الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثلية (اللوطيون والسحاقيات) والتحالف الكوني-الاقليمي ضد سوريا

ناجح شاهين

2016 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


المثلية (اللوطيون والسحاقيات) والتحالف الكوني-الاقليمي ضد سوريا
ناجح شاهين
ليست المثلية موقفاً سياسياً أو اقتصادياً فيما نحسب. كما أن المثليين لا يتبنون، في حدود ما نعلم، موقفاً واحداً موحداً من قضايا الصراع الكوني أو في مستوى الأقاليم أو البلد الواحد. المثلية فيما نرجح موقف جنسي أساساً لكنه يمكن أن يكون موقفاً "جندرياً" أيضاً.
هناك كما يعلم القارئ اتجاه يرى أن الجنس –ومن ثم- الجندر متصل continuum يحتوي العديد من الفئات في مقابل ما تم التعارف عليه "تقليديا" في ثنائية أنثى/ذكر أو حتى في ثلاثية أنثى/ذكر/خنثى. يميل أصحاب هذا الاتجاه القائل بالمتصل الى أن هناك العديد من فئات النوع الجنسي بما في ذلك ثنائيو الجنس، والمتحولون جنسياً....الخ
ليس هنا بالطبع المساحة ولا الخبرة النظرية الملائمة لمعالجة الموضوع. كما أن الفكرة تلقت مقداراً لا بأس به من البحث "الجاد" بما في ذلك من قبل كبريات المنظرات "ما بعد النسويات" أمثال جوديث بتلر صاحبة الكتاب المشهور "تفكيك الجندر" Undoing Gender. ما يهمنا حقاً هو قراءة "السياسة" الخاصة بالمثليين إن كان هناك حقاً سياسة يمكن أن تشملهم جميعاً.
نذهب استباقياً إلى الزعم بأن الموقف السياسي المتوقع للمثليين يجب أن يكون "تقدمياً" ومعارضاً جوهرياً للنظام السياسي الاقتصادي في الولايات المتحدة وحلفائها وأتباعها وخصوصاً العرب منهم. وذلك أمر لا يحتاج إلى استدلال معقد: نخب البيض البروتستنت (الواسب) المهيمنة في الولايات المتحدة لا تتسامح معهم، ولذلك فإنهم يجدون أنفسهم ضد هذه النخب عموماً وضد حروبها ومصالحها. ومن هنا نجدهم يصطفون إلى جانب القضية الفلسطينية –مع أن نسبة عالية منهم من اليهود- وضد الحروب الاستعمارية من قبيل احتلال العراق أو العدوان على سوريا.
أما إذا فحصنا الواقع المعطى فإننا نجد أن الانتماء السياسي/الفلسفي الأكثر انتشاراً بين المثليين هو الفوضوية anarchism. وليس ذلك مدهشاً على الأرجح بالنظر إلى الطابع الالحادي والمعادي للنظام والدولة والأسرة الذي يتضمنه الفكر الفوضوي في الأعم الأغلب.
عندما كنت في الولايات المتحدة كان من المألوف بالنسبة لي أن أشاهد أن التفاعل المحدود جداً مع القضية الفلسطينية وقضايا المقهورين إجمالاً كان يأتي أساساً من فئات مثلية يهودية أو سوداء. وربما أن هذا أحد العناصر التي دفعت المثلي العربي جوزيف مسعد إلى كتابة دراسة حول "دور المثليين في تحرير فلسطين" أو شيء يشبه تحريرها لست متأكداً من العنوان.
هذا لا يمنع بالطبع أن نجد مثليين –ومثليات على نحو أكبر- ضد قضايا التحرر يؤازرون الاستعمار ويناصرون التمييز العنصري والإثني. لذلك ليس من المفاجآت بالنسبة لنا أن نجد مثليين –مثل الذين أشار إليهم المفكر العربي الرصين عادل سمارة مؤخراً- يحاربون في صفوف ثورة النفط والمخابرات الغربية المفتعلة في سوريا ويشاركون في محفل مثلي في تل أبيب.
لكن ليس الاحتفاء بالجهاد في سوريا مقصوراً على نسبة من المثليات والمثليين. لسوء الحظ أن هذه "الثورة" قد تفوقت على معظم الثورات –إن لم يكن جميعها- من ناحية غياب أثر الفكر السياسي في تأطير الثوار. إذ يبدو على نحو فج وصريح تقريباً أن "فكر الثورة" ورافدها "النظري" الأساس هو المال القطري-السعودي-الإماراتي. ولذلك غدا واضحاً للعيان كيفية التقاء مفكرات ومفكرين من مشارب "نظرية" متباينة علمانية أو قومية أو إسلامية أو يسارية في كنف راعي الفكر والثقافة، "مأمون العصر" أمير قطر الذي يجتمع في "دار الحكمة" الخاصة به يوسف القرضاوي وميشيل كيلو وصادق العظم وبرهان غليون من الجنسيات العربية وهناك مثلاً عزمي بشارة وإصلاح جاد واسماعيل الناشف من فلسطين.
من الواضح اننا في مواجهة مشهد كوميدي لتوليفة مخلوطة لكنها غير ممتزجة ولا يمكن أن تمتزج لقوميين وشيوعيين وما بعد حداثيين واخوان مسلمين...الخ وما يجمع هذه "اللملومة" هو المال أساساً والارتهان لإرادة الاستعمار الأمريكي، والسقوط الأخلاقي الذي يسمح للمرء/أة ببيع "الكلام" لمن يدفع ثمنه. وفي هذا السيرك العجيب يتم توظيف مبادئ ما بعد الحداثة، والليبرالية، والإسلام الإخواني والقومية ضد سوريا الدولة والنظام، بينما لا يبدو للمفكرات والمفكرين أن هناك تناقضاً بين الليبرالية وآل سعود أو بين ما بعد الحداثة وداعش أو بين القومية وتفتيت سوريا لتصبح دولاً بعدد مشيخات الخليج من قبيل راس الخيمة والبحرين، وفي حجمها أو أصغر.
ليس في الإمكان وضع المثليين في سلة سياسية واحدة. لكن لا بد أن جزءاً منهم يقدم خدماته في إطار "كونفدرالية النفط والأمركة المصهينة" التي تتعرض لها بلادنا. وعلى الرغم من ذلك نميل إلى القول إن مساهمة هؤلاء في الحرب الرخيصة ضد الدولة السورية ولمصلحة الاستعمار العالمي وذيوله ليست أكبر من مساهمة "الإسلاميين" أو "اليساريين" أو "القوميين" الذين يتلقون إلهامهم الديني أو "التقدمي" أو "الوحدوي" من مراكزه الجديدة في تل ابيب واستانبول والدوحة. وهي مراكز متآلفة تشع أيديولوجيا السيد الأمريكي المتعددة الأسماء، وتكرس مصالحه المتقاطعة معها والتي تأخذ عنوناً فضفاضاً: "الشرق الأوسط الجديد" الذي ما يزال يعاني من مقاومة سوريا والمقاومة اللبنانية (حزب الله) منذ أن أعلنت عنه كوندايزا رايس قبل أزيد من عشر سنوات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| اعتراض قذائف أطلقت من جنوب لبنان على مستوطنة كريات شمو


.. حصانة جزئية.. ماذا يعني قرار المحكمة العليا بالنسبة لترمب؟




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض تتجاهل سؤال صحفية حول تلقي بايدن


.. اليابان تصدر أوراقا نقدية جديدة تحمل صورا ثلاثية الأبعاد




.. تزايد الطلب على الشوكولا في روسيا رغم ارتفاع سعرها لعدة أضعا