الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المستفيد من نظام المحاصصة الحاكم في العراق ؟

نور رعد
ناشط و كاتب يساري عراقي

(Noor Raad)

2016 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


من المستفيد من نظام المحاصصة الحاكم في العراق .؟
بعد سقوط النظام الدكتاتوري في العراق عام 2003 وضعت سلطة الاحتلال أسس عملية سياسية وفق نظام جديد يعتمد المحاصصة الطائفية والآثنية و يعتبر مجلس الحكم الانتقالي اول تشكيل في النظام السياسي الجديد ينشأ على اساس المحاصصة فانتجت عن حكومة قسمت الوزارت و مؤسسات الدولة على القوى الطائفية و اتبع نفس الاسلوب بتشكيل الحكومة المؤقتة حتى اصبح هذا النظام عرف متبع بتشكيل الحكومات المتعاقبة و تقسيم المناصب و اختيار المسؤولين الكبار و السفراء و المدراء و القادة العسكريين .
فما انتجه نظام المحاصصة الطائفية.؟ .. فشل الحكومات التي تشكلت على أساس هذا النظام و تولي غير الكفؤين و الانتهازيين للمناصب العليا و ارتفاع مؤشر الفساد الأداري و المالي تحت غطاء المحاصصة و الاسوء ان المحاصصة الطائفية القت بسلبياتها على الشارع العراقي الذي تأثر بفعل الجماعات الطائفية التي كانت تعكس صراعاتها على الشارع و استخدمت هذا الجماعات الطائفية بصراعها وسائل الاعلام و منابر المساجد و العشائر و ميليشيات مسلحة مما ادى الى زيادة الاحتقان الطائفي بين المكونات مترافق مع تردي الوضع الامني .
فمن المستفيد من نظام المحاصصة الحاكم في العراقي ؟ و استمرارية هذا النظام الذي بانت مساوئه للمواطن العراقي .
المستفيد الاول من نظام المحاصصة الطائفية هي الجماعات الطائفية التي تولت الحكم بفضل هذا النظام و تحولت الى احزاب كبيرة تتحكم بالقرار السياسي و الاقتصادي و تهيمن على مفاصل الدولة و منحتها المحاصصة مكاسب كبيرة .
المستفيد الثاني مافيات الفساد المرتبطة بالقوى الطائفية الحاكمة . هذه المافيات التي اصبحت المسيطرة على القطاعات الخدمية و احتكرت المشاريع الكبيرة و تلاعبت بالسوق عبر عمليات تجارية و شركات مشبوهة .
المستفيد الثالث طبقة من الطفيليين التي تعتاش على فساد القوى الحاكمة و مافياتها و تمثل مجموعة من الوصوليين و موظفين فاسدين او عشائريين .
و لابد للأشارة الى دول اقليمية و خاصة الدول التي اصبح لها نفوذ في العراق بفضل القوى الطائفية الحاكمة و دول اخرى ليس من مصلحتها ان يكون النظام السياسي في العراق مدني علماني .
و ارى ان المستفيد الاكبر هي الولايات المتحدة و دول الاستعمار الحديث التي ساهمت بترسيخ هذا النظام الذي بأستمراره يستمر ضعف الدولة العراقية و عدم استقرارها و هذا ما تطمح له دول الاستعمار الحديث .
اما المتضرر الوحيد من المحاصصة الطائفية هو الشعب العراقي بكل مكوناته بعد ان تمت سرقته و خداعه بالمحاصصة التي كادت ان تمزق نسيج هذا الشعب و على اكتاف هذا الشعب تسلقت الجماعات الطائفية نحو السلطة .
و لكن الشعب العراقي ادرك حقيقة نظام المحاصصة الطائفية و ان كل ما جرى خلال السنوات التي تلت سقوط النظام البائد هو نتاج المحاصصة الطائفية .
كما ساهمت القوى و الشخصيات الوطنية و المدنية بفضح و تعرية هذا النظام للشعب الذي اصبح اسقاطه مطلب شعبي تنادي به الجماهير في ساحات الاحتجاجات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا