الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة البيان الأول للثورة

وصفي أحمد

2016 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تابع إلى اغتيال الحقيقة
إن صمت عبد الكريم قاسم في تلك اللحظات القاسية , وعدم استجابته لضغط عبد السلام عارف , في وقت لم يكن بينه وبين الموت إلا دقائق معدودة , يشكل دليلاً آخر يمكن إضافته إلى مجموعة قرائن تؤكد بطلان هذا الإدعاء , وقد تناول الباحثون والمؤرخون تلك الحقبة الزمنية بالدراسة والبحث فبان لهم ان عبد الكريم قاسم هو صاحب البيان الأول للثورة وليس غيره بدليل :
(( 1 ـ أن الأفكار والمباديء التي وردت في نص البيان الأول تتفق مع سياسة عبد الكريم قاسم التي سار عليها خلال حكمه بعد 14 تموز 1958 .
2 ـ المعروف عن عبد السلام عارف أنه متسرع وغير متزن في أغلب القضايا , لذلك ليس من المعقول أن يكون هو الذي كتب البيان بصيغته الهادئة المرنة .
4 ـ أن عبد الكريم قاسم أطلع العقيد الركن محي الدين عبد الحميد على مسودة البيان قبل الثورة بحوالي شهر , وهي لا تختلف عن البيان الأول الذي أذيع في صباح 14 تموز 1958 , والعقيد محي الدين اعترض على كلمة ( الشعبية ) التي وردت في البيان , إلا أن قاسماً لم يأخذ بذلك , وبقيت في البيان الذي أذيع كما هي )) .
يضاف إلى ذلك الشهادة التي أدلى بها العقيد عبد الكريم الجدة آمر الانضباط العسكري امام محكمة الشعب خلال محاكمة عبد السلام عارف , قائلاً : (( إن دور عبد السلام عارف كان اخذ البيانات من الزعيم , والتي وضعها الزعيم بخطه ونحن مطلعون عليها قبل اشهر وسلمها له قبل 13 تموز )) . وتكررت هذه الشهادة على لسان العقيد وصفي طاهر قائلاً (( كلفه الزعيم عبد الكريم قاسم كما أعلم باحتلال الإذاعة , وهو الذي أمره أن يأخذ البيانات لإذاعتها من إذاعة بغداد والاحتفاظ بالإذاعة إلى النهاية )) .
كان بإمكان عبد السلام عارف نقض هاتين الشهادتين من خلال الفرصة المسموح له بالكلام فيها بعد كل شهادة و وقد درج رئيس المحكمة العقيد فاضل عباس المهداوي , في جميع المحاكمات على اعطاء المتهم فرصة يدافع فيها عن نفسه وينفي الشهادات ضده , وقد تلكلم عبد السلام عارف من خلال هذه الفرصة المتاحة مدافعا عن نفسه وراداً على شهادة وصفي طاهر , ولكنه لم يذكر من قريب أو بعيد صلته بالبيان الأول للثورة , وتكرر الأمر نفسه بعد شهادة عبد الكريم الجدة .
نحن هنا لا نحاول غمط حق عبد السلام عارف دوره الأساسي في حركة 14 تموز 1958 , فهو كان شجاعاً حد التهور , حتى قال البعض : لولا شجاعة عبد السلام عارف لم تنجح الحركة المذكورة , لكننا هنا نركز على البيان الأول للحركة والذي أدعى عارف أكثر من مرة أنه هو من كتبه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يحذر من تداعيات اقتحام إسرائيل لمدينة رفح


.. أمريكا تفتح تحقيقا مع شركة بوينغ بعد اتهامها بالتزوير




.. النشيد الوطني الفلسطيني مع إقامة أول صف تعليمي منذ بدء الحرب


.. بوتين يؤدي اليمين الدستورية ويؤكد أن الحوار مع الغرب ممكن في




.. لماذا| ما الأهداف العسكرية والسياسية التي يريد نتنياهو تحقيق