الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين بحاجة إلى أبنائها أحياء....ماذا بعد!!.

عماد صلاح الدين

2016 / 6 / 11
القضية الفلسطينية


فلسطين بحاجة إلى أبنائها أحياء....ماذا بعد!!.
عماد صلاح الدين
هناك لافتة فيسكوبية، يُكتب عليها عبارة أو جملة: فلسطين بحاجة إلى أبنائها أحياء؛ ويتم في كل مرة سرد قصة أو إضافة من هنا أو هناك، لأشخاص من مختلف الفئات العمرية كبارا وشبابا وصغار سن، يتحدثون فيها عن حاجة فلسطين و الفلسطينيين في أن يبقى أبناؤهم أحياء؛ فلا يقتلون هكذا أطفالا، وفي ريعان عمرهم، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. هذه الأفكار أو هذا الطرح خرج علينا، مع انطلاقة الموجة الانتفاضية، قبل أكثر من سبعة أشهر أو يزيد، ولا زال مستمرا حتى اللحظة.
وسؤالي هنا هو: من عمل على تشويه الحالة النضالية والحالة الإنسانية والحالة الجغرافية والحالة السياسية والحالة الاجتماعية؛ من يا ترى؟
أليس هذا نتاج 1- أننا ضُربنا معنويا وأخلاقيا حين قدّمنا الاعتراف بإسرائيل عام 1993، على معظم أراضي فلسطين. 2- أننا ضربنا وطنيا وعمليا؛ حين أصبح التوفيق في مسالة البرنامج السياسي والنضالي، أمرا يكاد يصل إلى الاستحالة، ضمن موجودات الحالة السياسية والأمنية وحتى الاقتصادية. حتى الحلول التفصيلية التوفيقية لا تصمد ولا يكتب لها النجاح.
3- الحالة كأرض لم يتبق منها غير اقل اقل القليل، وهي مشوهة لدرجة أننا منذ سنوات طويلة لا نتحدث إلا عن الكانتونات والبانستونات، لا اعرف مع كل هذا الأسوأ المتحقق على الأرض؛ من ناحية التمزيق والتفتيت، أي مصطلح جديد يفي بالغرض توصيفا للحالة؟؟.
4- الإنسان الفلسطيني في الأرض المحتلة عام 1967، تحول من نضاله وثباته على أرضه إنتاجيا، وفي بعض المجالات المطلوبة والممكنة، بل والضرورية جدا في حالتنا نحن؛ لكي يكون للصمود معنى، وللبقاء معنى، وللمقاطعة معنى، ولأمل التحرر وتقرير المصير بعض ملامسة ولو تمهيدية، تحول من جديد إلى الأدائية الخدمية من جهة، وفي الجهة الأخرى و الأغلب منه إلى قطاع البطالة المقنعة والتضخم الوظيفي.
5- صار الإنسان الفلسطيني مرهونا، في دخله الاقتصادي والمالي، لجهات معادية له، وتسعى لإنجاح المشروع الصهيوني نهائيا وإبقائه في فلسطين والمنطقة، ولذلك لا يستطيع الفلسطيني - والحال هذه- مقاومة المساومة والابتزاز في هذا الجانب، وتجربة انتخابات 2006، شاهدة على ذلك، وبقاء قطاع غزة تحت الحصار، دون وجود حالة جمعية فلسطينية، تواجه هذا الحصار دليل آخر. 6- المشكلة الأخطر في هذا الصدد أن الفلسطينيين – تحديدا- في الضفة الغربية رُبطوا بمنظومة هم قاتل اسمها الاستهلاكية والقروض المفتوحة؛ مما ساهم في تشويه الإنسان الفلسطيني، خصوصا فئة الشباب والأطفال؛ بحيث سرّع واختزل العمر الزمني لأدراك تلك المصائب والمشاكل والفخاخ، التي تم إيقاع الناس فيها؛ لدرجة أقولها، وبكل صراحة جعلت أطفالا ومراهقين يتسابقون على الموت، لأجل الخلاص، وفي غير اتجاه، وضمن سياق رد الفعل المشوه هو نفسه، تبعا لتشوه صاحبه من الأساس.
نعم... فلسطين بحاجة إلى أبنائها أحياء؛ ولكنها بحاجة إلى أبنائها أحرارا وكرماء وغير مشوهين من الداخل، وهي بحاجة إلى قادة حقيقيين، يسعون لصالح هؤلاء الأبناء؛ فلا يورطونهم ويورطوا آباءهم وذويهم بالقروض والاستهلاكية، ووضع خطط تعمل على هدم الفلسطيني أخلاقيا وذاتيا فقط لأجل كبح جماحه، وعدم مساسه بالحل السلمي الذي تأكد مرات ومرات فشله. فلسطين بحاجة إلى أبناء يضحون لأجلها في غير جانب؛ في السياسة، في العصيان المدني الشامل، في الاعتماد على الذات، في تكوين فلسطيني قوي؛ صحيا، جسديا، ونفسيا، وفي فلسطيني لديه ثقافة ووعي بقضيته وبطبيعة المشروع الصهيوني، وبما يجري حوله في هذا العالم. فلسطين بحاجة إلى أبنائها، لمواجهة وتعقيل قطعان المستوطنين وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ بان هناك شعب اسمه الفلسطيني، وهناك ارض له هي فلسطين، وقد يلزم لأجل هذا التفهيم والتعقيل جانب المقاومة المسلحة، ضمن إطارية الحالة النضالية الفلسطينية.
لا اعرف ماذا يقصدون بفلسطين بحاجة إلى أبنائها أحياء، على أن يكون الحال دون مقاومة، وإسرائيل مرتاحة جدا لاحتلال ديلوكس، والفلسطيني وأرضه يتجهان معا، إلى مزيد من التشويه الأخلاقي والاجتماعي والسياسي، و كذلك التفتيت الجغرافي؛ إلى أن يصل الفلسطينيون إلى مرحلة يكونون هم الساعون فيها إلى تصفية قضيتهم، والعرب متلهفون جدا إلى حد الغرام، بالتطبيع الشامل والعلني مع إسرائيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة