الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصابة الحكم في تونس 5 سنوات بعد 17 ديسمبر أكثر استبدادا وقمعا مما كانت عليه عصابة بن علي

بشير الحامدي

2016 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


عصابة الحكم في تونس 5 سنوات بعد 17 ديسمبر أكثر استبدادا وقمعا مما كانت عليه عصابة بن علي
العصابة هي الكتلة المتكونة من:
العائلات النهابة الفاسدة المسيطرة على قطاعات الاقتصاد الكبرى : البنوك ـ شركات النقل ـ التصدير والتوريد ـ الصناعات الاستهلاكية والتحويلية ـ شركات الخدمات ـ البناء والمقاولات ـ التهريب والسوق السوداءـ وهي عائلات يمكن تسميتها عائلة عائلة وحصرها اسما اسما.
العصابة كما تسيطرعلى مفاتيح الاقتصاد تمتلك أيضا مفاتيح السياسة عن طريق سيطرتها على الحزبين الكبيرين حزب التجمع العائد باسم نداء تونس وحزب النهضة العميل للقوى الاستعمارية والصهيونية وعلى بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل.
هذه هي العصابة وهذه هي ذيولها
العصابة لا تسيطر بذيولها فقط
العصابة تسيطر وتمتدّ وتتغلغل في شرايين المجتمع والطبقات عبر نسيج واسع آخر من "القوادة والبيوعة" مكون من أحزاب صغيرة وجمعيات ونقابات وأجهزة الإدارة وفي البوليسية والقضاء والاعلام.
العصابة بهذه الصورة تعسكر كل المجتمع وتتغلغل في كل الطبقات وتعمل باستمرار على تفادي كل وضع يمكن أن يفجّر الصراع ضدها ويضع هذه الهيمنة موضع سؤال ومن هنا جاءت في هذا الوقت بالذات مبادرات ترميم الوضع الذي انتهت إليه انتخابات 2014 والذي أفلس من كل النواحي .
مسار الانتقال الديمقراطي مازال بالنسبة للعصابة لم يستوف شروط تواصله مازالت العصابة قادرة على المناورة وربح الوقت وتمرير ما يمكن تمريره قبل أوان الحسم.
ليس هناك حلول في الوضع الاقتصادي فالعصابة ليس بيدها غير تمرير سياسات البنوك المانحة والدفع إلى الخراب المعمم
ولكن في السياسة مازال بيد العصابة العديد من الحلول:
أولا الحل الذي تشتغل عليه ذيول العصابة حاليا والمسمى حكومة الوحدة الوطنية
الحل الثاني وهو الإعلان عن انتخابات سابقة لأوانها وهو مستبعد حاليا ولكنه يمكن أن يكون واردا ولا يتحقق سوى بانهيار التحالف القائم بين النهضة والنداء أولا.
الحل الثالث الانقلابي العسكري وهذا أيضا مستبعد حاليا ولكن يمكن أن يكون واردا في صورة انفجار عارم للحركة الشعبية يؤدي إلى تهديد جدي بسقوط وانحلال مؤسسات الدولة و أساسا مؤسسة الجيش ومؤسسة البوليسية.
صحيح أن الوضع وضع أزمة حادة وصحيح أن الوضع صار أسوء بكثير مما كان عليه زمن بن علي بالنسبة للأغلبية ولكن كل هذا لا يعني شيئا في الواقع من حيث إمكانيات فرض الحل الجذري في التغيير لأن الأغلبية المستغلة والمفقرة والمتناقضة مصالحها مع مصالح العصابة مازالت مكبلة وغير قادرة على المقاومة بشكل مستقل عن النظام أي عن العصابة وذيولها تنظيميا وسياسيا .
صحيح أنه ليس هناك من حلول في الأفق وصحيح أن العصابة تواصل هيمنتها ولم تدخل بعد في الربع ساعة الأخير من حكمها ولكن لاشيء يمكن أن يحول دون انفجار معارك طبقية قادمة تحولها الأغلبية إلى انتصارات فلا شيء يمكن أن يعد معجزة بالنسبة لأغلبية تعتقد أنها قامت بثورة وترى نفسها بعد 5 سنوات في وضع أكثر بؤسا واستغلالا واستبدادا وقمعا مما كانت عليه وفي قبضة عصابة أكثر إجراما واستبدادا من عصابة بن علي.
ـــــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
13 جوان 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة غير مطروحة ق


.. استقبال حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة




.. أسرى غزة يقتلون في سجون الاحتلال وانتهاكات غير مسبوقة بحقهم


.. سرايا القدس تبث مشاهد لإعداد وتجهيز قذائف صاروخية




.. الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يترشح لانتخابات الرئ