الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب الداعشي هو الوباء الأخطر على البشرية.

جعفر المهاجر

2016 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الإرهاب الداعشي هو الوباء الأخطر على البشرية.
جعفر المهاجر
كثيرا ماتعرض الأبواق الداعشية على شاشاتها عبارة (مع الإنسان) لكنها في حقيقتها أبعد ماتكون عن حق هذا الإنسان في الحياة والذي يتعرض للذبح والقتل والتهجير على أيدي أشد العصابات الدموية إنتهاكا لحقوق الإنسان في العصر الراهن وهم الدواعش. وإمعانا في تغييب صوت الإنسان المضطهد من قبل هذه الوحوش الضارية تطلق عليهم إسم (الدولة الإسلامية ) لغايات طائفية تتنافى وكل المبادئ الإنسانية. وتحاول خلق عدو وهمي آخر في المنطقة وتنسج حوله الأساطير التي تعشعش في أدمغة أسيادها حكام الإستبداد الوراثيين . ولا أدري عن أي إنسان تتحدث هذه الأبواق التي تروج لهذه العصابات الداعشية الدموية التي تقتل الإنسان بدم بارد.؟ وهي لم تتطرق أبدا إلى إدانة واحدة من هذه الجرائم التي تستهجنها كل نفس بشرية غير ملوثة بفايروس الطائفية الذي يعشعش في عقول أصحاب هذه الفضائيات المريضة وأسيادهم.وهم لايعتبرون داعش الخطر الذي يهددهم إلا إذا دخلت في عقر دارهم وهددت كراسيهم التي يتربعون عليها منذ عشرات السنين.
إن العصابات الداعشية التي تفننت في إرتكاب أبشع أساليب القتل البشري وهجرت الملايين، وسبت النساء، ودمرت بيئة الإنسان وحضارته في كل مكان وصلت إليه وهي تفتخر وتتباهى بجرائمها على رؤوس الأشهاد،وتصورها وتعرضها للعالم هي الوباء الأخطر الذي يهدد البشرية اليوم. ووسائل الإعلام التي تتستر على جرائمها تعتبر وفق القانون الدولي شريكة لها في هذه الجرائم ولابد من محاسبتها إذا أريد للبشرية أن تعيش بأمان.
ومن حق كل إنسان يؤمن بالكرامة الإنسانية أن يتساءل لماذا تتجاهل هذه الأبواق التي تدعي الدفاع عن الإنسان جرائم كبرى يرتكبها الدواعش بحق البشرية وتلف وتدور في أساليبها الماكرة، وتبحث في المياه الآسنة لتخلق المبررات المختلفة لهذه الجرائم الكبرى، وتجعل من بعض الجرائم الفردية المدانة من أشخاص غير منضبطين في ساحات القتال مساوية لهذه الجرائم وتطلق عليهم عبارة (الميليشيات الطائفية) ويدعي المغردون فيها دون أي حياء (إنها أبشع من داعش)إنهم بهذا الأسلوب الخبيث والماكر يحاولون تغطية جرائم داعش النكراء التي تندرج في خانة الإبادة البشرية.
وتماديا في طمس الحقيقة نسمع يوميا من يدعي فيها أيضا إن داعش هي ( حالة جهادية ) و(حالة دفاع عن مظلومية أهل السنة الذين يتعرضون للقتل والإبادة على أيدي الميليشيات الشيعية.!!!) وهي أكذوبة كبرى واستهانة فاضحة بالدم البشري من وسائل إعلام مضللة منحطة تحاول بشتى الطرق الملتوية طمس الحقائق لتسميم العقول السليمة وتلويثها بالروح الطائفية التي هي السلاح الأمضى لتمزيق الشعوب العربية. وأصحاب هذه الأبواق الطائفية يدركون تماما إن جرائم داعش شملت دولا في جنوب شرق آسيا وأفريقيا وأوربا وأمريكا وهي بعيدة كل البعد عن أي صراع طائفي.
والحقائق الناصعة التي تدحض هذه الأكاذيب إن معظم الذين تعرضوا للقتل والتشريد على أيدي هذه الوحوش البشرية الظلامية هم من سكان المناطق الغربية في العراق وشهد العالم أثناء غزو العصابات الداعشية لهذه المناطق كيف نشرت الرعب بين سكانها، وفرضت عليهم أجنداتها الظلامية بقوة الحديد والنار، ودمرت حضارة تلك المدن وآثارها التراثية، وأوقفت عجلة الحياة، وتتلذذت بقتل أبنائها علنا في الساحات العامة،وهجرت الملايين منهم واستولت على بيوتهم وأملاكهم وخطت عليها جملة (وقف للدولة الإسلامية) وهي جرائم لاعهد للبشرية بها حتى في القرون الوسطى.وتعلم بها الأبواق الطائفية التي تحاول القفز على الحقيقة وتجعل منه صراعا سنيا شيعيا وهو ليس كذلك أبدا.
إن هذه العقول الظلامية المتحجرة ،والنفوس المريضة المشبعة بالحقد والتعصب الأعمى التي تريد أن تنشر مافي أعماقها المظلمة من أوضار بالقهر والبطش على البشرية لاتؤمن بأية قيمة إنسانية، وتسعى إلى تدمير الحضارة والمجتمعات المدنية المتطلعة للسلم والوئام والمحبة والعيش المشترك.ورسم مستقبل أفضل لها ولأجيالها القادمة.لكنها تحاول أن تقضي على هذا الحلم المشروع بكل ماتملك من همجية ودموية ووحشية فاقت كل تصور. فهي لاتتورع من مهاجمة مدرسة يتعلم فيها الصغار شيئا من العلم والمعرفة لتنويرعقولهم ، وتغذية أرواحهم ليخدموا وطنهم حين يكبرون.أو ملعب رياضي يتجمع فيه بعض الفتية للترفيه عن أنفسهم وأجسادهم المتعبة في خضم حياتهم القاسية.أو سوق شعبي تتواجد فيه الطبقات الكادحة التي تواصل الليل بالنهار لتحصل على لقمة عيش كريمة لها ولعوائلها التي تنتظرها كل مساء.أو مسجد يذهب إليه المصلون ليوحدوا الله . فيسيل الدم البشري المقدس، وتتناثر الأجساد البريئة على أديم الأرض في هذه الأماكن وغيرها دون أي ذنب يذكر قام به هؤلاء الضحايا وتعتبرها غزوة إسلامية يباركها الله!!!.
لقد ركب هؤلاء الأوغاد الأنجاس رؤوسهم ، واستكبروا على قول الله ، وأصروا على قتل النفس البشرية بغير حق لأنهم همج العصر وأشراره ومفسديه الذين يبغون إطفاء شعلة الحياة فصار مثلهم كالذين قال الله فيهم
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي اْلأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ.)
لقد أصبح جليا إن هذه الشراذم الدموية المتوحشة لم تصل إلى هذه المرحلة من قوة البطش والإنتقام والحقد على الجنس البشري مالم تحصل على المال والسلاح والدعم الإعلامي من أنظمة طائفية بترولية غنية ورثت الطائفية من أسلافها في الدين والحكم وخطته نهجا تسير عليه.ولها وسائل إعلام ضخمة من فضائيات وصحف، ومواقع إلكترونية ومدارس ومساجد ويفتي لهم شيوخ تكفير باعوا أنفسهم لحكامهم يزقون روح الكراهية في دماء المخدوعين بنهجهم المنحرف,
إن الترويج لهذا الإرهاب العاتي باسم الدفاع عن طائفة (مظلومة ) ضد طائفة (ظالمة ) في هذا البلد العربي أو ذاك هو خدمة مجانية تقدمها هذه الجهات لأعداء الإسلام وفي مقدمتهم الصهاينة الذين يرقصون طربا لما يروجون له لخلق حروب لانهاية لها في المنطقة وما يترتب على تلك الحروب من مصائب وويلات ودمار لكي تبقى المنطقة العربية فريسة لأعدائها. وبات هذا الهدف الشرير يؤلم كل نفس بشرية غير ملوثة بهذه الأفكار الطائفية الظلامية. وهي ترفض من أعماقها هذه الفرية رفضا مطلقا ، لأنها تقدس دم شريكها في الإنسانية وهي ترى بأم أعينها جرائم الإبادة التي ترتكبها هذه الشراذم الظلامية وما تقوم به من تدمير للبشر والحجر والشجر ولا تفرق بين قومية وأخرى أو ديانة وأخرى في الإبادة فالكل أعداء لها ماداموا لايدينون لنهجها الظلامي الدموي وهي بعيدة كل البعد عن الإسلام ومفاهيمه الإنسانية.وصار المسلم الحقيقي يقف خجلا أمام أتباع الديانات الأخرى نتيجة لهذه الجرائم التي تستهجنها أحط الوحوش وأكثرها فتكا وشراسة لو نطقت.
والذي يحز في النفس إن هذه الوحوش الغادرة ووسائل الإعلام التي تغطي جرائمها قد خدعت الكثيرين من البسطاء والعاطلين عن العمل والمراهقين الضائعين في متاهات الحياة . ولابد أن يُواجهوا من قادة المجتمع الإنساني المتطلع إلى حياة كريمة يسودها إحترام حقوق الإنسان . وحملة الأقلام الشريفة الخيرة التي لم تتلوث عقولهم بغمرات الطائفية النتنة التي تعمي البصيرة والمثقفون اليوم هم في طليعة المجتمعات التي تكافح الأفكار الظلامية. لأنهم يدافعون بأقلامهم عن قيم الخير والسمو والفضيلة.
لقد أصيبت هذه الأبواق الطائفية بمقتل حين صمم العراقيون تطهير أرض الفلوجة من الوباء الداعشي فراحت تشن حربها الطائفية الشرسة ضدهم لأن بقاء هذا الوباء في مدينة الفلوجة هو تهديد لأمن بغداد.
ولابد للكتاب الشرفاء أن يشرعوا أقلامهم لدعم وشد أزر من يشهر بندقيته لصد هذا الطوفان العاتي الذي يسعى إلى تدمير البشرية وتقع عليهم مسؤولية أخلاقية في فضح هذه الوسائل الإعلامية المضللة. وكما يقال (إن زئير الكلمة أقوى من أزيز الرصاص .)
والعراقيون الأبطال الذين يضعون أرواحهم على أكفهم، ويحاربون هذا الوباء بكل إباء وشمم يدافعون في النهاية عن أمن العالم واستقراره ضد هذا الوباء. وهم بحاجة إلى من يدعمهم بالكلمة الصادقة التي تواجه الإعلام الذي يتخذ من الكذب والتضليل والصور المفبركة والحرب الطائفية مادة لتشويه الحقيقة. وهي تعلم إن في هذه الحرب ثارات عشائرية في المنطقة بعد أن خدعت داعش عددا من أبناء العشائر ليسفكوا دماء أبناء جلدتهم وحين تظفر العشيرة التي تحارب داعش بهم لاترحمهم أبدا على جرائمهم بحق عشائرهم وهذا أمر معروف في العراق.
وواجب أصحاب الأقلام النزيهة أن لايتركوا الساحة للأبواق الداعشية تصول وتجول وتشوه الحقائق كما تريد وترغب. فياأيها الكتاب الوطنيون الشرفاء إشحذوا هممكم ، وأطلقوا شواظ أقلامكم وحولوها إلى جمرات غضب ورفض ضد هذا الوباء المسمى داعش وضد الأبواق المسعورة التي تدعمه وتتستر على كل جرائمه بحق الإنسانية لأنكم بذلك تسهمون في مسيرة الإنسان الرافض للظلم والمدافع عن أرضه وكرامته ضد أخطر وباء يهدد أمن العالم.
جعفر المهاجر.
18/6/2016م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معلومة اظافية
هيوا هةوليري ( 2016 / 6 / 18 - 13:35 )
الاسلام كدين و كمبدا يعتبر الوباء الاخطر على البشرية. الداعش يطبق الاسلام فقط وهذا معروف للجميع

اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!