الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفارون من جحيم الفلوجه

صافي الياسري

2016 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الفارون من جحيم الفلوجة :
كيف هي احوالهم والى اين يذهبون ولماذا تأخروا في مغادرتها؟؟
صافي الياسري
تردني على بريدي الالكتروني من الكثير من الاصدقاء والمتابعين ،صور تفطر القلب للفارين من الفلوجة في هذا الصيف الكارثي الذي يزيد التهابه ومرارته عواصف الغبار وانعدام وسيلة النقل فضلا على انعدام الامان وبشاعة الخوف من كل شيء وبخاصة بين الاطفال وكبار السن ،والخوف هنا الوان ،خوف كبار السن من عدم القدرة على المواصلة سيرا على الاقدام الى الهدف المنشود وتكرار سقوطهم اعياءا ،وخوف الاطفال والنساء والرجال فهم بين سندان داعش ومطرقة القوات الامنية والجيش والشرطة والميليشيات الايرانية التي تتربص بهم انتقاما وجوعهم وعطشهم ،كما رايت صورا مفزعة على الفيس بوك تداولها ناشطون في الميديا الاجتماعية كما اورد تقرير نشرته عين العراق نيوز ، ومشاهدات في أطراف منطقة النعيمية ومشارف الحبانية, وهي تنتظر سيارات المساعدات, يظهر فيها أطفال حفاة الإقدام, ونساء, ورجال ينتظرون المساعدات الإغاثية، بعد نجاتهم من بطش تنظيم داعش.
وتناقل صحفيون هذه الصور مطالبين الجميع بالوقوف معهم ولتفادي أزمة إنسانية ستطال آلاف العراقيين, وكتب زميلنا الصحافي عمر الشاهر تعليقا على صورة للنازحين " اهل الفلوجة في العراء الآن.. نازحون صائمون، لا يحفهم سوى التراب.. فهل من مغيث ؟".
وجاءت أغلب التعليقات مطالبة حكومة الفلوجة ومحافظة الأنبار بتفقد النازحين, والوقوف على حاجاتهم, واستنجد البعض بأن على العراقيين كافة مساعدتهم، في حين صب بعضهم جام غضبه على الحكومة، محملين اياها مسؤولية ما يحصل.
وتسعى الحكومة بتكاسل واضح الى توفير بعض ما يمكن توفيره للعوائل, ومع ذات الوقت, يجري جهاز الإستخبارات التحقيق معهم, للوصول الى من يكون قد إشترك في عمليات ضد المدنيين او القوات الأمنية, من مدنسي التنظيم.
وتمضي التقارير على هذا المنوال لتذكر انه منذ انطلاق عمليات تحرير مدينة الفلوجة – على حد تعبير وسائل الاعلام المحليه - في الـ 22 من ايار الماضي ، التي سبقها احكام طوق عسكري غير محكم في احيانٍ كثيرة ، بدأت معظم عوائل اطراف قضاء الفلوجة بالهروب والنزوح من بطش داعش اولا وللإبتعاد عن مناطق الصدام العسكري ثانيا , بيد ان العوائل التي بقيت داخل الفلوجة والتي يحكم تنظيم داعش الارهابي طوقاً محكماً عليها يتجاوز عدد افرادها الـ 50 الف شخص حسبما تقول المصادر الأمنية والمحلية في القضاء .
ومنذ ان باشرت القوات الامنية بإطلاق اول رصاصة بأتجاه العدو باشرت يومها العوائل الفلوجية بالنزوح لمناطق امنة هيئأت بعضها الحكومة العراقية والقوات الامنية لإستقبالها ، حيث تقول احصائيات رسمية صادرة من الحكومة ، ان أعداد العوائل التي تم اخراجها من المناطق التي اعتبرت ساحة للعمليات العسكرية لتحرير مدينة الفلوجة وصل الى 930 عائلة ، بينما بقي مايقارب الـ 50 الف شخص داخل المدينة حسبما تقول المصادر الامنية .
وزارة الهجرة العراقية اعلنت رسميا عن آخر احصائية لها لاعداد العوائل النازحة من الفلوجة، مشيرة الى وصول (930) اسرة نازحة من قضاء الفلوجة واطرافها الى مخيمات عامرية الفلوجة في محافظة الانبار .
اين ذهبت العوائل ؟
معاون مدير فرع الوزارة في المحافظة ماجد حميد اوضح في بيان صحفي , ان كادر فرع الوزارة في الانبار استقبل (930) عائلة نازحة من الفلوجة اثر عمليات تحريرها من عصابات داعش الاجراميه ، موضحا ان كادر الفرع وزع بين النازحين (930) سلة غذائية و(930) سلة صحية و (930) مروحة هواء شحن فضلا على (2790) من الافرشة ومثلها وسادات .
في حين اعلنت الوزارة في وقت سابق ان اعداد العوائل التي وصلت هو 868 عائلة نازحة من قضاء الفلوجة الى مخيمات عامرية الفلوجة والمدينة السياحية في الحبانية .
الوزارة ذكرت في بيان سابق " إن "نحو 868 عائلة نزحت من قضاء الفلوجة ، مبينا أن تلك العوائل "موزعة على 852 عائلة في مخيمات عامرية الفلوجة و16 عائلة في مخيمات المدينة السياحية".
بينما اعلنت قيادة عمليات بغداد، استقبال 500 عائلة نازحة من مدينة الفلوجة الى محور عمليات غرب بغداد.
وقال بيان للعمليات ،ان "القوات الامنية في محور فوج استطلاع قيادة عمليات بغداد تمكنت من استقبال 500 عائلة نازحة من بطش العصابات الارهابية وتم اصطحاب العوائل الى اماكن امنة".
أعداد العوائل في الفلوجة ؟
يقول عذال الفهداوي، عضو مجلس محافظة الانبار "، ان تنظيم داعش بات يستخدم العوائل المحاصرة في مدينة الفلوجة كدروع بشرية من أجل منع تقدم قوات الجيش إلى داخل المدينة"، لافتا إلى أن "عدد هذه العوائل المحتجزة من قبل داعش في الفلوجة يصل إلى 4000 عائلة".
ويضيف الفهداوي ان "نسبة العوائل، التي لم تخرج من الفلوجة اقل من 20%، من مجمل العدد الكلي الذي يصل إلى نحو 54 الف عائلة كانت متواجدة قبل سيطرة داعش على المدينة"، مشيرا الى أن "هذه العوائل تتعرض إلى اعتداءات من قبل التنظيم كالاعتقالات والاعدامات".
ويلفت عضو مجلس المحافظة إلى أن "داعش اصبح يطبق شريعته بالقوة على عموم المواطنين وينفذ حملة اعدامات على كل من يقدم أو يسرب معلومات أمنية للقوات العسكرية وكذلك منتسبي الاجهزة الامنية".
واشار المسؤول الى ان "عدد مقاتلي داعش داخل الفلوجة، وبحسب المعلومات الامنية والاستخباراتية وبحسب ما نسمعه من المواطنين، يصل لنحو 1000 مقاتل"، مؤكدا بأن "هؤلاء المقاتلين مسلحون بأسلحة متطورة ولديهم قوة قتالية كبيرة مما يحتم على القوات الامنية التركيز على تجمعاتهم وقصفها قبل دخول الفلوجة".
المنفذ الأهم لخروج العوائل
تؤكد مديرية الحشد الشعبي ،اليوم الجمعة، اجلاء قرابة 200 عائلة من مركز ناحية الصقلاوية التابعة لقضاء الفلوجة في الانبار، مؤكدة ان القضاء تم تحريره بشكل كامل من ارهابيي داعش .
وبحسب بيان للحشد فان" قوات الحشد الشعبي والأمنية تمكنت من تحرير قضاء الصقلاوية بعد ان قطعت الطريق الواصل بين الصقلاوية ومدينة الفلوجة وبدأت تتوغل في البلدة لتحريرها".
وتابع البيان" ان قوات الحشد الشعبي والقوات الأمنية قامت ، باجلاء قرابة ٢٠٠ عائلة من مركز قضاء الصقلاوية"، مشيرا الى انه" اثناء نقل العوائل فجر أحد عصابات داعش الارهابية نفسه وسط العوائل بعد اختباءه بينهم، وأوقع شهيدين من الاطفال و10 مصابين".
وزاد" وتواصل قوات الحشد الشعبي والقوات الامنية عملها على تأمين الطرق و الممرات الآمنة للأسر التي تنزح من قبضة داعش داخل مراكز النواحي و القرى المحيطة بالفلوجة".
ويعد تحرير مركز الصَقْلاويّة الواقعة شمال غرب الفلوجة تبلغ مساحتها 42 كيلومتر مربع وتعتبر منطقة زراعية خالصة، الذي تم تحريره بشكل كامل، منفذا هاماً للعوائل المحتجزة داخل الصقلاوية، بالاضافة الى كونها ستشكل ممرا هاما للعوائل داخل مركز الفلوجة .
وتلاحظ عزيزي القاريء والمتابع ان الاعداد التي استقبلتها الجهات الحكومية والقوات العسكرية والحشد ،اعداد قليلة قياسا الى عدد سكان المدينة ،كما ان الخدمات المقدمة لهم ضيلة ،ونلاحظ ايضا غياب المنظمات الانسانية المحلية والعالمية وغياب مكتب الامم المتحدة في العراق ـوغياب منظمات المجتمع المدني التي يفترض ان تنشط في مثل هذا الظرف لمساعدة السكان ، اما عن سبب عدم هروب السكان من قبل ،فهو بين وواضح ،ذلك ان داعش كانت تعدم من يحاول الهرب ،كما فشلت الحكومة في تؤمن لهم ممرات امنه للهرب ،اضف الى ذلك ان داعش كان يخوف الجميع من ان الجيش وميليشيات الحشد ستقتلهم على انهم دواعش ،وقد نشرت بينهم اشاعات كثيرة بهذا الخصوص .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دبابات إسرائيلية تقتحم مدينة غزة وإسرائيل تأمر السكان بإخلاء


.. حزب الله يشن هجوما بالمسيرات على موقع إسرائيلي في جبل الشيخ




.. كأس أمم أوروبا 2024: إسبانيا الموهوبة تواجه الصلابة الدفاعية


.. هجوم روسي بالصواريخ على مدن أوكرانية يخلف عددا من القتلى




.. #روسيا تحبط محاولة اختطاف -قاذفة استراتيجية-.. وتحدد الفاعل