الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإحسان المغموس بدماء العراقيين

صادق المولائي

2016 / 6 / 10
الصحافة والاعلام


الإحسان المغموس بدماء العراقيين

بقلم/ صادق المولائي

مع قدوم شهر رمضان المُبارك من كل عام هناك قناة فضائية تَحرص ان تلعب دور المُحسن والمُعين للفقراء والمُحتاجين، لتستدرج بالتالي العوائل التي تُقدم لها المعونات من الطعام والهدايا للتمجيد بصاحب القناة، وذلك باستغلال حاجة الفقراء وبساطة أغلبيتهم. الذي يَمنع الكثير منهم بالتفكير والتساؤل عن الغرض وراء تلك المعونات، وهل هي حقاً قربة لله تعالى ومحبةً بتقديم المعونة للفقراء أم ان وراءها أغراضا أخرى. فان كانت كذلك فلماذا تُعرض بحذافيرها وتفاصيلها على شاشة التلفزيون أمام الملأ؟ أليس الأجدر ان يُقدم الإحسان بالسر وخاصة الطعام تفادياً لإحراج الفقراء وإشعارهم ربما بالألم، لتحضى بالتالي بالقبول عند الله، ولا تُسجل كعملٍ من أعمال الرياء؟

الغريب ان تلك القناة نفسها عُرفت خلال مسيرتها الإعلامية بتبنيها برامج وإعداد أخبار تَهدف الى تمزيق النسيج الإجتماعي العراقي، وذلك بتسويق الفتن العنصرية بكل صورها وخاصة الطائفية منها لإثارة الكراهية وزرع الحقد في نفوس العراقيين بعضهم على البعض، بقصد إثارة الفوضى وكذلك دفع المواطنين لمدح عصر الطاغية صدام المقبور الذي يتحمل المسؤولية الأولى بكل ما حل بالعراق من خرابٍ ودمار، بسبب ممارساته العنصرية وتكميم الأفواه ومُصادرة الحريات ومُلاحقة أصحاب الرأي الأخر، فضلاً عن إرتكابه مجازر عديدة، والمقابر الجماعية خيرُ شاهدٍ على ذلك.

الأجدر بتلك القناة ان كانت نواياها طيبة ان تُكرس جهدها على تقديم برامج فكرية وثقافية وألعاب تسلية ومُسابقات منوعة لكل الفئات العمرية، لقضاء أوقات مُمتعة تُنسيهم همومهم ومُشكلاتهم الحياتية، وكذلك تَلعب دوراً هاماً في رفع المستوى الثقافي والمعلوماتي للمواطن، ومن ثمّ تَرسم على الشفاه الإبتسامة التي يحتاجها غالبية المواطنين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تبدع في تجهيز أكلة مقلقل اللحم السعودي


.. حفل زفاف لمؤثرة عراقية في القصر العباسي يثير الجدل بين العرا




.. نتنياهو و-الفخ الأميركي- في صفقة الهدنة..


.. نووي إيران إلى الواجهة.. فهل اقتربت من امتلاك القنبلة النووي




.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب نتنياهو أركان حكومته المتطرف