الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشابه الدور بين رأس النعامة واليسار الفلسطيني

تامر سلامة

2016 / 6 / 14
القضية الفلسطينية


" أنني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى كل مظلوم في هذه الدنيا "

عبارة شهيرة للرفيق و القائد الثوري و الأب الروحي و أيقونة النضال لجميع اليساريين في العالم (جيفارا) ، تلك المقولة التي يحفظها جميع اليساريين في العالم ، و تضعها الأحزاب الثورية ببراويز مذهبة في أوقات التصوير بمكاتبها و فوق بروشوراتها الإنتخابية ك بروبجاندا ، ليضمنوا أصوات الفقراء و الكادحين ، المعدومين الذين ملؤوا العالم بضجيجهم و آهاتهم ، الذين توجه لهم صفعات نارية كل يوم ، دون مبالاة تذكر ..

في قطاع غزة ، في ظل الوضع الإجتماعي المهترئ ، و الذي هو نتيجة واقعية نستطيع معايشتها يومياً لما يسمى بالإنقسام الفلسطيني الناجم عن الخلاف السياسي العميق بين اليمين الليبرالي "حركة فتح " و اليمين الإسلامي "حركة حماس " ، منذ ٢٠٠٦ ، و الذي أدخل قطاع غزة في آلةٍ زمنية أرجعته مليون سنة ضوئية للوراء من جهة ، و الحصار الإسرائيلي الخانق من جهة أخرى مما أدى لإنهيار المنظومة الإجتماعية في قطاع غزة بشكل شبه كامل .
و المضحك المبكي وجود ٥ أحزاب يسارية ما بين اليسار المتطرف الراديكالي و الللينينية و الماركسية و غيرهم ، و الذين يستشطيعون أن يكونوا قوة ضغط كبيرة و عملية إن توحدوا في سبيل قضية الوطن و المبادىء التي يتغنون بها .

و حيث أن النقد من سمات القوى اليسارية في كل أرجاء العالم ، و الذي بفعل ذلك ينطبق على اليسار الفلسطيني كذلك ، أتمنى أن يتحمله رفاقي دون ضغينة أو حقد يذكر .

إنه لمن المشين أن يكون عدد الفقراء في قطاع غزة قد قارب على الثلاثة أرباع سكانه ، و في ظل الإرتفاع الجنوني للأسعار و متطلبات الحياة اليومية ، فقد أصبح اليسار مجرد مايكروفون متنقل ، يبث الأغاني اليسارية المنادية بالوحدة و المساواة و للعدالة الاجتماعية ، و المطالبة بحقوق العمال و الفلاحين و الفقراء ، في حين لا نجد منهم أي تطبيق يذكر على أرض الواقع ، و أنا هنا لا أقصد العناصر القاعدية ، بل القيادة التي على رأس الهرم التنظيمي الأحزاب اليسارية عامة ، التي لا تحرك ساكناً ، و إن فعلوا إستكفوا ببعض الكتابات هنا أو هناك ، ببعض العبارات و الشعارات الرنانة و بكتابة بيانات الشذب و الإستنكار ، و إن قرروا التهور و الإقتراب الطفيف من الثورة يقومون بمسيرة لا تزيد عن نصف ساعة زمنية و نصف كيلومتر مكانياً .
سابقاً ، كان اليسار "المعارضة " جداراً واقياً و حامياً لجميع الفقراء و الكادحين المغلوب على أمرهم ، و المسحوقين تحت عجلات الإمبريالية الرأسمالية القذرة ، فعلى سبيل المثال ، كانت الثورة البلشفية التي قادها لينين عام ١٩١٧م بترؤسه لحزب العمال الإشتراكي في روسيا ، ضد القيصرية الظالمة ، فسقط الشهداء ، و لكن إنتصرت الفكرة ، فقط لوجود قائد شجاع و رفاق أبطال و جماهير تلتف نحو حقوقها لتنتزعها من براثن أعدائها و مضطهديها .
في حين يمكن لأي شخص أن يرى أن اليسار ، و خاصة اليسار العربي و الفلسطيني ، قد إنتقل من مرحلة المعارضة الثورية العنيفة ، المعارضة الناعمة في أحضان اليمين ، مقابل بضع تسهيلات في الحكومة لقادة تلك الاحزاب اليسارية .
فاليسار الفلسطيني هو شريك رئيسي و أساسي في معاناة و فقر و إضطهاد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، فمن يرى الظلم و يتناسى مبادئه تسقط عنه نجمة اليسار الثورية ، فظاهرة التسول و التشرد التي يمكن لكل مواطن أن يلتمسها و يراها بشكل يومي في شوارع قطاع غزة أصبحت لا تحتمل ! ، لماذا لا يتم مساعدتهم ، بدلاً من المؤتمرات و الاحتفالات الفارهة التي تقام في أفخم الفنادق و المطاعم في قطاع غزة ، و الطامة الكبرى أن أعضاء و بعض كوادر الأحزاب اليسارية معدومي الدخل ، أو من أصحاب الدخل البسيط ، في حين تجد أن القيادة المتربعة على عرش و قمة هرم الأحزاب اليسارية أصبحت مثلها مثل الأحزاب اليمينية ، مليئة بالرأسمالية و النفوذ ، ضاربةً عرض الحائط مبادئهم الحقيقية ، التي أسست عليها تلك الأحزاب ، فإلى متى سيبقى اليسار مترهلاً ، هل فعلاً قد شاخَ اليسار الفلسطيني. أصبح عجوزاً يتكىء بعكازه ، يبحث عن بصيص أملٍ من رأسمالي يميني حقير يلوح بمصباحه له ليتبعه ؟
فالحكومة في قطاع غزة لا تعير أدنى إهتمام لمشاكل الشباب ، من بطالة و غلاء في المهور و إنعدام أدنى فرص الحياة البسيطة الكريمة ، مع إستمرار سياسة القمع و الترهيب لكل قلم حر و صوت ثائر في غزة و الضفة الغربية على حد سواء ، فسلطة أوسلو هي من تسببت بخنق أحزاب اليسار ، لدرجها تحت لوائها و إسكاتها ببعض الوظائف المعدودة ، و التي يمكن وصفها بأنها أقل من أن تساوي حفنة ترابٍ مقابل نضال شعبنا و نضال اليسار على مر القضية الفلسطينية .

فأين اليسار الفلسطيني ؟
أين أمهات الفقراء و الفلاحين ؟
أين تيجان اليسار ؟
أم انها فقط البروبجاندا الملعونة !!!

بقلم : تامر سلامة
" أبو جيفارا "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اصبح اليسار بضاعة للبيع والشراء !
طلال الربيعي ( 2016 / 6 / 14 - 03:36 )
اذ كان هذا بسارنا, فما فرقه عن يميننا؟
فهل اصبح اليسار بضاعة للبيع والشراء في سوق النخاسة, حاله حال اية بضاعة اخرى في عالم الراسمالية اليوم؟


2 - كلام في الصميم
تامر سلامة ( 2016 / 6 / 14 - 10:46 )
ان الرأسمالية قد تم كنت و للأسف الشديد من تحوير و تقييد و ترويض اليسار في دول العالم العربي ، لتضمن معارضةً ناعمة من طرفهم

اخر الافلام

.. الكنيست الإسرائيلي يصادق على تمرير قانون استمرار إعفاء المتد


.. أهالي المحتجزين يحتجون من شمال إسرائيل إلى جنوبها




.. حركة حماس: نؤكد استعدادنا للتعاون مع الوسطاء لدخول مفاوضات غ


.. الحكومة الألمانية ترفض إجراء انتخابات مبكرة بسبب الخسارة في




.. بعد هزيمة حزبيهما.. وزير الخارجية الإسرائيلي يسخر من رئيس ال