الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النازحون الفلسطينون من سوريا بين تخلي المعنيين ومغناطيس الهجرة

محمد بهلول

2016 / 6 / 12
القضية الفلسطينية


شكل النازحون الفلسطينيون من سوريا ومنذ بداية وصولهم الى لبنان (كانون اول 2012) أكثر الفئات الاجتماعية ضعفا و حرمانا من سائر مكونات المواطنين والمقيمين في لبنان .
التناتش على المرجعية الرعائية والذي وان خفت حدته لازال موجودا, وكل طرف يسعى جاهدا لاعلان تخليه بشكل علني واعلامي ان استطاع " الدولة المضيفة " وفي الاداء الواقعي " الفصائل" اما الانروا فلا تكل من السعي لاعلان براءتها من المسؤولية وفي الحدود الدنيا عدم حصرية المسؤولية لديها.
التسييس الفائض في تمويل الاغاثة والرعاية في بداية الازمة والذي انعكس ايجابا على اوضاع النازحين متمثلا بوفرة التقديمات من قبل الجمعيات الاهلية ومؤسسات المجتمع المدني سرعان ما خف وتراجع الى حد التلاشي مع انتفاء الحاجة لتوظيف قضية اللاجئين في مسرح العمليات السياسية و العسكرية؟
الانروا والتي اضطرت لتحمل اجزءا من المسؤولية يعد شهور من اخلاء وتبرؤ الجميع , تتحين الفرص للتراجع الدوري (الايواء) والعودة اليه تحت الضغط والتأثير .
القوى السياسية والفصائل والتي اكتفت بخطاب اعلامي يلقي المسؤولية الحصرية والشاملة على الانروا , يبدو انها اقتنعت بحاسمية هذا الدور وكفى المؤمنين شر القتال.
الدولة المضيفة لم تكتف باخلاء مسؤولياتها الرعائيه والاغاثية, بل عمدت الى اصدار التعاميم والتعليمات والتي تحولت الى اعراف مطبقة , تضيق على الوضع القانوني مما يحد من حرية الحركة الداخلية ويؤثر بشكل حاسم على امكانيات ايجاد فرص عمل, وكأن هناك سياسة ممنهجة لحرمان النازحين ليس من الرعاية والاغاثة فحسب بل وشل قدرتهم على رعاية واغاثة انفسهم بنفسهم.
هذا غيث من فيض بما يعاني منه النازحون الفلسطينيون من سوريا والذي دفع بهم مع انسداد افق الحل السياسي في سوريا الى الهجرة , فتراجعت اعدادهم في لبنان الى اقل من 30% , وحتى العائلات المتبقية هي بغالبتيها , أكثر من 70% عائلات منشطرة على ثلاث دول "سوريا ولبنان والدول الاوروبية".
هذا الواقع ادى الى انتشار واسع لشعور عارم بالاحباط وعدم الاستقرار وتراجع مذهل في الحافزية على كل مقومات الحياة والاندماج في المجتمع المضيف.
الطلاب الفلسطينيون من سوريا هم أكثر الفئات من النازحيين تأثرا" لانهم يعانون ازمات مركبة سواء في علاقتهم مع اهاليهم الذين تراخى الى الدرجة القصوى اهتمامهم بالمستوى التربوي والتعليمي لابنائهم , او في علاقتهم مع زملائهم من المجتمع المضيف والذي يشوبها الكثير من المظاهرالسلبية , او في العلاقة مع القيمين على العملية التعليمية من ادارة ومدرسين والذين يعانون هم ايضا من تخبط وعشوائية مع طلاب ينتقلون بكبسة زر من منهاج تعليمي الى اخر .
صحيح ان نسبة التسرب المدرسي لازالت في الحدود المقبولة في مراحل التعليم الاساسي, حيث ان نسبة الطلاب في مراحل التعليم الاساسية لا تتجاوز 17% في حين ان المعايير المقبولة هي24% , الا ان هذا ايضا شكلي , اما الواقع وكما تؤكد المعطيات التربوية ومؤشراتها التقييمية , ان هناك تسرب في مضمون العملية التعليمية.
اما التسرب في المراحل الثانوية فهو على درجة عالية من الوضوح والشفافية ضمن المنهاج اللبناني حيث ندرة الطلاب الفلسطينيين من سوريا في ثانويات الانروا , اما ضمن المنهاج السوري الاكثر استقطابا لهذه الفئة العمرية فتشكل الاجراءات القانونية والاوضاع الامنية مغناطيسا" يجذب الطلاب الى واحة التسرب .
النازحون الفلسطيينيون من سوريا بين تخلي المعنيين ومغناطيس الهجرة والخطاب الفصائلي الممل عن شطب حق العودة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ