الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية الوطنية.. جدل الداخل والخارج

شيماء الحسني

2016 / 6 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الهوية الوطنية.. جدل الداخل والخارج

شيماء الحسني

تمثل قضية الهوية الوطنية العراقية محور إهتمام الكثير من الباحثين العراقيين ، الذين يركزون على موضوع مهم وهو تخلف الدولة وعجزها وفشل سياساتها في تشكيل هوية وطنية جامعة ومعبرة عن التنوع الموجود في بنيتها المجتمعية ، فقد عانت الدولة العراقية الحديثة من أزمة حادة في هويتها الوطنية وقد ترك هذا الموضوع آثاره على المواطن في المجتمع العراقي الذي بات محاطا بمجموعة من الهويات الفرعية او الثانوية دون الوطنية الجامعة او فوقها ووجد نفسه مضطرا للإنتماء إلى إحدى هذه الهويات ، حيث عاشت الهوية الوطنية العراقية وما تزال ، من صراع الهويات الإثنية هذا الصراع الذي أدى إلى إستحضار كل أدوات التدمير وتحطيم الإرادة وكان الصراع بين الهوية الإثنية العربية والهوية الإثنية الكردية خير دليل على ذلك ، لم يكن الصدام بين الهويتين الإثنيتين ( العربية والكردية ) وليد الدولة العراقية الحديثة ولكن قدر لهذه الدولة أن تصبح ميدانه الابرز فضلا عن أنها تدفع فاتورة حسابه ، وقد بدأت بوادر هذا الصراع تلوح في الأفق بعد أن دخل العرب والكرد عصر القومية على قدم المساواة ، يشير مجموعة من الباحثين أن أزمة الهوية الوطنية العراقية تعودالى عوامل عدة ، عوامل داخلية تمثلت بالتأريخ من جانب والجغرافية من جانب والدين من جانب آخر وهناك من ركز على النظام السياسي داخل الدولة وإسلوب إدارته لحالة التنوع المتعددة ، والبعض الآخر أرجعها إلى البنية الإجتماعية الهشة والأدوات الإقتصادية ، وبعضهم أرجعها الى عوامل خارجية تمثلت بسياسات الدول التي إحتلت العراق في فترات مختلفة ومنها بريطانيا في مطلع القرن العشرين والولايات المتحدة الامريكية في مطلع القرن الحادي والعشرين ، ومهما إختلفت الدراسات وتباينت حول الاسباب الاساسية التي صنعت للعراق هوية تعاني من عقد وأزمات متواصلة لا تنقطع الإ أن أزمة الهوية العراقية هي حصيلة للتلاقي والتفاعل بين الداخل والخارج فالأزمة في الهوية لم تنشأ وتتطور ولم تستمر الإ لوجود فواعل داخلية هيأت أرض خصبة لنمو الأزمة وتفاعلها ، وايضا لوجود سياسات دول خارجية وجدت ان من مصلحتها صناعة أزمة هوية في العراق وليس صناعتها فحسب وإنما إدارتها بالشكل الذي يتناسب مع سياستها ومصالحها ، لذلك ومن أجل الحفاظ على الوحدة والتماسك الوطني تقع على عاتق الدولة مهمة صياغة هوية وطنية تحظى بقبول مجتمعي عام فهي أولوية تتقدم على المهام الاخرى وتشترك في تحمل مسؤوليتها جهات عدة " نخب سياسية وقوى مجتمعية ومرجعيات دينية ووسط ثقافي وإعلامي ومراكز بحث علمية وأكاديمية " والقناعة التي ينطلق منها هؤلاء وتؤطر عملهم هي النجاح في هذه المهمة العسيرة مهمة بناء الهوية الوطنية الجامعة والإنطلاق والتطلع الى المستقبل الذي سيكون عنوانه الدولة المستقرة القوية ، بقي سؤال الهوية في العراق من الاسئلة التي لا تزال قائمة تبحث عن إجابة محددة وقاطعة لها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار