الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابتزاز السعودي للأمم المتحدة- مصداقية المنظمة الدولية تحت المحك!

عبدالله جاسم ريكاني

2016 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



في التقرير الذي أصدرته الامم المتحدة حول الانتهاكات التي تصيب حقوق الاطفال أثناء الحروب في مختلف بقاع العالم، تمً ادراج التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية و تضم دول الخليج و بعض الدول الاسلامية ! لمحاربة الحوثيين في اليمن التعيس، على القائمة السوداء التي تضم كافة الجهات و الدول و الحركات المسلحة التي تنتهك حقوق الطفل على مستوى العالم كله. و ما ان صدر التقرير، حتى هاجت و ماجت الجهات و الصحف و الاذاعات و الفضائيات و الصحفيين و الصحفيات و المنظمات و القنوات الدبلوماسية و غير الدبلوماسية المسترزقة من المال البترودولاري التي تصرفها عليها دول الخليج و شنت حملة شعواء و بلا هوادة على المسكين "بانكي موون" متهمةً اياه بالتحيز و العمالة للحوثيين و ايران و عدم المعرفة و الدقة في التقصي عن الحقيقة!! و انه كان يجب عليه ان يستشير تلك الدول!! قبل ان ينشر الخبر و التقرير.
بحسب التقرير، يتحمل التحالف العسكري الذي تقوده العربية السعودية و الذي يشن حرباً شعواء على الشعب اليمني بحجة محاربة الحوثيين لاكثر من عام، المسؤولية عن مقتل 60% من الاطفال الذي لقوا حتفهم أو جرحوا في هذه الحرب الظالمة. و بحسب التقرير ايضاً، فإن 510 طفل قد قتلوا في اليمن منذ بدأ الحرب و اكثر من 700 آخرين قد جرحوا ايضاً. كما ان التقرير، يحمل التحالف مسؤولية تدمير 50% من العدد الكلي للمدارس و المستشفيات التي دمرت في اليمن منذ بدأ غارات التحالف السعودي على اليمن.السفير السعودي في الامم المتحدة يقول ان الارقام مبالغ فيها و يطالب الامم المتحدة بتصحيحها!.

مصادر الامم المتحدة، اعلنت ان مكتب السيد بانكي موون، تعرض الى وابل من الانتقادات و المكالمات من وزراء الخارجية في دول الخليج ووزراء دول "منظمة التعاون الاسلامي"، فور صدور التقرير. كما و اوضح احد الناطقين في المكتب و الذي فضل عدم ذكر اسمه، ان المكالمات كلها كانت عبارة عن تهديدات مباشرة للسيد بانكي موون و هيئته الدولية و انها كانت ابتزازاً و تهديداً حقيقياً بكل معنى الكلمة.

و شملت التهديدات، قيام رجال الدين من مرتزقة السعودية و ووعاظ السلاطين بإصدار الفتاوى التي تكفر و تجرٍم الامم المتحدة و تعتبرها منظمة مناهضة للاسلام و المسلمين و تحرِم على دول ما يسمى "بمنظمة التعاون الاسلامي" العمل مع المنظمة الدولية و توجِب عليها قطع كافة علاقاتها من الامم المتحدة و قطع كافة انواع المساعدات و المنح التي تقدمها دول هذه المنظمة لمشاريع و برامج الامم المتحدة في العالم و من ضمنها قطع المساعدات عن منظمة "الأنروا" التي تقدم كافة انواع الدعم للشعب الفلسطيني، علماً ان دول الخليج كافة تأتي في المرتبة الرابعة بين الدول التي تقدم المعونات للشعب الفلسطيني، أي بعد أمريكا، و الاتحاد الاوروبي و بريطانيا!!؟. فعلاً، اللي أختشوا ماتوا.

و في المقابل، و أمام هذا الصلف و الابتزاز التي قامت بها السعودية و الدول المتحالفة معها، إعترضت و احتجت وبشدة، العديد من المجموعات و المنظمات الدولية العاملة في مجال الاغاثة الدولية و إتهمت بانكي موون بالرضوخ و التنازل و الاستسلام لهذا الابتزاز و القرصنة الذي يسيئ الى هيبة و مصداقية و مكانة و إرث الامم المتحدة الآن و مستقبلاً، كما انه سيفتح الباب امام المزيد من الدول للتحكم فيها و في قراراتها. و كما ذكر السيد "سجاد محمد سجاد" مدير منظمة "الاوكسفام" في اليمن، يبدوا ان السلطة و القوة السياسية و الدبلوماسية المؤثرة، تمكنت من منع قيام الامم المتحدة بواجبها في الكشف عن اولئك المسؤولين عن قتل وإعاقة أكثر من ألف طفل يمني، و من ثمً حذف كل ما يتعلق بهذه الجريمة من التقرير، يشكل فشلاً اخلاقياً للامم المتحدة و لكل المبادئ و الأسس التي قامت عليها و من أجلها". و أردف قائلاً، ان قتل الاطفال في بيوتهم و مدارسهم و في المستشفيات، لا يجب ان يخفى و يرمى تحت البساط، و انه يجب على الامم المتحدة في هكذا حالات ان تقوم بواجبها في كشفهم و فضحهم كائناَ من كانوا.

و في عريضة وقعت من قبل عشرين منظمة دولية معتبرة، طالبت فيه المنظمة الدولية عدم حذف اسم التحالف العسكري السعودي من التقرير بأي شكل من ألاشكال، و اذا ما ارادت السعودية و حلفاؤها ان لا يكتب اسمها مستقبلاً، فعليها الكف عن قتل الاطفال و عن قصف المدارس و المستشفيات في اليمن الذي أصبح تعيساً أكثر من أي وقتِ مضى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض