الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتلال على يد سعد ولا الاستقلال على يد عدلى

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2016 / 6 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


في اليمن حاليا عبث سياسي ممنهج ومخطط له من قبل مراكز القوى في نظام قامت ثورة ضده ومعهم الخارج الاقليمي ومع اختلاط الاوراق السياسي والاولويات تراجعت قضايا السياسة والوطن نحو تصفية حسابات واعادة توزيع الادوار والمواقع وهو المسار الذي تحقق بنزول الجماعة اياها الى ساحة التغيير بعد جمعة الكرامة وبقبول احزاب المشترك المبادرة ومنح الحصانة وتقاسم السلطة ..اليوم الموقف زاد تعقيدا فمن تمت دعوتهم الى صنعاء والى الحوار يمسكون بسلطة الامر الواقع بتحالفهم التكتيكي مع من كان عدوهم سابقا ..والشرعية التي تتواجد خارج اليمن وكنا ولانزال داعمين لها تعيش حالة من الاهتزاز وفقدان التوازن وفق انتهازية المحيطين بها وانتقال جزء من صناعة القرار الى الدولة المضيفة قائدة التحالف وهنا يسعى الكثير من الافراد والجماعات الى الحصول على مكاسب وامتيازات مقابل اعلان وقوفهم مع الرئيس او اعلان عدائهم له مقابل الاصطفاف مع الطرف الاخر بنفس الشروط .. وهو نفس الوضع ايام ثورة سبتمبر باقتسام كثير من القيادات القبلية وغيرها الى جمهوري وملكي او نهارا جمهوري وليلا ملكي .. وهو وضع خلق عدم يقين في المسار السياسي الرسمي وعدم يقين في ثبات المواقف والمواقع للكثيرين خاصة وان الازمة بمساراتها الميدانية والسياسية متحركة دوما لاتقف عند نقاط ثابته تؤسس لرؤية ومسار واضحين وفق مرجعية وطنية ..صالح لايزال رئيس المؤتمر لكنه خارج السلطة الرسمية وعمليا يمتلك مصادر قوة كبيرة وهادي يريد استقطاب قيادات المؤتمر لصالحه وفق مفهوم الشرعية لكنه يفتقد للقوة الميدانية ..تعاظم تحالف صالح مع انصار الله وتعاظم تحالف هادي مع المملكة ..هنا يتشابه المشهد مع ماكان سائد في مصر في عشرينات القرن الماضي في الصراع القوى بين طرفي حزب الوفد وزعامتين لهما حضور في الحزب والمجتمع وكان انصار سعد يقولون (الاحتلال مع سعد خير من الاستقلال مع عدلي ) المقصود بالاول سعد وغلول زعيم الامة وزعيم حزب الوفد والاخر عدلي يكن وهو باشا له حلفائه في المجتمع وفي القصر ايضا ..وهكذا كانت النخب تتصارع وفق اهوائها ومصالحها بالدرجة الاولى وهو الامر ذاته في اليمن اليوم حيث الصراع القائم والذي دمر اليمن يرتكز على مصالح ومطامع اطراف محددة هي جزء من النظام الذي يسميه البعض سابقا وهو عمليا لايزال قائم بكل هيئاته وشخوصه مع دخول لاعب جديد أكل حصة كبيرة كانت بعض الاحزاب قد اعتبرتها من نصيبها ..مع مصالح اقليمية جعلت اليمن ساحة لتصفية الحسابات وفقا لتحالفاتها محليا ..وهكذا هناك من يقول ان الاستقرار مع صالح خير من الدولة مع هادي الذي شرعن حضور قوات التحالف واخرين يهرولون نحو الانصار كلاعب جديد مع افتقارة للخبرة والكوادر والمشروعية الشعبية مقابل رفض الشرعية التي يربطونها بالاحتلال ويقصد به التحالف مع المملكة ..وفي الاول والاخير كلا طرفي الصراع ومابينهما من فئات وجماعات هم يشكلون مركز واحد متعدد الجماعات الداخلة في تركيبه كانوا ولايزالون جزء من نظام قامت ثورة ضده وضدهم جميعا ..لكن سخرية القدر والانتهازية السياسية انحرفت بمسار الثورة وصولا الى وضع اليمن الارض والشعب والدولة رهين مغامرات خاسرة وغير محسوبة العواقب لا تخدام مصالح اليمن لكنها جميعا تخدم مصالح الخارج الاقليمي والدولي واعوانه ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر إسرائيلية تتحدث عن مفاوضات جديدة بشأن الهدنة في غزة


.. شاهد| مسيرة في شوارع دورا جنوب الخليل ابتهاجا بخطاب أبو عبيد




.. مقتل طيار بالقوات الجوية البريطانية بعد تحطم طائرة مقاتلة


.. دمار هائل خلفه قصف روسي على متجر في خاركييف الأوكرانية




.. حكومة السلفادور تلعن نشر آلاف الجنود لملاحقة العصابات