الاهتمام بهم .. حتي وسائل الاعلام التي قامت بالهجوم عليهم ساعدتهم في حملتهم الانتخابية .. فأصبح اسمهم يتردد في معظم وسائل الاعلام سلبا أو إيجابا وهذا ساعدهم كثيرا في حملتهم الانتخابية .. حتي القوائم الانتخابية حصلوا عليها تماما مثل الحزب الحاكم ومن الممكن قبله ! وساعدهم هذا كثيرا في الوصول الي كل من له حق الانتخاب للدعاية والتأثير عليهم عبر شعاراتهم البراقة وأداء الخدمات الاجتماعية للطبقات الفقيرة في الدوائر التي بها مرشحين لهم وقبل فترة كافية من الانتخابات .. ولم يضيعوا اي جهد او مال في الدوائر الخالية من مرشحيهم وخاصة الدوائر التي أخلوها لرموز الحرس القديم من الحزب الحاكم كما لو كانت الخدمات الاجتماعية يستحقها اكثر مواطني الدوائر التي بها مرشحين لهم !!.. مع اهتمامهم بالدوائر التي بها مرشحين لليسار حتي لو لم يكن بها منافسين منهم لاسقاط كل مرشحي التجمع واليسار وحركة كفاية وكل منافسيهم من التيارات الاسلامية الاخري .. فهم يعرفون جيدا أن هؤلاء هم منافسيهم الحقيقيين في الشارع المصري وليس الحزب الحاكم .. ومعركة الاخوان الحقيقية هي الشارع والسيطرة عليه .. والشارع بالنسبة لهم أهم كثيرا من مجلس الشعب فهو الهدف الاسمي لهم .. وهذا يفسر سقوط معظم مرشحي اليسار والتجمع بل والتيارات الاسلامية الاخري التي انضمت الي حركة كفاية وعلي راسهم مجدي أحمد حسين وكمال خليل وكل مرشحي التجمع ,, وقد تحالفوا في ذلك مع رجال الحزب الوطني من الحرس القديم .. فهؤلاء هم عدو مشترك ..
كما أظهرت الانتخابات الاخيرة امتلاك الاخوان كوادر أمنية تتسم بالذكاء استطاعت أن تتغلب علي قوات الامن وبلطجية المرشحين المنافسين بمناوشتها وإشغالها مما أدي الي أحداث أدت في النهاية الي انصراف المؤيدين للمرشحين المنافسين لمرشحي الاخوان عن التصويت حفاظا علي أمنهم الشخصي لافتقارهم الي ما يتميز به مؤيدي الاخوان من الالتزام والطاعة .. فلم يبقي في النهاية أمام صناديق الانتخاب للتصويت ألا أغلبية من مؤيدي الاخوان .. وفد نجحت هذه الخطة نجاحا باهرا في المرحلتين الاولي والثانية .. وعندما اكتشفت الدوائر الامنية هذه الخطة ولعدم تأكدها من هو المؤيد للأخوان ممن هو المؤيد للحزب الحاكم لجأت الي خطة مضادة فضحتها إعلاميا وسياسيا وصبت في مصلحة لاخوان حتي لو خسروا بعض المفاعد .. لقد لجأت قوات الأمن الي منع كل الناخبين من الوصول الي صناديق الانتخابات في الدوائر التي بها مرشحين للأخوان .. فرأينا لأول مرة انتخابات بدون ناخبين .. فكانت مسخرة مرمط بها الاخوان سمعة الحزب الحاكم ..
والخطة الاخري الناجحة والتي تم بها التعامل مع القضاة في جميع الدوائر التي بها مرشحين ونجحت نجاحا باهرا في المرحلتين الاولي والثانية الا دوائر قليلة تعد علي اصابع اليد الواحدة اضطرت فيها الحكومة والنظام الي التدخل السافر وأشهرها دائرتي الدقي ودمنهور .. هي إعلان نتائج فرز كل صندوق الي جموع الاخوان المتجمهرة خارج اللجان العامة مع ماصاحب ذلك من تهليل وتكبير ونشر هذه النتئج اول بأول عبر مواقعهم عبر الانترنت .. مما أدي الي تعاطف معظم رؤساء اللجان العامة من القضاة وخوف القلة ممن قد كانوا قد عقدوا العزم علي التعاون مع الادارة والحكومة والحزب الحاكم ..
إنها خطة محكمة وناجحة يستحق عليها الاخوان التهنئة .. وهي رسالة يجب ان تدرسها كل قوي المجتمع المدني بعناية .. إن ارادت الحفاظ علي الدولة المدنية في مصر .. والا ستسقط مصر ثمرة ناضجة في يد الاخوان ..
أما أكثر من يستحق التهنئة من أعضاء مكتب الارشاد ونواب المرشد العام وأخطرهم جميعا رغم أنه قد يكون أقلهم ظهورا في وسائل الاعلام رغم ان المرات القليلة التي ظهر فيها أظهر قدرة فائقة علي الحوار والجدل كما حدث في برنامج احمد منصور بلا حدود او في مقالته التي نشرها في صحيفة الجارديان البريطانية تطمينا للغرب .. وهو بالذات إن نجح الاخوان في خطتهم سيكون الحاكم الفعلي ليس لجماعة الاخوان فقط ولكن لمصر كلها ..
السر الاساسي في كل هذا النجاح يعود الي خطة إخوانية محكمة تحت عنوان "فتح مصر" وضعها النائب الثاني للمرشد، خيرت الشاطر وهو كما أوضحت سابقا من الأدمغة الكبرى للجماعة في التخطيط والتنظير، اعتمدها وباركها المرشد عاكف ونائبه الأول محمد حبيب، ومحمود عزت، عضو مكتب إرشاد الجماعة...
الخطة تم وضعها قبل الانتخابات الرئاسية بفترة، وتقوم على شقين أساسيين... الشق الأول نظري والشق الثاني حركي. فأما الشق النظري فيقوم على التحول من سرية الجماعة في عملها إلى العلنية، وإثارة حالة من الجدل والحضور الإعلامي حول الأخوان المسلمين كجماعة وككيان سياسي، وحول شعار "الإسلام هو الحل" كطرح أيديولوجي، ليصبح الأخوان وحدهم ممثلين للتيار الإسلامي السياسي وهذا هو الشق الحركي والاهم .. أن يصبح الاخوان هم فقط ممثلين للتيار الاسلامي الذي يسيطر علي الشارع ووجدانه ومزاجه .. ليصلوا في النهاية الي المرحلة النهائية .. مرحلة التمكين ..
قد ينفي الاخوان وينفي خيرت الشاطر نفسه خطة فتح مصر التي نشرتها مجلة المصور ..
ولكن كل ماحدث علي الارض ومنذ انتخابات الرئاسة ومرورا بانتخابات مجلس الشعب الاخيرة يؤكد وجود هذه الخطة بل ويؤكد نجاحها ويشير الي قدرة من وضعها ..
تذكروا اسم محمد خيرت الشاطر جيدا .. فالايام القادمة ستحمل له ولنا الكثير .. له أو عليه .. إن الآخرين ممن يظهرون بصورة سبه دائمة في وسائل الاعلام بل والمرشدالعام نفسه ماهم الا واجهة اعلامية .. أخطر وأهم من في مكتب الارشاد هم خيرت الشاطر والدكتور محمود عزت .. أما كل نواب مجلس الشعب من الاخوان فماهم إلا دمي في يد مكتب الارشاد والزعماء الحقيقيين ..
انها مجرد قراءة لما حدث قد يراها البعض خاطئة .. والايام هي التي ستثبت لنا هل هي قراءة صائبة كما أدعي .. أم خاطئة كما سيقول كل محبي الاخوان ..
أما النجاح الاكبر للأخوان والذي يجب أن تتعلم منه الاحزاب جميعا وعلي رأسها الحزب الوطني .. فهو أن من صوت لمرشحي الاخوان صوت للجماعة ولم يصوت لأشخاص .. وهو مايضرب من الاساس فكرة نائب الخدمات ... الشماعة التي يعلق عليها الكثيرون ممن فشلوا فشلهم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط إقبال مكثف.. فرنسا تجري انتخابات تشريعية -مختلفة-، لماذا


.. بعد أدائه غير المقنع.. بايدن يجتمع مع عائلته لمناقشة مستقبل




.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف الانتخابات في إيران بـ-عملية


.. قراءة عسكرية.. القسام تبث مشاهد جديدة من تجهيز عبوات -العمل




.. -مش احنا الي نرفع الراية البيضاء -.. فلسطيني من غزة