الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن ..دولة ضعيفة تسمح بجماعات واحزاب تحتل وظيفتها وشرعيتها

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2016 / 6 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


رغم التعدد والتنوع الجهوي في اليمن وظهور نظامي حكم في منتصف القرن الماضي الا ان الجميع كان يرنو نحو بناء دولة موحدة قوية ذات نظام مدني ديمقراطي يستوعب الجميع وفق مبداء المواطنة هنا فقط تخرج اليمن من اسر التاريخ بحمولته العصبوية وعقلية البداواة التي تمثلتها جماعات وقيادات واحزاب وكان العام 90 انفراجا وتتويجا لنضالات الشعب عبر كل تاريخه الحديث والمعاصر ..لكن مراكز القوى الفاسدة وجماعاتها التي تعمل ضدا على القانون وخارج مؤسسات الدولة افرغوا مضمون الوحدة من دلالاته وعملوا على تغييب الدولة وجعلوا من مراكزهم بديلا لها وزادت الجروح في جسد الدولة والمجتمع مع حرب94 ..ووصولا الى انتفاضة الشعب في فبراير 2011 وما احدثته من زلزال في بنية السلظة والاحزاب السياسية التقت مصالح الطرفين (النظام والاحزاب) في مبادرة وأدت الثورة وقتلت الشباب واستمر القتل العشوائي في كل المدن خاصة مدينة تعز ..اليوم في مفاوضات الكويت يتم التحايل والخروج على المرجعيات الناظمة للحوار والمؤسسة لثوابت الدولة والشرعية باعتماد لجان متعددة ومتنوعة في قضاياها واجنداتها تلهي المتحاورين قبل المجتمع وترجئ الحديث عن القضية الاساسية الى وقت غير معلوم .. والاصل ان يتم الحوار في اول نقطة حول ايقاف الحروب والاقتتال والعدوان على الشعب من الخارج والداخل ثم الاعتراف بالدولة ومؤسساتها وبعد الاقرار بهذا تكون اللجان وغيرها .. وللعلم قد اتخذ قرار من الراعي الاقليمي الدولي باعتماد مسارين واتجاهين في بنية السلطة والدولة يجعلان الدولة رهينة بيد جماعات واحزاب من خلال قوة السلاح المنهوب من معسكرات الدولة وهنا يعاد انتاج مراكز قوى قديمة وجديدة لتكون هي الدولة وهو امر نراه يوميا من خلال التعيينات او من خلال تبعية هذه المراكز والشخصيات لدول بذاتها .. والغريب في الامر هنا بؤس وفد الحكومة حيث يوافق على كل المقترحات التي يقدمها المندوب الاممي والاخرون غير المرئيين في الصورة ممن يتدخلون في مسار المفاوضات واخر تقليعات هذا المندوب الاستجاد بسبع من الناشطات في الفضاء المدني من اجل ممارسة ضغوط على طرفي الحوار وبغض النظر عن ارتبطاتهن حزبيا وعصبويا لكن حضورهن ايجابي اتمنى ان لايتحول الى واجهة اعلامية تخدم المندوب الاممي وحده ..اذا ....سيكون التوافق على دولة ضعيفة .. تعترف بجماعات واحزاب تنافسها وظيفتها بل وتحتلها احيانا وهو امر يشكل انتقاصا من حق الاخرين احزاب وجماعات مما يجعل حضورهم السياسي والمجتمعي مرهون بقوة السلاح المغعترف به لاطراف محددة فقط ..فاذا لم يتم نزع الاسلحة من كل الجماعات والاحزاب خارج الدولة والشرعية وفقا للدستور فلا دولة ولاحكومة فاعلة في اليمن .. واذا لم يؤكد الجميع اهمية الدولة وواحديتها بنظامها الجمهوري ومظاهره المدنية فجولات قادمة من الصراع ستكون اشد ضرواة مما هي اليوم وسيكون للخارج دور في تدمير كل شيئ داخل اليمن بل وسيكون له دور داعم لاتجهات عصبوية مناهضة للدولة تبني لها كنتونات مغلقة مما يسهل للخارج اقتراح مناطق معزولة لتكون نهاية للدولة وتجعل اليمن مسرحا -كماهو اليوم- للصراعات الاقليمية والدولية ..اليمن سيكون بخير بغياب كل قيادات اطراف الصراع عن المشهد السياسي وحضور مواطنين لم تتلوث ايدهم من المال العام ولا الارتباط بالخارج ...صفوة القول ..نعم لليمن وللاستقرار في دولة واحدة ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق