الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة عمال و عاملات شركة يازاكي بطنجة

وديع السرغيني

2005 / 12 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يبدو أن نتائج المرونة التي بشرت بها مدونة الشغل، و التي اتفق عليها الجميع و أجمع عليها الجميع يمينا و يسارا حداثيين و ظلاميين، نقابيين و رأسماليين.. قد بدأت تعطي من غلتها وفق قانون "زيد الشحمة في ظهر المعلوف" ـ أو في مكان آخر من جسمه ـفالواضح الآن لمن كان ما زال يشكك في مناهضة العمال المناضلين و حلفائهم الاشتراكيين الثوريين لهذا المشروع باعتباره قانونا طبقيا، أن الهجوم الكاسح على حق العمال في التنظيم و في الدفاع عن المكتسبات و في النضال من أجل تحسين الأوضاع و من أجل شق الطريق للقضاء على الاستغلال، لم يعد مهمة الرأسمال و الرأسماليين فقط بل هناك أطراف عديدة متعددة تخوض الحرب و تضع الكمائن و تنشر الدجل و تنسج الحبائل.. حيث لا قدرة للعمال و العاملات أن يتفادوها كلها و أن ينجحوا في هزمها جميعها.
فالنقابات بجميع تلاوينها إن لم تخون صراحة فغالبية مناضليها و أطرها يتهربون أو يتخاذلون، أما الاشتراكيون اللفظيون فباتوا اشتراكيين بالكلام و خلال النقاشات و فقط، أما الميدان فالعمال و العاملات عرضة للسمسرة و للدجل الظلامي و للقمع البوليسي الرهيب دون مناصر.
فبعد طرد عمال و عاملات يازاكي بشكل تعسفي و بعد محاولتهم للاتحاد و النقابة اختاروا السوء من النقابات، إن كانت كلها سيئة، نقابة "العدالة و التنمية".
و بعد محاولات الاعتصام بباب المنطقة الصناعية "الحرة" منعوا من الاعتصام بعد أن تم منعهم من الدخول للمنطقة للاعتصام بباب المعمل. و في ظروف البرد القارص و الأمطار الطوفانية و رغم التكالبات و التوجيهات المتخاذلة، استطاع العمال و العاملات أن يستمروا في شكلهم النضالي مدافعين عن حقهم في الرجوع للعمل أو التعويض عن الطرد التعسفي. ليفاجئ الجميع بهجوم حراس الأمن ـ أواكس ـ على العمال و العاملات بالعنف لحد تكسير العظام و حالات الإغماء و كعادة قوات القمع الرسمية ت الدرك ـ سارعت للتدخل لمناصرة الحراس ضد العمال بالضرب و السب و التنكيل و التهديد بالاعتقال.
حدث هذا يوم الأربعاء 7/12/05 و تحدث يوميا مآسي مشابهة يكون فيها الطلبة، المعطلون، التلاميذ و سائر الكادحين هم المتٌهمون "بإحداث الشغب" و "الفوضى" و "قلة التربية" أو أنهم يطالبون أكثر مما يستحقون، أو أنهم لا يعرفون كيف يعبرون عن مطالبهم.. الخ هذا في عهد يقول عن نفسه "جديد" و "حداثي" و "ديموقراطي" و مشجع "للتنمية البشرية".
فما الجديد سوى في أساليب القمع و التآمر/ و ما الحداثة سوى في مظاهر بذخكم و رفاهكم، و ما الديموقراطية سوى في توزيع الثروات و الخيرات فيما بينكم ـ و البرلمانيون يأخذون حصتهم دون تعليق، من اليمين و من اليسار ـ و ما التنمية البشرية سوى تنمية لأرصدتكم البنكية و لأملاككم العقارية و لأساطيلكم البحرية، أما البشر المعني فليس بشرا عاديا هو دينصورات النهب و الاستغلال و الاستعباد هو الطبقة البرجوازية وخدامها من محترفي السياسة المشعوذين.
هكذا لمسنا و لامسنا ثمرات مدونة الشغل، هكذا تتبعنا اتساع جبهة الخونة المتآمرين، هكذا اقتنعنا بأن النضال من أجل الثورة الاشتراكية بات شعار المرحلة منت غير منازع، شعار القضاء على نظام الاستغلال و الاستبداد، شعار القضاء على نظام الاستغلال و الاستبداد، شعار القضاء على حكم الأقلية المستغلة و المستبدة للأغلبية الكادحة، شعار دولة و مجتمع المنتجين الأحرار.
فتحية لكل العمال و العاملات المعتصمين بيازاكي، ديوهرست، سيمارمود، تحية لكل المناضلين الاشتراكيين المناصرين للطبقة العاملة، ثم إدانة لكل التسريحات التي عرفتها هذه المعامل و معامل أخرى، معمل فيلكوم، فولسفاكن، معمل الأربعين للبطانيات.. الخ.
وديع السرغيني
8/12/05








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة يرصد آثار الدمار إثر قصف منزلين في مخيمي البري


.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من جباليا شمال قطاع غزة




.. اشتباكات في محيط دوار أبو السعيد جنوبي حي تل السلطان برفح


.. جريح يودع زوجته وأطفاله الشهداء بغارة على غزة




.. جنود إسرائيليون يحرقون منازل الفلسطينيين في قطاع غزة