الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعميم الفوضى امريكيا واعادة انتاجها محليا

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2016 / 6 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


الامريكان لا يجب ان نعول عليهم في دعم المسار السياسي وتحقيق الاستقرار لانهم من صنعوا الازمات في عموم المنطقة العربية ووفق اجندتهم فالنقطة ب من خطتهم (بعد ان اغرقوا المنطقة في الفوضى من العام 2011) ان يتحولوا الى دعم مجموعات مذهبية لتصل الى السلطة في بلدان الربيع تحت ازعومات الحل السياسي في حين الهدف الرئيسي هو استمرار الفوضى الناجمة من تناقض المصالح والادوار والممارسات بين هذه المجموعات وبين القوى الاخرى التي تشكل غالبية المجتمع والعراق ولبنان نموذجين لاستمرار الصراع المذهبي الذي غابت معه الدولة الوطنية ..ولما كنا ولانزال نرى بوضوح موقف امريكا واوربا المتفرج لمسار الازمات الراهنة ودورها في اشعال ازمات متجددة .. وللعلم هذا الدور اظهر ان امريكا لاتكترث كثيرا لمنطقة الخليج التي يثير البعض مخاوف من عدم استمرار تدفق النفط ..هنا يمكن القول ان امريكا بصدد اشعال ازمة كبيرة داخل منطقة الخليج السعوديا تحديدا فامريكا وحلفائها الاوربيين يبتزون دول الخليج وفق اثارة المخاوف الامنية والعسكرية لكن الامر القادم الذي تم انتاجه سياسيا ومخابراتيا يتمثل في دعم مجموعات قانونية رفعت دعاوي ضد السعودية بدورها في احداث سبتمبر وتوقيع مائة من المشرعين الامريكان يوافقون على عقوبات ومطالبات قانونية تستلزم تعويضات وفقا لنموذج لوكيربي الذي اجبر ليبيا ان تدفع تعويضات وصلت قيمتها اكثر من اثنين مليار دولار والامر يختلف مع السعودية بقيمة التعويضات التي ستصل الى مأتين وخمسين مليار دولار ناهيك عن تخويف دول المنطقة عسكريا من ايران بما يستلزم ذلك من عقد صفقات بمايوازي المبلغ السابق ...هنا امريكا مصلحتها المباشرة في مزيد من تعميم الفوضى حتى داخل الدول الصديقة لها والمتحالفة معها ..وهنا اظهرت امريكا عمق علاقاتها مع تركيا وايران وتمكينهما من دور اقليمي باشراف امريكي مقابل ضعف علاقاتها مع السعودية ودول الخليج الاخرى بل وضعف علاقاتها مع مصر ..اما الدول العربية الاخرى فهي في هامش الاهتمام الامريكي ... وهنا ترحب امريكا بجعل اليمن مسرح حرب لدول اقليمية وحتى مسرح لحروب اهلية يقتل اليمنيون بعضهم بعضا خاصة وان باب المندب ليس محل تهديد لقدرة امريكا واوربا في حمايته وترك الداخل اليمني يشتعل بالحروب ليتعفن وفق تناقضاته الداخلية وهو امر يعكس بؤس التفكير السياسي للنخب الحزبية والعسكرية والقبلية والمليشاوية التي لاترى الواقع الاقليمي والدولي ولا ترى مخاطر الازمات والمعانات التي يئن من وطأتها كل الشعب ومخاطر التقسيم والتشظي لانها تفكر بنزق سياسي ونزوات مقامرين ...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوليفان في السعودية اليوم وفي إسرائيل غدا.. هل اقتربت الصفقة


.. مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية




.. حلمي النمنم: جماعة حسن البنا انتهت إلى الأبد| #حديث_العرب


.. بدء تسيير سفن مساعدات من قبرص إلى غزة بعد انطلاق الجسر الأمي




.. السعودية وإسرائيل.. نتنياهو يعرقل مسار التطبيع بسبب رفضه حل