الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سنة أولى حرب وخمس سنوات عبث سياسي

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2016 / 6 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


سنة أولى حرب ..وخمس سنوات تدمير وعبث سياسي..هكذا حال بلادنا التي كانت يوما تسمى السعيدة .. وفقا لمسار تغييري كان قوامه عامة الشعب والشباب في طليعتهم انحرفت قيادات الاحزاب وحلفائها بهذا المسار تحقيقا لرغبة زعيمهم الذي صنعهم ومنحهم الامتيازات طوال حكمه لثلاثة عقود ..هنا ظهرت نخب وقيادات عاجزة عن استخدام عقلها الفردي والجمعي لانها بائسة في عمقها .. فلم تدرك معنى شعب ينتج مظاهر العمران ولديه الارادة لاستمرار انتاجها رغم كل الصعوبات .. وانه لن يقف صامتا تجاه من يجعلون اوهام القبيلة سلما للامساك بسلطة لم يعد الشعب موافقا على التصويت لهم ..فالامارة بالتغلب لم تعد مقبولة ولا مبررة ولامشروعية لها .. وحان الوقت لتغيير دواليب صناعة السلطة وحركتها ..لكن ..المشهد العام لاتزال فيه بقايا نظام وبقايا نخب تلهث وراء من يستعبدها من الداخل والخارج ..هنا نفهم سر العبث السياسي وغياب الارادة الوطنية ..مرت سنة اولى تمكن الشعب من التكيف معها واستيعاب ازماتها .. فكيف سيكون الحال في سنته الثانية وقد ايقن ان صانعي الازمات عديمي الضمير لن يرحلوا وان الازمات ستطول لان الخارج الاقليمي عبر وكلائه يستهدفون استدامة الازمات والعبث في بلاد السعيدة..؟
في هذا السياق يمكن القول ان العبث السياسي الراهن وتعميم الفوضى نتاج عقود سابقة لم تتمكن القوى السياسية من ترسيخ مفهوم الدولة في وعي المجتمع ولم تتأسس الدولة ذاتها وفق بناء مؤسسي اصيل في مرتكزاته واليات عمله .. مع العلم ان مختلف القوى السياسية (يسارية وتقليدية وقومية واسلامية) كانت في السلطة بمفردها او مشاركة مع اخرين .. من هنا نفهم كيف لجماعات جديدة تسيطر على المشهد السياسي وتحدث تغيرات جوهرية في بنية الدولة وشعاراتها وخطابها بالعودة نحو نموذج ماضوى ينفي حضور الجمهورية ونظامها وثقافتها ..قلنا في ساحة التغيير ان الهدف تغيير النظام السياسي ورموزه الفاسدة واعادة بناء نظام اخر يعزز من مؤسسة الدولة ويحمي المجتمع الا ان بؤساءا العمل الحزبي والسياسي اتجهوا لتنفيذ خطة بارمير في تدمير الدولة والعدوان على المجتمع واستدعوا الخارج لتتسع معه مهمة التدمير والعدوان ..وعندما نرفع صوتنا مطالبين بايقاف الحرب واعادة بناء الدولة يتجه الخارج الى تسمية مراكز القوى (امراء الحرب ) ليكونوا هم الاطراف الرئيسية في الحوار السياسي مستفيدين من غياب او ضعف القوى المدنية وتشتتها وتخاذل ما كان يعول عليه من احزاب وقيادات لأنها ارتهنت لمشروع يعتمد صفقات الغنيمة ومساواماتها ..الجدير بالذكر ان حركة الشارع تعكس تشكل طبقي جديد يبلور خطاب حداثي نحو مدنبية الدولة والمواطنة ورفض المذهبية والقبلية لكن هذا الشارع دون روافع تنظيمية جديدة ولايزال مشدود الى روافع تقليدية لم يحدث قطيعة معها ليؤسس مسارا جديدا ..فهل تستطيع بقايا الاحزاب وبقايا القوى التقليدية ان تعيد الاعتبار الى الدولة ومؤسساتها ووحدة المجتمع ام انها ستتجه وفق منطق السوق في الربح والغنيمة حتى بالتنازل عن السيادة والوطن ومعه يكون التقسيم والتشظى الى كنتونات مذهبية وقبلية ..او تبقى واجهة سياسية للخارج الذي يضع وفق مصالحة خطط للتسوية ويرسم معالمها وفق اوزان واحجام كل طرف سياسي ضمن المهام المحددة له ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل