الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملية عين الباشا .. كلام لم يقله أحد

أسعد العزوني

2016 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


أسفرت عملية عين الباشا الإرهابية في الأول من شهر رمضان المبارك ، التي إستهدفت مكتبا للمخابرات العامة في عين الباشا القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة ، عن إغتيال خمسة شباب في عمر الزهور ، ذنبهم أنهم كانوا يؤدون الواجب تجاه وطنهم ، وهنا ينتهي الخبر التقليدي البشع ، لخسارة الأرواح الخمسة ، ولكن ما أهو أبشع من ذلك لم يتطرق إليه أحد ، وهو أن هذه العملية الإرهابية بامتياز فتحت جرحا غائرا ، كان يتوجب على العقلاء والحكماء التعامل معه بحكمة النواسي الطبيب ، حتى لا يبقى ينزف حقدا وكراهية وإستفزازا.
تسببت تلك العملية الإرهابية أن يقضي الأردنيون ذلك اليوم على أعصابهم ، ولسان حالهم يلهج لرب العزة في الأول من رمضان ، أن يجنب الأردن وأهله كل مكروه ، ذلك أن ما يطلق عليها الوحدة الوطنية في الأردن كانت مهددة بحرب أهلية ، من قبل أناس أشد إجراما من ذلك المعتوه الموجه أو مختطف الإرادة الذي نفذ العملية .
بعد تنفيذ العملية في الصباح الباكر نشطت وسائل التواصل الإجتماعي الأردنية في بث خبر مفاده ، أن فلسطينيا شن هجوما غادرا على مكتب المخابرات العامة في مخيم البقعة ، وقد سارعت مستدمرة إسرائيل ببث أخبار في وسائل إعلامها تقول أن هجوما إرهابيا ضد المخابرات الأردنية تم تنفيذه في مخيم البقعة الفلسطيني ، تبع ذلك تصريحا غير مسؤول للناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية د.محمد أبو رمان يؤكد الخبر ، وفي نفس اللحظة كتب أحد الكتاب المعروفين بمواقفه المتشددة تجاه الفلسطينيين ، مقالا يناشد فيه الجميع بالحفاظ على الوحدة الوطنية في الأردن ، وعلى الفور أسندت العملية الإرهابية للمدعو مضر زهران القابع في لندن في ظل الخيمة الصهيو –بريطانية ويكيل الشتائم للأردن ليل نهار ، ومن ثم نسبت لكل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، ولمحمد دحلان المسؤول الفلسطيني السابق ،وبعضهم تكهن أنها نفذت على أيدي عناصر من داعش ، وآخرون قالوا أن النظام السوري هو الذي نفذها بواسطة شبيحته في الأردن.
وما يثير وجه الإستغراب أن المجرم الذي قيل أنه نفذ العملية تمكن من تنفيذ جريمته بكل السهولة ، فهذا مكتب للمخابرات العامة وليس مكتبا عقاريا ، بدون حراسة ، علما أن المكاتب والمحال التجارية فيها كاميرات مراقبة ، تعمل ليل نهار ، فلماذا لا يوجد كاميرا مراقبة في ذلك المكتب ؟
قبل الغوص في المسافة الأبعد يجب التوقف عند المحطات سالفة الذكر وطرح الأسئلة المنهمرة وأولها : أن مكتب المخابرات العامة في مدينة عين الباشا وليس في مخيم البقعة الفلسطيني ، فلماذا التوافق والتركيز على مخيم البقعة ؟ وكذلك قيام مجموعة أردنية من المتقاعدين العسكريين الأردنيين بإصدار بيان حامي الوطيس ، يطلب من صانع القرار الأردني أن يسمح لهم بالتحرك لحماية الوطن ، ولا أدري أي جبهة أراد هؤلاء ان يفتحوها سوى جبهة مخيم البقعة ، علما أنهم جميعا خدموا في القوات المسلحة وغالبيتهم خاضوا حرب الساعات الست عام 1967 ، التي خسرنا فيها الضفة الفلسطينية وشريطا حدوديا من شرق الأردن "وادي عربة ".
وحتى لا نعمم فإن من يحق له أو لروحه الطاهرة أن تتغنى بحب الوطن ووتنافخ شرفا في الحفاظ على الشرف العسكري والتقدم لخدمته ، هم الشهداء الأبطال الذين قضوا في معارك الشرف على أسوار الأقصى في القدس والزبابدة في جنين ووادي التفاح في نابلس ، ويتقدمهم شهيدنا الأغر صالح الشويعر ، الذي قال فيه قائد الحملة الإسرائيلية بعد أن أدوا له مراسم التحية ودفنوه : لو أن في العرب عشرة مثله لما قامت دولة إسرائيل ، ومع ذلك فإن للجميع بعض العذر ، وتحديدا من رأى في الموقف فرصة سانحة للفت الأنظار إليه ، خاصة ونحن نعيش أوضاعا إقتصادية سيئة ، ومقبلون على إنتخابات برلمانية في العشرين من شهر أيلول المقبل ، لكن مصير الوطن لا يعذر الباحث عن ملهاة الدنيا.
القضية الأخرى التي يجب أن تثار هي : لنفترض أن معتوها فلسطينيا إرتكب جريمة في الأردن ، فهل يعقل أن يحاكم كل الفلسطينيين في الأردن بسببه ، علما أنه لا يوجد فلسطيني واحد في الأردن ، فكلنا أردنيون حتى نعود إلى فلسطين ، وليس ذنبا أن نحب أرضنا فلسطين ونعمل من أجل تحريرها ، ونحب الأردن ونعمل من أجل رفعته .
عام 2005 شهد الأردن جريمة ملتبسة جدا ، تمثلت في قيام مجموعة عراقية تتزعمهم إمرأة عراقية إسمها ساجدة ، جاءت من العراق ، ولا أدري حتى اللحظة كيف دخلوا ومن سلمهم الأحزمة الناسفة ، وقاموا بتنفيذ العديد من الجرائم إستهدفت عرسا لأردنيين من أصل فلسطيني وعسكريين أمنيين فلسطينيين والمخرج السوري السينمائي العالمي مصطفى العقاد ، في عدد من الفنادق الأردنية ، ولم نسمع أحدا تنافخ شرفا وأبدى إستعداده للدفاع عن الأردن ، علما أن الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي قد تبنى العملية الإرهابية ، كما أننا لم نسمع أحدا يحرض على عشيرة المليون بني حسن الأكارم الذين لهم خمسة عشرة قرية في القدس ، وهذا فأل حسن ، لأن الله جل في علاه قال في محكم كتابه العزيز من فوق سبع سنوات قبل نحو 1450 عاما ، ولاتزر وازرة وزر أخرى .
وكذلك عندما تم إلقاء القبض عليه في تسوية لمسجد السليحي القريب من جرش ، فإن الرواية لم تكن مقنعة ، كما أن التضارب في كشف هويته لم يخدم القضية ، وقد شهدنا بورصة ، وقد قيل أنه سوري ثم فلسطيني ، وأخيرا رسى الأمر على أنه فلسطيني!! والأغرب من كل ذلك ان عمره 22 عاما ، وقد سجن في المكتب قبل عشر سنوات بتهمة الإنتماء لتنظيم القاعدة ، كما انه إستدعي للتحقيق قبل أيام بحجة انه يتراسل مع داعش !!!!!!!!!!!!!
ما أود لفت النظر إليه أن الأردن ليس إستثناء ، فأعتى دول العالم مثل روسيا وأمريكا وبريطانيا وألمانيا واليابان تعرضت لعمليات إرهابية ، لكن لم نسمع من البعض هناك أن أعلن إستعداده للإنتقام ، وهو المجرب في المواجهات مع العدو .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا -غارقة في المجهول-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان، من س


.. هل فرنسا قادرة على تشكيل -ائتلاف حكومي-؟ • فرانس 24




.. -مواجهات محتدمة- وإطلاق الغاز المسيل للدموع في ساحة الجمهوري


.. رفع علم فلسطين على جسر موستار الأثري بالبوسنة والهرسك




.. عاجل| 10 شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي على جباليا النزلة