الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقدمية المثقف الستيني

هيثم بن محمد شطورو

2016 / 6 / 13
الادب والفن


" .. جسدها الرشيق يترجرج عاريا بين المطبخ و الهول و غرفتها و غرفة الحمام..نهديها المكتـنـزين يهتـزان و يديها تعبثان طيلة الوقت بمساحات جسدها الوضاء. إذا كانت تـتـفرج على التلفزيون فاحدى يديها على فخذيها و الاخرى تمر على بطنها و نهديها او تداعب بشعرها الاسود الغـزير حلمتيها او مفرق نهديها او جنبيها و اذا كانت تمشي فمؤخرتها تـتململ بين كفيها و الى غير ذلك من الحركات المختلفة. شرفة الهول لا تغلق غير بلورها و كذلك نافذة المطبخ مفترضة ان تراها عيون غريبة مجهولة فتـشبع نفسها رمزيا بعاطفة لذيذة منشؤها التعري امام الاعين و التمنع و برغبة حارقة في النكاح لا تـقـرها."..
و فقرة اخرى على مؤخرة الروايا و هما الفقرتان اللتان اختارهما الناشر على غلاف الرواية. الناشر مثـقـف ستيني معروف و هو تـقدمي و معارض و ادرك الثورية الصارخة في كسر "تابو الجنس".
انها روايتي اليتيمة في النشر الى حد اليوم منذ سنة 2005. و يسألني صديقي الكاتب الذي اعترف انا شخصيا بموهبته و تمكنه في كتابة القصة القصيرة الاستاذ "هشام بن زيد"، عن مدى مشروعية هذه الكتابة و بكونها في الاخير دعوة الى الاباحية الجنسية. و على كل فان اذاعة صفاقس التي استضافـتـني ابان نشر الرواية قدمني امام مصدحها الاستاذ "علي المرزوقي" و هو شاعر كذلك بكوني كاتب جريء و روايتي جريئة. و بقدر التلقي لبعض الصفعات من بعض اصدقائي الاساتـذة و من بينهم ابي إلا انهم يعترفون بكونها كتابة تسيل اللعاب و تـشـدك الى اعادة قراءة الرواية ما ان تـنهيها. في الحقيقة اعتبر نفسي ناجحا بهذا الاعتراف اما النقد فاني لا اتحرج منه بقدر ما أناقـش الافكار بالقدر الذي يبتعد عن الرواية في ذاتها الى مناقـشة الافكار في ذاتها.
اقول دوما اني لا اتحدث عن تجربة فيها الجنس و انما عن الجنس. عن تلك الروح ان جاز توصيفه كذلك و الذي يتلبسنا في صحونا و نومنا. عن الايروس و الجسد الرغبوي و خاصة الانـثوي العاشق لنفسه و عـريه. اعترفت عدة قارئات بكوني صنعت مرآة للواقع لم نجدها. الحقيقة ان جلنا و خاصة الانثى تعشق عريها و جسدها و انه ان كان من اكتـئاب دائم فمصدره عدم الرضاء عن الجسد او عدم تملك المرء لجسده بحرية.
ناقـشني الاستاذ "هشام" عن علاقة الكتابة بالقانون و الاخلاق و المجتمع. دار نقاش طويل توصلنا فيه الى الاستـنـتاج ان الكتابة فعل حرية و ارادة حرة تعبر عن الكائن الرغبوي. و بغض النظر عن كون الكتابة في الجنس تعويض عن انعدامه في الواقع او تكملة لما هو ناقص في الواقع او هو تضخم ايروسي لا يمكن ابدا لأي مواقعة ان تـشبعه، و بالتالي ففعل الكتابة فعل تـثبيت صور و فعل روحنة للجنس و ان كان بلغة بوهيمية تحررية..
و بقدر ما رفضت توصيف صديقي بأنها تهدد الوعي المراهق اساسا فاني لم اكتب للمراهقين بقدر ما كتبت للجميع. فصديق لي ستيني الثـقافة و هو ذو تـفكير محافظ قال لي حين قرأ الرواية:" المهم ان تكون قد انفجرت و عبرت بصدق و قلت ما يخجل الجميع من قوله برغم انه موجود". الحقيقة انني تفاجئت كثيرا و بقدر ما ابهجني هذا الموقف بقدر ما احزنني ان القراء الشباب تجدهم اكثر محافظة من المحافظين الشيوخ برغم ادعائهم بالتحرر. هناك تحرر ظاهري و لكن الوعي تجده مكبلا مقارنة بمثـقـفي الستينات. و اقول دوما اني افتخر اذن بكوني ستيني و ليس تسعيني مثلما ادعي لنفسي و لجيلي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?