الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صرخة للجولان

تامر العوام

2005 / 12 / 11
الادب والفن


هذا هو اسم المسير الذي انطلق من أمام مبنى كلية الحقوق بدمشق إلى قرية عين التينة المقابلة لقرى الجولان السوري المحتل سيراً على الأقدام ، قطعنا الكيلو مترات
السبعين بمجموعتنا المؤلفة من 13 طالباً وطالبة حملت الاختلاف الأيديولوجي والطائفي والطبقي اتفقت على فكرة واحدة ((حب الوطن ))
وكون الجامعة هي الوعاء الذي يجب أن يكون الأكثر صهراً لهذه الاختلافات والتي كانت ولا تزال تحتاج إلى المزيد من العمل لخلق فكرة الرأي الآخر .
من هنا انطلقت الفكرة أي (ليجمعنا فقط حب الوطن ) بعيداً عن انتماءاتنا السياسية والدينية والقومية
ولكن حتى حب الوطن يحتاج إلى تصريح خطي وعلى أعلى المستويات ، فبعد مفاوضات لم تكن سهلة مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية تم الموافقة لنا على المسير
وتم دعم هذا النشاط من قبل الاتحاد ولكن ضمن شروط تم الاتفاق عليها أهمها استقلالية النشاط وعدم فرض أي نوع من أنواع الوصايا عليه وبالمقابل عدم تجيره لصالح أي من الأحزاب السياسية على اختلاف قربها وبعدها عن السلطة .
بدأنا مسيرنا بيوم الأحد 4/12/2005/ الساعة السادسة على هذا الأساس واجتزنا اليوم الأول بلا مشاكل كبيرة سوى عدم تقبل أمناء الفرق الحزبية فكرة كوننا شباب جامعي غير مسيس وباتت الدعوات للنوم في الأماكن الرسمية تشكل إزعاج حقيقي للمجموعة ، ومع وصولنا إلى منطقة سعسع رافقتنا 3 سيارات شرطة وسيارة أمنية بالإضافة إلى سيارتي الإسعاف التي كانتا معنا منذ بداية المسير وأصبح عدد السيارات أكثر من عدد المشاركين بالمسير ولكن لم تكن هذه هي المشكلة الحقيقة فكل ما اقتربنا من الوصول كانت تزداد التدخلات الأمنية بالمسير حتى لم يعد باستطاعتنا اختيار مكان النوم مثلا أو حتى نقاط الاستراحة واجتزنا مسافة طويلة دون طعام أو توقف بسبب الاحترازات الأمنية الغير مبررة وهذا ما سمي بالكيلو ونصف متر والذي أبلغونا أنه يجب علينا اجتيازه حتى نستطيع التوقف ولكن بعد كل كيلو ونصف كانت تتجدد عبارة فقط كيلو ونصف وبعد اجتيازنا الكيلو ونصف
( أُس)6 وصلنا قرية حضر التي استقبلتنا بمهرجان رائع جداً
كل أهالي القرية تجمعوا بالساحة العامة وقابلونا برش الرز والأغاني الوطنية واستضافنا مختار القرية في بيته حتى الصباح حيث تابعنا مسيرنا نحو قرية عين التينة وهناك رصدتنا كمرات التلفزيون و الصحافيين وبدأ الاحتفال الرسمي والمزاودات الإعلامية المعروفة حيث صرح المذيع السوري وهو على الهواء مباشرة أننا أربعمائة طالب من طلبة جامعة دمشق والجولان ونحمل صور السيد الرئيس والأعلام السوري مع العلم أن التلفزيون بث مشاهد صغيرة حداً من المسير
وكان واضحاً في هذه المشاهد أننا مجموعة صغيرة تحمل الأعلام السورية .
وليس هذا وحسب ولكن الطريقة التي تعامل به المذيع معنا كانت مقززة جداً فأنا لا أحتمل أن يشدني أحد من يدي ويملي علي ما هو شعوري الوطني كأن يقول لي ((
تكلم عن التلاحم الوطني أو ... ))
هذا ما حدث بمسيرنا الوطني ولكم تقيمنا بنفس الشفافية التي يتبجح بها إعلامنا و المسؤولون السوريون .
سنتكلم بالنواحي الإيجابية كي لا نكون مجحفين أو نرى بعين واحدة فهذه هي المرة الأولى التي يتقل الاتحاد وجود مجموعة شبابية مستقلة لها هموم وطنية فقط ويتم التعامل معها بإيجابية ففي المرات السابقة لم يكن مسموح بمثل هذه النشاطات المستقلة أو البعيدة عن الوصاية المباشرة .
وبالنسبة لقوى الأمن فمن المهم القول إن التعليمات لديهم بتسهيل مسيرنا كانت واضحة ولكن هناك عقلية متصلبة لا تزال واضحة في عملهم ويبدو أنه لم تتم حتى هذه اللحظة التخلص من فكرة وجود (( حرية الرأي الآخر )) فعلى مدى التاريخ كانت المؤسسة الأمنية هي المؤسسة الأكثر أهمية في الدولة للحفاظ على المواطن ولم تكن لتسير المواطن على هوى شخوصها .
أما الإعلام والذي ومن حرصنا على دوره الرئيسي وتطبيقاً للشفافية التي نتغنى بها
فكان علينا تصليح ما جاء على لسانه
فنحن مجموعة مستقلة ومجموعة لا أقصد أننا نحمل أهداف ومبادئ وغايات ولكن شباب جامعي القسم الأكبر من قسم الإعلام .
فمسيرنا مؤلف من 13 طالب لا أربعمائة أو 35 أو ..... ونحن حملنا الأعلام السورية فقط ولا داعي للمغالاة بهذا الموضوع أو المزاودة على وطنية التي لن نقبل أن يشكك بها أي كان ونحن أردنا أن نعبر عن حبنا للوطن بطريقتنا وبكل صراحة لو أراد الاتحاد الوطني لطلبة سورية الدعوة لهذا المسير لكان باستطاعته أن يحشد آلاف الطلاب وبشكل طوعي
أخيرا هذا هو النشاط الأول وليس الأخير لمجموعتنا وأريد أن أقول (( حب الوطن سوسة ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناقد الفني أسامة ألفا: من يعيش علاقة سعيدة بشكل حقيقي لن ي


.. صباح العربية | الفنان الدكتور عبدالله رشاد.. ضيف صباح العربي




.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها