الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد باقر الصدر وعلم الاقتصاد

سمير يوسف

2016 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


محمد باقر الصدر وعلم الاقتصاد
سمير يوسف / تجمع سومريون
المقدمة
يبدو ان الجهل والاندماج في الجهالة خصلة اساسية عند الشيعة في العراق. حيث يقوم هؤلاء باتباع المعممين والنصابين وهم يقودوهم يمينا ويسارا وعلى نحو مطلق من الاذعان والطاعة. اين هي حب المعرفة لديهم؟ ماذا حل بها؟ اين اسس البحث العلمي المستنير؟ اين التخصص واين العادات والاعراف الاكاديمية؟
اين هم اساتذة علم الاقتصاد؟ هل من المعقول تقبل مثل هذه الحال التي يقوم فيها جاهل معمم بتأليف كتاب في فرع من فروع المعرفة الانسانية الاساسية وبدون الحاجة لدراسة هذا العلم على نحو صحيح؟ هل يكفي الاطلاع على كتاب ((مدخل لعلم الاقتصاد لطلبة الصف الاول)) لفهم وادراك ادق اسرار هذا العلم؟ هل وصل الحال بنا نحن المتخصصون العراقيون الى هذا المستوى المرفوض علميا؟ مع الاسف وشديد الاسف.
ويبدو ان الجامعات العراقية فقدت على نحو كامل امكانيتها في تفهم اسس البحث العلمي مما جعلها تتخلف عاما فآخر واصبح المعميين الجهلة يقودون اساتذة الجامعات ويؤلفون الكتب والمراجع لهم.
عندما امسكت بكتاب أقتصادنا تأليف المعمم محمد باقر الصدر تفاجأت بمدى جهله بابسط اسس البحث العلمي وجهله الكامل بتعريف علم الاقتصاد. ان التطور العلمي والتكنولوجي الذي حدث في اوربا الغربية واستمر في العالم المتقدم حدث نتيجة فصل الدين عن الدولة بعد عصر التنوير وانقضاء ما يسمى بالعصور المظلمة وهي عصور سيطر فيها الدين على الدولة. وما لبث ان تحرر الانسان من الدين وحتى بدا يخطو الخطى تلو الخطى نحو التقدم وانفتحت امام الانسانية آفاق لا حد لها من التقدم واستثمار هذا التقدم في الحياة اليومية للانسان. فتمكن الانسان ولآول مرة في التاريخ من مقارعة الامراض واطالة عمر الانسان بنسية تزيد عن 100% وتبين ان القدر لا صلة له بموت الانسان وان العلم قادر على اطالة عمر الانسان حيث اصبح متوسط عمر الانسان في اوربا الغربية اكثر من 80 سنة بعد ان كان بحدود 35 سنة اقل. اما الامراض والاوبئة التي كانت تفتك بمجتمعات بكاملها وتسبب بانهيار امبراطوريات اصبحت جزء من الماضي. حدث كل هذا نتيجة فصل الدولة عن الدين وفقد رجال الدين موقعهم وامتيازاتهم وتأثيرهم على عقول البسطاء.
الخطا المنهجي الاول الذي اقترفه الجاهل محمد باقر الصدر هو عنوان كتابه ((اقتصادنا)) – فهذا عنوان غير علمي حيث لا يوجد في العلم شئ اسمه اقتصادنا أواقتصادكم حيث اذا فتشنا ارجاء العالم كلها فلن نعثر على شئ اسمه الاقتصاد المسيحي او الاقتصاد اليهودي اوالاقتصاد الهندوسي ....... فالاسعار بمختلف انحاء العالم تتحدد بقوانين موضوعية خارجة عن ايماننا الديني او الطائفي. لنأخذ مثالا على ذلك. اذا كان سعر بيع برميل النفط الخام 40 دولارا فان هذا السعر سوف يكون 40 دولارا في حالة كان المشتري مسيحيا ام يهوديا ام مسلما او هندوسيا. اما القوانين التي تحدد هذا السعر فهو قوانين تخضع لقوى السوق ولا تخضع لمذهب او دين المشتري او البائع.
ان دراسة قوى السوق هذه تمثل جزءا من علم الاقتصاد. واعتبرت دراسة الاقتصاد علما وليست فنا من الفنون وذلك لخضوع هذه الدراسة لمتطلبات البحث العلمي اضافة لتبني المنهجية العلمية في البحث وتمتلك منهجية البحث العلمي ادوات وطرق منفصلة انفصالا كاملا عن المعتقدات الدينية والشخصية للباحث.
تتناول طرق البحث العلمي المواد والموضوعات القابلة للاختبار والدحض. وان اي فرضية او فكرة غير قابلة عن الدحض تقع خارج حدود البحث العلمي وتصبح جزءا من الخرافات او ما يسمى بالسوديو سانينس وهو العلم المزيف وتقع جميع مؤلفات محمد باقر الصدر ضمن هذا التصنيف.
وفي كتابه البنك اللاربوي في الاسلام قام محمد باقر الصدر بسرقة فكرة الحركة التعاونية التي ظهرت في اوربا خلال القرن التاسع عشر والتي دعت الى امتلاك العمال للمؤسسات التي يعملون فيها كبديل للنظام التقليدي الرأسمالي. وبهذا يصبح الشخص الذي يودع امواله في البنك مساهما بدلا ان يكون مودا او عميلا ويستلم ارباحا من البنك بما يتناسب مع المبلغ الذي شارك فيه بدلا من ان يستلم فوائد على ايداعاته. وهمليا فان الحالتين متشابهتان عدا اننا غيرنا المصطلحات. وهنا يصبح الدين مجرد محاولة لابقاء المؤسسات كما هي عدا تغيير العناوين. وقد حاول هؤلاء الذين يحاولون اقناع القطيع ان البنوك الاسلامية مختلفة لانها لا تقدم فوائد ثابتة على المدخرات خلافا للبنوك الرأسمالية. وهذا يمثل مغالطة اخرى يقترفها الجهلة حيث ان البنوك الرأسمالية لا تقدم فوائد ثابتة وليس هذا فقط بل ان الامر يصل احيانا الى خسارة المودع لجميع امواله عند افلاس البنك. الفوائد او الاباح كلها انعكاس للحالة العامة للاقتصاد. فالذي يحدد قيمة النقود او ما يسمى بالفائدة وهو سعر النقود في لحظة معينة هو العائد الداخلي للاستثمار. وهذا العائد الداخلي يختلف من قطاع لاخر من ثم فان هذا التباين في الربحية توجه الاستثمارات نحو القطاعات الاكثر انتاجية وربحا مما يؤدي الى توزيع امثل للموارد المتاحة.
وفي حالة عدم العمل وفق ذلك فان ذلك يؤدى الى استثمارات في غير موقعها مما يؤدى لهدر الاموال وتحقيق الخسائر وتشويها متعمدا لخارطة الاستثمار في الاقتصاد القومي. وهذا يسمى في علم الاقتصاد بالتوزيع الامثل للاستثمارات ضمن الحقب الزمنية المختلفة. ولدينا مثال رائع لدولة رفضت على اسس عقائدية احترام مبدأ سعر النقود وهذه الدولة هي الاتحاد السوفيتي. فالشيوعيون الذي حكموا الاتحاد السوفيتي اعتبروا ان الفائدة علة الاستثمارات تمثل ظاهرة بورجوازية رأسمالية يرفضها الفكر الاقتصادي الاشتراكي رفضا كليا. وعليه فقد قام المخططون في الاتحاد السوفيتي ولمدة تزيد عن ستين سنة بتوزيع الاستثمارات في قطاعات الاتحاد السوفيتي بدون الاهتمام بسعر الفائدة واستبدلوه بمعايير رياضية خلفيتها النظرية تتمثل بالفكر الاشتراكي.
ماذا حدث في الاتحاد السوفيتي بعد ستين عاما من الاستثمار بعيدا عن سعر الفائدة؟
لقد اكتشف قادة الاتحاد السوفيتي انهم استثمروا مواردهم خلال الستين سنة المنصرمة في القطاعات الخطأ مما نتج عنه تشويها كليا في الاقتصاد السوفيتي ادى الى انهياره انهيارا عاما.
ونجد ان المعممين امثال محمد باقر الصدر وغيره من الجهلة لا يفهمون شيئا عن طرق البحث العلمي او نتائج ما يكتبوه ولكن طالما ان المذهب الشيعي مبني على اتباع وبصورة عمياء من يضع عمامه سوداء على رأسه فلا غرابة اذن ان نجد صورة هذا جاهل وكتبه تنتشر على نحو واسع لدى عامة القطيع وتدار ندوات تناقش وتقدس جهله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر