الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صُنعَ في السعودية

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 6 / 17
كتابات ساخرة


صُنعَ في السعودية ..
لقد توقفتُ مشدوهاَ وأنا أُمسكَ بيدي "بكيت علكة" زاهي الألوان وأُحاول قراءة ما كُتب عليه.. مما أثارَ حب إستطلاع صاحب الدكان في الحي الذي أسكنه فسألني عمّا أُريد معرفته .. وبما أن نظري على "قد حالُه"، فقد تطوع بقراءة الأحرف الصغيرة اللعينة التي أراها كخط مستقيم ولا استطيع تمييزها من بعضها البعض.. إنها علكة كذا بطعم كذا.. وصُنع في السعودية ..
استغربتُ أن تصل منتوجات سعودية إلى السوق الإسرائيلية ، بما في ذلك بعض الأجبان ، لكنني فرحتُ أيضا لهذا الكشف العظيم ، بأن السعودية تنتج شيئاً يصلح للتصدير. وقلتُ في ذاتي : ها هي دولتنا الصناعية المتقدمة (يعني اسرائيل) ، تعتمد العلكة السعودية في سوقها المحلية .. لكنني تراجعتُ عن هذه الفكرة فمصانع دولتنا تنتج أشكالاً وألواناً من العلكة لا تخطر ببال أحد.. ولا بُدّ بأن هذا المنتوج جاءنا عن طريق إخوتنا، في الضفة الغربية.
ثم عاتبتُ نفسي على سوء الظن ، خاصة وأن بعضه إثم ، فما بالك بسوء الظن .. ببلاد الحرمين ومهبط الوحي .. استغفرت عن ذنبي .
لكن .. وبالمُناسبة ،فقد استمعتُ بالأمس الى حديث صاخب بين شابين ،حينما كنتُ أنتظرُ أحدهم في أحد الأحياء.. ويبدو بأن ما سمعته من طرف ذلك الحديث كان تتمة لحديث بينهما.
-وماذا تقول في لبن المراعي ؟ سأل أحدهم ... ودون أن يتوقف لسماع إجابة صديقه، إستمر قائلاً : يسخرون منّا ويقولون بأنها صناعة سعودية ..!! وأنا أعتقدُ جازماً بأنها صناعة "تنوفا" ، يستوردونها ويُلصقون عليها ملصقا بإسم المراعي .. ألم تُلاحظ علبة "الشمينت" (الزبادي)، إنها "شمينت تنوفا" ..!!
وتنوفا هذه هي أكبر شركة منتجة للحليب ومشتقاته في اسرائيل ،والكلمة تعني "المحصول" ، وقد بيعت مؤخراً لمستثمرين صينيين ، أما "الشمينت" ، فهي اللبن الزبادي وهي كلمة عبرية ، دخلت الى عربيتنا المحلية ككثير من الكلمات العبرية غيرها ، وأنتجت لهجة خليط من العربية والعبرية ،يُطلق عليها اللغوين إسم العربرية (العربية العبرية )، كما دخلت أيضاُ كلمات عربية الى العبرية وأصبحت جزءا من لغة التخاطب اليومية ، كالشتائم بأكملها مثلا .. فالشتائم العربية دسمة ومعبرة جدا..
ما علينا ، يستكثر هذان الشابان كغيرهما على دولة كبيرة وزعيمة العالم السُني أن تنتج ألبانا وأجبانا ...!! وذلك لأن من يسافر لتأدية مناسك العمرة والحج ، من أهلنا ،(عرب اسرائيل)، وهم كثر يعودون من هناك، محملين بالهدايا، كالمسبحة ومفرش الصلاة، الملابس والأحذية ، العطور وما شابه ، وكلها مصنوعة في الصين ، تايوان، اندونيسيا، تركيا وغيرها من الدول ، لكن ما عدا المسواك ، فليس من بين تلك الهدايا ،ما هو من صناعة السعودية ..
لكنها ، ونكاية بالكارهين والمُبغضين ،فإنها تُصدر ما هو أهم وأعظم ..إنها تُصدر الفكر الذي دخل كل بيت مسلم سني ، في ارجاء المعمورة ..
صدرت وتصدر القراءة المتخلفة للدين ، صدرت الكراهية ، وصدرت الفكر الإرهابي .. وهذا يضعها في مصاف الدول المصدرة الكبرى .. ولا حاجة بها للشمينت ولا للعلكة لكي تصدرهما ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صدقت
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 6 / 18 - 18:09 )
العزيز خاطر من خانة الفيسبوك

تحياتي وشكري
وصدقت تماما

اخر الافلام

.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس


.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام




.. عشر سنوات على مهرجان سينما فلسطين في باريس