الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اصلاح المناهج التعليمية وتغيير الأطر الفكريةهو السبيل لاجتثاث ثقافة الارهاب

جاسم الصغير

2005 / 12 / 12
حقوق الاطفال والشبيبة


تعد مسألة البحث عن وسائل معالجة للإرهاب مفهوماً ووقائع بات من الأهمية والضرورة القصوى لاستفحال هذه الظاهرة التي أصبحت تمثل تحدياً خطيراً للسلام والاستقرار العالمي وبدليل هو اتساع فضاء وجغرافية هذه الظاهرة وحصول حالات من هذا الإرهاب بكل أنواعه من تفخيخ وقتل واختطاف وغيرها ، ولذلك فإن البحث عن معالجات لهذه الظاهرة أصبح واجب وطني على كل الحكومات والإدارات في كل المؤسسات الوطنية ومراكز البحوث . إننا وفي صدد البحث عن معالجات لهذه الظاهرة ينبغي التركيز على الأطر الفكرية التي تشكل قناعات ووعي الجماعات التي تنخرط في هذه الممارسات والتي تشترك في هذه الظاهرة فالفرد الذي ينشأ في ظل قيم متخلفة ومن خلال ملامح مجتمع مغلق تسيطر عليه قيم شوفينية ومتخلفة هي التي تملي عليه أو تساهم في شكل كبير في التشجيع على الانخراطأو الاشتراك في هذه الأعمال ، ومن العوامل الهامة جداً والتي تساهم في تحديد وتشكيل هذا الوعي المتخلف المناهج الدراسية المتبعة أو التي اتبعت لأجيال عديدة في الماضي سواء كان تعليماً من خلال الدولة أو تعليم ديني يشجع على سيادة مبدأ التطرف وأزدراء الآخر وفرض مفاهيم صيغت لمرحلة تاريخية ماضيوية ولم تعد تنسجم مع قيم العصر، يقول ألأديب الاجزائري واسيني الأعرج أن في بلده الجزائر نشأت ثلاث أجيال منذ استقلال الجزائر على سياسة تعليمية متخلفة فلقد تم تزويد الطلاب بمناهج دراسية تؤكد على قيم دينية متطرفة وليست وطنية تزدري الآخر وتوحي لهم بأفكار بأنهم الطائفة الناجية والباقي هم المخطأون واستبعدت تماماً الثقافة الوطنية برموزها من شعراء وأدباء ومفكرين نشأت هذه الأجيال وهي لا تعرف شيئاً عن تاريخها الوطني مما أدى إلى حالة نشوء اجيال على ثقافة التعصب والتطرف والتمرد التي شهدتها الجزائر في أعوام التسعينات وهكذا ونتيجة لثقافة وتربية لمناهج غير قائمة على أسس علمية صحيحة ينتشر التعصب والتخلف الاجتماعي أن مسألة تبني سياسة تعليمية على أساس علمي ووطني وتعزز الجانب الوطني و يساعد على إشاعة وعي عصري ديمقراطي مؤطر بوعي وطني ،ويبني قيمها الأصلية أن إصلاح التعليم هو مهمة أصبحت ضرورة لأن الإرهاب الذي تربى في ظل سياسة تعليمية متخلفة ويستمد وجوده منها، ففي أعوام التسعينات وبعد حصول اعتداءات إرهابية في أوربا وبعد القبض على بعضهم وهم من جنسيات يمنية وسعودية اتضح أن هؤلاء وغيرهم ممن يعتقون الأفكار المتطرفة قد تربوا في ظل سياسة تعليمية متخلفة وحتى أن صورة الإرهابي أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي كانت موجودة في كل صف وقاعة دراسية في هذه الدول، وأنظروا أيها الأخوة إلى حجم الكارثة التي يعيش فيها أجيال وأجيال والأطر الفكرية الحسية والنظرية التي ينشأ هؤلاء المتطرفون ، يقول المفكر سيد القمني حول مساوئ التعليم المتخلف والتقليدي أن الحركات الإرهابية تقتل الإنسان من الداخل وليس من الخارج لذلك يجب أن تسهم الدولة والحكومات في تحديث التعليم فالتغير يبدأ من المدرسة ولا يجوز أن يحشو عقول الناشئة باليقينيات القروسطية التي عفا عليها الزمن ونحن نعرف أن التعليم التقليدي أصبح يمثل مشكلة ليس داخل مجتمعاتنا فحسب وأنما خارجه أيضاً وأصبح في حالة صدام مروع مع الجماعة الدولية بأسرها أن الانفتاح على مفاهيم العصر من ديمقراطية وتعددية واحترام حقوق الإنسان والتفاعل الحضاري هي الأدوات التي يجب ان تسود وأن تستبعد القيم العنصرية سواءً كانت طائفية أو قومية أو عرقية من سياسة التي يجب ان تقوم عليها المناهج الدراسية وأن يجري إتباع سياسة ثقافية في مناهج التعليم تؤكد على الانفتاح على الآخر والتفاعل مع الانجازات الفكرية والعلمية كمدخل سليم إلى العصر ومعطياته كي لا يتكرر ارتكاب الأخطاء المنهجية كما في الماضي وحتى نضمن أن تنحو الأجيال القادمة وفق سياسة شفافة قيمية وأن تدعم الحكومة من الناحية العلمية والمالية بشكل يتيح نجاح إصلاح التعليم وتنشئة الأجيال نشأة علمية وايضا ان واجب اصلاح المناهج الدراسية هو ان كان من مسؤولية الحكومة الا انه من واجب كل المؤسسات الفكرية السياسية من مجتمع مدني وغيرها لانه واجب مشرف على كل مواطن يشعر بشرف المشاركة في هذا الواجب الوطني والمساهمة في بناء المجتمع بشكل حضاري يستشرف المستقبل وليس النكوص نحو الماضي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي


.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري




.. شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين


.. عمليات البحث والإغاثة ما زالت مستمرة في منطقة وقوع الحادثة ل




.. وزير الخارجية الأردني: نطالب بتحقيق دولي في جرائم الحرب في غ