الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرحلة الأخيرة

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)

2016 / 6 / 16
الادب والفن


(الرحلة الأخيرة)
مراد سليمان علو [email protected]

(1) قبل بدء الرحلة:
الخيمة مفتوحة الأزرار
وتوّتر النازح فيها حريق
الريح عويل
صداه غرقى مغامرات البحار
لا ستائر اسدل بها حزني
وطويل هذا الطريق
ربّ باب
اسدّ به ظنّي
حتى من حلمي أفيق
ليلي الكئيب
لا قريب يزورني فيه ولا صديق
متى سأدخل إرم ذات العماد
متى يتحقق المراد
أين الطريق
وإرم الخرساء تدور
ولا يزال السيّاب يثور
إن تحققت النبوءة
واشفقت السماء
سأضمّك بيد من حديد
سأبحر من جديد
في عيونك السوداء
وسأنتشل لأيامي
اللآلئ والمحار
وكأن حمّى العشق غير كافية
لأشرب أحزان أهلي الصادية
اختلط الحبّ بالحرب
وفي قاع خيمتي
العويل يصبح صدىً للصهيل

(2) في اليوم الأول:
بدأت بقصيدة
فكتبت أخرى
هل خيانة
أن نبدأ بقليل أعلى الصفر
وأن نعيد ترتيب بيت القلب
ليتدفق ماؤه شلاّلا
ونترقب موعد
رقصته الكبرى
ونغذِّ الجمر عشقا
فيلتهب من جديد ذا الجمر
ذاب هذا القلب في حبّك
وقبلك كان القلب صخرة
يا امنية الحياة وبعدها
وقبلك ما كانت ايامي عمرا
سأكون معك فكوني معي
ومعا كلّ القصائد ستكون خمرة

(3) في الشهر الثالث:
كنت طفل القرية المشبّع بالدلال
في عزّ الظهيرة
اطارد الجراء
واليوم في المدينة الكبيرة
اقف على باب مطعم فاخر
ويعلّق على رقبتي السلاسل
فقد دخل زبون آخر
برفقة كلب أهزّ له ذيلي
تتهامس الكلاب هو ذا المهاجر
سبب كلّ المجازر

(4) بعد ستة اشهر:
جئتك في (هانوفر)
وما خمد الشوق
آه، لو كان اللقاء في شنكال
في البساتين
في بربروش
أو السوق

(5) بعد مرور سنة:
اجيد التعامل مع العاهرات بالألمانية
اعرف اسماء الخمور
ومواقع الجسور
واكتشفت مواعيد حبيبتي السرّية
كلّ شيء مباح
وكلّ شيء متاح
وحدها القصيدة سريالية

(6) بعد سنوات:
الحنين خناجر في كبدي
والشوق أواها
ممتد كسيباى في عرسها
أني اراها
أمّ فقدت ولدها
انا الطفل
ضائع يا أمي
والمدى عيناها
سفن الرجوع
دون قلوع
غريق هذا الغريب
بالمطر والذكرى والدموع

(7) نهايات متعددة في تاريخ غير معلوم:
أطلّ من كوّة الذاكرة
النور فيها ضئيل
كما قُبلة منسية
بين اوراق شجرة المواعيد
خدعني كلكامش
ورجع خالي الوفاض
الثواني بطيئة
ولعين هذا المطر
ارغب في العودة لأحضانك
فقد زال الخطر
العكازة ما عادت تحملني
عميت مثلي
وكلانا من عينيك نستجدي النظر
هذه الرحلة كانت للحبّ
مكلوم فيها هذا القلب
اسمع فراشات باب شلو تدعوني
وقصائدي اصابها الرعب
يا رحم بلائي يا عشتار
أهكذا يكون حال من أحبّ
وهل من حياة اخرى يا عزرائيل
اصلّح فيها كلّ هذا العطب
فقد انتهت الرحلة
ولا ازال صارخا في قعر الجُبّ
وممتدا في سواد عينيها
حبيبتي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده