الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الرابعة لتأسيس حركة نداء تونس 16جوان 2012 – 16 حوان 2016

يوسف الحنافي

2016 / 6 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي




في الذكرى الرابعة لتأسيس
حركة نداء تونس
16جوان 2012 – 16 حوان 2016
واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِم وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ
( المتنبي )
.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن حركة نداء تونس، التي اكتوينا حبا في انتصاراتها و ألما على حالها ، هذه الحركة التي نشأت منذ قرابة الأربع سنوات ، تأسست من أجل العمل والسعي إلى خلق التوازن بين حركة «النهضة» وبين حزب حداثي ديمقراطي تحت مسمى " حركة نداء تونس " جاء من أجل تصحيح المسار التاريخي والمجتمعي ولإصلاح ما أفسدته الترويكا وظاهرة الحركات الإسلامية التي اكتوت بها أغلب الدول العربية و فشلت جميعها في الترسكل باستثناء الاستثناء التونسي مع بعض التحفظات ..جاء ليقارع من قدموا من وراء البحار و أرادوا أن يحكموا باسم الله و الدين هذا الشعب العظيم.
لقد كبُر نداء تونس منذ يوم16 جوان 2012 و في زمن قياسي ليدخل بقوة «معركة سياسية» شرسة طالته خلالها جملة من الاعتداءات من قبل لجان رابطات حماية الثورة وحركة النهضة والعديد من القوى الدينية المتشددة الأخرى التي كانت تنشط حتى في الخفاء والذين انتفعوا بتمويلات مشبوهة كأنصار الشريعة والتحرير والقوى المتشددة الأخرى ليخرج النداء في نهاية المطاف إلى معركة أخرى مكشوفة و معلنة ضد قوى التطرف و قوى أخرى متسترة تظهر ما لا تبطن ، حاولوا جميعهم دون تحفظ من خلالها إقصاء الرافد الدستوري الموجود داخل نداء تونس ثم محاولة ثانية إقصاء الأب الروحي للنداء الأستاذ الباجي قائد السبسي عبر السعي إلى تحديد السقف الاقصى بالنسبة للسن القصوى لرئاسة الجمهورية ..
وبعد النجاح في إفشال كل المحاولات «اليائسة» لإجهاض وهدم حركة نداء تونس ومشروعها الحداثي، دخلنا في معركة أخرى وجودية بكل ما في ذلك من معاني تتعلّق بكيفية إعادة إدارة الحزب خاصة وأنه لم يكن حاضرا من الناحية التأسيسية ليجابه حركات و أحزاب ضاربة في التاريخ تنظيميا و هيكليا لديها رصيد نضالي يتجاوز الأربعين سنة - حيث بقي النداء دون مؤسسات صحيحة مع انتقال رئيسه الأستاذ الباجي قائد السبسي إلى قرطاج وتحوّل اغلب مؤسسيه إلى محطات أخرى بتوليهم مناصب حكومية ومناصب أخرى استشارية، فبقي بذلك النداء دون «الأب الروحي الصارم » ومنذ ذلك الحين انطلقت الصراعات داخل الحركة و في اغلبها صراعات مصدرها شكوك موجهة في أحزاب غريمة و لنيران صديقة بين الأصوليين من جهة و أصحاب الحق من جهة أخرى .
لقد كان هاجس ناخبي نداء تونس وهمهم الوحيد خلال سنة 2014 بالتحديد هو إزاحة حركة النهضة عن الحكم و ليس شطبها من الخارطة السياسية ، لخلق معادلة بين حزب إسلامي طاغي عكس ما تمليه شريعة الله ، وحزب مدني يؤمن بالحداثة وبالتراث التاريخي المدني للمجتمع التونسي ، حزب عاقد على المساواة و على تمكين المرأة من المكانة التي استحقها ، حزب مؤمن بالتوازن الجهوي دون إقصاء أو تهميش ،وهو ما حققه حزب النداء خاصة وأنّ التجربة السابقة أثبتت فشل الأحزاب الديمقراطية والمدنية الأخرى مثل التكتل والجمهوري في مواجهة النهضة والماكينة الجهنمية التي تملكها والمتمثلة في طريقة ضخّ الأموال وشراء الذمم.
وهذا الفشل قد نتج عنه عوامل سلبية فيما وصلت إليه البلاد إلى حد الإفلاس وانتشار الإرهاب والتسيّب دون رقيب ولا حسيب..
كما أنّه لا يمكن غض النظر عن أنّ نداء تونس بعد تكوينه وتمركزه وإثر انجلاء الضغوطات المادية وتيّقنه بأن مناصريه وناخبيه وخاصة ما يناهز المليوني ناخب منهم مليون «حرّة» تونسية كان طلبهم الأساسي هو إخراج النهضة من الحكم، سعى إلى تحقيق ذلك عبر الصندوق الانتخابي وعبر طريقة ديمقراطية تحقق ما وعد به «الندائيون»...
و هذا الانتصار في الحقيقة لم يكن ساحقا و لم يعط الشعب تفويضا مطلقا للنداء و لزعيمه الأستاذ الباجي قائد السبسي مما جعله يبحث في مرحلة أولى على تكوين جبهة واحدة ضد الحركة الإسلامية ، إلا أن تشتت اليسار الطفولي في تونس رغم توسل الباجي دخولهم في جبهة موحدة ، و تلددهم ثم تصدعهم حال دون ذلك ، فحصر النداء في زاوية مغلقة ولم يفسح له المجال للتحالف معه .. و لم يكن خيار انذاك للنداء ، فإما التوافق مع هذا الحزب الإسلامي أو عدم التوصل إلى تشكيل حكومة ، ثم في أخر المطاف الذهاب إلى انتخابات برلمانية جديدة .
و بعد الاستعراض لحركة النهضة خلال مؤتمرها العاشر أمام تشتت المشهد السياسي المقابل ، فان الحالة أصبحت واضحة، و ليست في حاجة إلى الإخفاء و أن هذه الحركة أعادت تنظيم صفوفها ، و أن هذه الحركة قدرت على إبلاغ الشعب التونسي أنها اليوم في أفضل حال منذ 40 سنة مرت هذا فضلا على التغيير الحاصل في مجلس شورى النهضة خلال مؤتمرها الأخير بتغيير القيادات و صعود وجوه معروفة بالتشدد منذ مقاعد الجامعة سنوات الثمانينات ، لذلك فلا بد من إعلان حالة الطوارئ السياسية بحفز همم المجتمع المدني و النقابات الحرة واتحادات الشغل و الاحزاب ذات المرجعية المدمية للوقوف أمام كل محاولة للرجوع في المكاسب و الارتداد عليها .
لقد انخرطنا في المشروع المجتمعي لحركة نداء تونس لما لم تكن لهذا الحزب لا مقرات و لا قيادات ، لما كان مجرد الدخول لمقر الحزب تهمة تعرض صاحبها إلى العنف اللفظي وحتى المادي من أنصار الترويكا و اليسار المتشدد وعصابات حماية الثورة؛ انخراط ليس لمصلحة ذاتية أو طمعا في منفعة شخصية بل كان كل اهتمامنا منصبا مع الخيريين من أبناء الوطن على التخلص من الحاكمين الفاسدين آنذاك و بقية أذيالهم الذين قدموا من وراء البحار لحكمنا باسم الله و الدين... بعكس آخرين ممن ركبوا القطار بعد انتخابات 2014 وهو يسير و التحقوا بالحزب لخدمة أنفسهم أولا وأخيرا ونراهم اليوم يتصدرون المشهد ويصدرون الفتاوي السياسية . .....كم يؤسفنا الآن ونحن نرى الانتهازيين... داخل نداء تونس لا تعنيهم مصلحة تونس و الحزب بقدر ما تعنيهم مصالحهم الخاصة و حسابات الربح و الخسارة بشأن المستقبل و يعملون على تشتيت قوى الديمقراطية و الحداثة و على تفكيك اعتى حزب تصدى لعنجهية الأصولية السياسية خلال انتخابات 2014 و خلص بلادنا من اكبر كارثة و خراب سياسي محدق.
و لا يمكن أن ننسى و انه منذ 14 جانفي 2011 استخدم أقصى اليمين الإسلامي في تونس و حليفه في المواجهة ، أقصى اليسار الطفولي، بعض الشعارات لتدمير الاقتصاد الوطني تدميرا قاسيا - و بالنتيجة تفكيك الدولة- بطرد السياح و تحطيم منظومة السياحة التي بنيت على مدى 50 سنة و تخويف المستثمرين الأجانب، و ردع المستثمرين التونسيين، و إفقار الشرائح الدنيا من الطبقات الوسطى بالتجارة الموازية ، و تضخيم صفوف العاطلين و إدخال اليأس من المستقبل إلى رؤوس معظم التونسيين، و إرباك الأمن القومي .
إن الاتجاه الديني المتطرف ، " اختار دائما العنف على الحوار قالوا "جئنا للسلطة بحمّام دم و لن نتركها إلا بحمّام دم". لقد تدربوا جيدا على أساليب تكميم و قمع و تصفية المعارضة الجدية وها إنهم لن يترددوا في تفعيلها في تونس لاجتثاث كل معارضة صادقة لمشروعهم السلفي و في مقدمتهم حركة النداء . كما تدربوا على تفكيك الدولة المدنية لإقامة الدولة الدينية الفوضوية على أنقاضها و ليس اكبر دليل ضياع 03 سنوات كاملة تم تدمير مؤسسات الدولة .

و حيث نجحنا كحزب النداء في كل المحطات السياسية السابقة لسنة 2014 و فشلنا فعلا في إدارة الشأن الداخلي لحركة النداء، فالعمل السياسي اليوم داخل الحركة إذا و منذ الآن يعتمد على روح الفريق و ليس على الفارس الوحيد في لمّ شمل الندائيين ، لان الأستاذ الباجي قائد السبسي أطال الله عمره أمله أن ينجح النداء لعقود في تصدر القوى السياسية في البلاد ، لان الاستاذ الباجي قائد السبسي دخل التاريخ في تونس و في محيطها الاقليمي و المغاربي و العربي و الدولي و لا بد أن نعي خطر مشروع التطرف على حركة نداء تونس و على الأمن القومي ، والسلم الاجتماعية، واستمرارية دولة الاستــــــــــــقلال و مكاسبها الحداثية .
إن حركة نداء تونس قادرة اليوم قبل كل الأحزاب و الحركات الأخرى على لم شمل أحباء الديمقراطية و الدولة المدنية بيسارهم و وسطهم و تجمعهم و دساترتهم لمجابهة الخطر الأصولي في بلادنا أمام التغول لبعض الأحزاب و الانفجارات الداخلية من حين لآخر بنداء تونس.
إن حركة نداء تونس بوصفها قاطرة الحكومة تتحمل اليوم مسؤولية تاريخية في الانتقال الديمقراطي و المحافظة على النسيج الاقتصادي و على البرنامج الحداثي و على هيبة الدولة و السلم الاجتماعية بالدفع بكفاءات وطنية عالية في أهم المناصب و المسؤوليات .
إن سيادة الرئيس الأستاذ الباجي قائد السبسي بوصفه زعيم الحركة و حاضرا و المرجعية ، مدعو أكثر من أي وقت مضى إلى لملمة مشاكل حركة نداء تونس ووضعها في مدار ثابت لان ما تسير عليه الأمور داخل الحركة منذ خريف 2015 لا تبعث على الاطمئنان . هذا فضلا على أننا أسسنا حزبا في حجم نداء تونس انتصر على ثلاثة واجهات انتحابية ليس للبيع أو المبادلة ، و في منطق السياسة الشاملة الانتصار يمهد لانتصارات جديدة و الفشل هو الطامة الكبرى .

يوسف الحنافي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات