الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انشطار المليشيات... استنساخ مورثات التمزق والدمار الوطني.

عبد العالي عويد محمد

2016 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


انشطار المليشيات... استنساخ مورثات التمزق والدمار الوطني.
Abd Mohamed/ عبد العالي عويد محمد
أعلنت بعض المواقع المعتمدة عن انشقاق (سعد سوار) من مليشيا التيار الصدري وتشكيله جيش (المؤمل). وهكذا بين حين واخر تتورم الخلافات في المليشيات لتعلن الانشقاقات والتناسخ المسلح عن مليشيات جديدة تحمل اسم قائدا وراية مميزة لها وتمويلا وتخطيط وتدريب ونهجا...تميزها عن الاخريات من (الأمهات والافراخ) التي سبقتها بالولادة! لكنها، بأية حال، تضل وفية كل الوفاء لجذور واصول الطائفية العتيقة منها والمستحدثة اصطفافا لقتل وتشييع كل مسميات الوطنية والديمقراطية والتقدم، ليس فقط، بل القانون والدولة بالمسميات المتعارف عليها.هذة التكوينات المرضية المتناسلة خلقت وتخلق صراعا مذهبيا محتدما بين الحين والأخر في الساحة العراقية، زحاما بالمناكب لاحتلال ارقام جديدة في السلم المليشاوي المتصاعد عادة، لتنفيذ اجندات واهواء شخصية ما انفكت ارتباطا بجهات اجنبية.
تجاوز عدد هذه المليشيات في العراق الـ 41 مليشيا، تختلف في تشكيلها وتسليحها وأعدادها وحتى تنظيمها ومدى قدرتها على القتال، المنضوية الان في (الحشد الشعبي). ان المثير بالأمر هو تزايد وانقسام هذه الجماعات المسلحة وبطريقة فوضوية مريبة في الساحة العراقية خاصة، والتي من شدة فوضويتها وصفها السيد مقتدى الصدر، قائد التيار الصدري، ب " الوقحة". حيث أضاف انها تعمل " بأسلوب قذر بالذبح والاعتداء على غير الدواعش الإرهابيين بغير حق، وتريد أخذ زمام الأمور بيدها لبسط نفوذها بالذبح والاغتيالات". من هنا يتضح بشدة مروق وعدم انضباط هذه الجماعات والتنافس الشديد على القيادة والنفوذ بإيما ثمن. ان تعدد الميليشيات المسلحة في العراق بعد سقوط الدكتاتورية يشكل اورام خبيثة لم يسبق لها مثيل في تاريخه، وهي تجوب قرى ومدن العراق كأذرع قوى للأحزاب والمنظمات غير الرسمية (دستوريا)، وأخيرا، وُضفَت كقوى مقاتلة لا تسترعي الاهتمام بقوانين الحرب والنظم العسكرية المتبعة قدر اهتمامها بالولاءات الفئوية والطائفية.
ان تكاثر المليشيات في السنوات الأخيرة، وعدم خضوعها لقوانين المؤسسة الأمنية العسكرية، امر طبيعي بغياب هيبة الدولة وعدم احترام القوانين فيها، غير ان اللافت في الامر أن القوات الحكومية العراقية اعتمدت على بعض من هذه المليشيات في مواجهة داعش. ذلك ما يؤشر من جانب، ضعف او ربما اضعاف القوى الأمنية العسكرية المتمثلة بالجيش والشرطة مقابل زخم وعنف المليشيات المسيرة بعقيدة وولاء دينيين مقدسين، أكثر بكثير من الولاء الوطني وقدسية الدفاع عن الأرض، المعروفة عند جيوش العالم بالدفاع عن الوطن. ومن الجانب الاخر ربما يؤشر التزاما سياسيا مبرمجا يُنفذ وفق اجندات ومخططات خارجية.
هذا التناسخ الشرير في تزايد عدد المليشيات وتعاظم نفوذها، على حد سواء، يشير بلا منازع الى تهاوي وسقوط سريع الى مجاهيل مستقبلية تجعل البلد في مدار دوامة إعصار من الفوضوية لا تنتهي ويؤكد، أيضا، بالضرورة ارتهان البلد حاضرا ومستقبلا لجهات لا تريد مصلحة العراق كبلد مستقر. وبالمقارنة مع ليبيا بعد سقوط القذافي، يصبح العراق النموذج السائر بنفس الاتجاه. ففي ليبيا صراع المليشيات الدائر منذ سقوط القذافي، حيث التَبرعُم الخبيث لسرطان المليشيات المتناحرة عسكريا او اعلاميا والمختلفة في مساراتها وافعالها وتناقضاتها وغالبا المتحدة في الجذور والمراجع، وصلت بالعدد، حتى الان، الى (1700) مليشيا كلها مشتقة أساسا من الثوار الليبيين ابان اسقاط القذافي. بعد كل هذا ننتظر صاغرين في العراق، كما ليبيا، مواليد جديدة واستنساخات لمليشيات قادمة لحقيقة قائمة: كلما ازدادت وتعاظمت المليشيات كلما قلت الوطنية وانهار نظام الدولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة