الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجهاد الكفائي ومتطوعي الحشد الشعبي المخلصين

مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)

2016 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



في البداية نؤكد بكل صراحة لسنا بالضد من الحشد الشعبي لأنه حشد شعبي حتى وإن كان مختص بمكون واحد تقريباً، بل بالعكس فنحن نرى فيه قوة إضافية للقوات المسلحة العراقية لمحاربة داعش، وكنا نعتقد انه سيكون سنداً قوياً لحماية الشعب من الميليشيات الطائفية المسلحة غير القانونية الخارجة عن إدارة الدولة وتعتبر نفسها فوق القانون، وهي موجودة على ارض الواقع وليست هلامية كما يدعي البعض ادعاءات غير صحيحة، ولهذا كنا وما زلنا ندعم إي جهد إضافي لحماية التوجهات الصادقة للتخلص من داعش والفساد والميليشيات لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية، ومن هذا المنطلق وقفنا بالضد
أولاً: أن يكون خاضعاً لأجندة خارجية تسيره أو تقوده مهما كانت الحجج .
ثانياً: أن يكون الحشد الشعبي مستقلاً وغير خاضع لميليشيات ولتنظيمات سياسية عسكرية تتحكم فيه بطرق غير قانونية ولا مألوفة وتحرفه عن الهدف الذي أنشئ من أجله .
ثالثاً: أن يكون الحشد الشعبي قوة عسكرية تخضع للقائد العام للقوات المسلحة دون غيرهِ وان يكون جزء مثلما اشرنا إليه من هذه القوات لمحاربة داعش أو أي جهة تريد أن تهيمن بأي طريق أو أسلوب لخدمة أهداف سياسية وحزبية وطائفية ضيقة.
رابعاً: أن لا يكون حجة أمام المكونات الأخرى لتشكيل ميليشيات طائفية بحجة حماية الطائفة والادعاء أن الحشد الشعبي الراهن سيكون بمثابة حزب الله في لبنان أو الحرس الثوري الإيراني.
ومن هذا المنطلق أيضاً نقف مع المتطوعين المستقلين الذين تطوعوا في الحشد الشعبي من منطلق وطني لقتال داعش الإرهاب ولتحرير الأراضي التي استولى عليها هذا التنظيم ، وهذا التطوع المستقل بمثابة إدانة واضحة للنهج الطائفي والمحاصصة الذي كان احد الأسباب الرئيسية لانتشار داعش وهيمنته على أكثرية المناطق الغربية وفي مقدمتها الموصل وصلاح الدين والانبار ومناطق غيرها.
ففي إطار محاربة داعش والإرهاب تقف كافة القوى الخيرة الوطنية والديمقراطية وأكثرية الشعب العراقي مع القوات المسلحة من جيش وشرطة اتحادية وبيشمركة ومتطوعي الحشد الشعبي وأبناء العشائر الرافضة لداعش، وعندما أعلنت المرجعية الشيعية وبالذات السيد علي السيستاني الجهاد الكفائي شخصت الموقف الواضح من الإرهاب وبالذات ما يسمى " بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش " ومقاتلته للدفاع عن وحدة البلاد ومكوناته القومية والدينية والمذهبية ولم تذكر المرجعية في سعيها لمقاتلة إي مكون وبالذات " السنة " في العراق وهو موقف لا يشك في نواياه وأهدافه التي تؤكد على احترام جميع المكونات وعدم التجاوز عليها ومراعاة النازحين منهم حتى بدون السؤال " أنت شيعي أو سني ؟" وهكذا كانت الدعوة للجهاد الكفائي واضحة وضوح الشمس لا تعني انضمام تنظيمات مسلحة أو ميليشيات طائفية منظمة على شكل أحزاب عسكرية قامت قبل هذه الدعوة الموما إليها على أسس تنظيمية حزبية وعسكرية، وإنما المعني هو التطوع العام الذي حدد وفق رؤيا محاربة الإرهاب والتطرف وبهذا قام الحشد الشعبي على أساس هذه المعايير، إلا أن الأوضاع سارت بعيداً عن توصيات المرجعية وأهداف الجهاد الكفائي وأصبح قسماً أن لم يكن الكل من الحشد الشعبي " مع شديد الأسف" تحت قيادة التنظيمات المسلحة قبل قيامه ودعوة المرجعية وليس هذا فحسب بل حتى الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني على ما يظهر صار واحداً من قادة الحشد الشعبي وهذا الأمر ليس بالبدعة إنما نشر عنها في وسائل الإعلام مدعومة بالصور واللقاءات التي أخذت بشكل سري ونشر العديد منها فيما يخص الموضوع وبخاصة أثناء معارك الفلوجة ( وظهر قاسم سليماني وقائد فرقة المغاوير في الشرطة العراقية الاتحادية حيدر يوسف المطوري الملقب أبو ضرغام إضافة إلى العميد محمد باكبور، قائد القوة البرية في الحرس الثوري الإيراني) وهما داخل الفلوجة، إلى جانب قائد منظمة بدر هادي العامري وقد ذكرت قبلها وكالة ( نادي المراسلين الشباب التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني) أن "قائد القوات البرية التابعة للحرس الثوري الإيراني العميد محمد باكبور، وصل إلى منطقة الكرمة التابعة لمدينة الفلوجة من أجل متابعة سير العمليات العسكرية التي تشنها القوات العراقية والميليشيات الشيعية في المدينة" فضلاً عن ظهور فديو سُرب عن قاسم سليماني مع قيادة حزب الله العراقي وهو جالس ثم يقف ليسلم على احدهم في احد المنازل في الفلوجة..
ـــ لماذا وجود محمد باكبور وسليماني الإيرانيين في الكرمة/ الفلوجة وهم الذين قلبوا الدنيا ولم يقعدوها عن وجود قوات تركية منذ عهد صدام حسين في الإقليم؟ ؟ كيف انقلبت الأمور إلى هذا الشكل؟ ـــ وما هو السر في هذا الانتقال الذي يبدو من خلال هذه الأخبار والصور والفديو وغيرها أنه مخطط له؟ ـــ وكيف أصبح الجهاد الكفائي ضحية لهذا المخطط الذي ظهر في منحى آخر نحو حدود طائفية بدلاً من أن يكون الجهاد الكفائي مستوعباً لكافة المكونات في الشعب العراقي؟ ـــ وكيف تم تسويف دعوة المرجعية وهدف الجهاد الكفائي من قبل البعض وأستغل ليكون جهاداً ضد مكونٍ آخر؟!.. فها هو السيد علي السيستاني يدعو إلى وحدة الطوائف " ونبذ الفرقة " حيث دعا الحشد الشعبي مؤكداً " ساعدوا إخوانكم المهجرين من مدن الموصل والرمادي وصلاح الدين وغيرها وقدموا لهم المأوى والمال والطعام دون أن تسألوهم هل هم شيعة أم سنة أم غير ذلك" فهل هناك التباس أو شك من وضوح هذا القول؟ ـــ وكيف استطاع البعض من المنتمين للحشد الشعبي من الميليشيات أن يكون جلاداً ومعتدياً على حقوق المواطن البريء في الفلوجة وغيرها ؟ ـــ وهل انتقاد هذه الظاهرة المؤلمة جريمة يحاسب عليها المرء باتهامات العمالة والخيانة والإرهاب، أو العداء للحشد الشعبي ؟ وكأن دائرة الأيام في عهد النظام الدكتاتوري مازالت باقية، ـــ وهل الدفاع عن حقوق النازحين والهاربين من داعش يعتبر دفاعاً عن داعش كما يحلوا لبعض الطائفيين من المسؤولين والإعلاميين والميليشيات الطائفية؟! ـــ وهل الانتهاكات والقتل في الفلوجة يخدم مستقبل البلاد وإعادة السلم الاجتماعي واللحمة بين الطوائف؟ ــ ومن يقف بالضد منها ويطالب أن يسود القانون والعدل فيحاسب قانونياً ؟.
فها هي الأخبار والتي نشرتها وكالة سوا بتاريخ الأربعاء 15 / حزيران / 2016 تشير عن اعتقال "عنصر من الحشد أمام القضاء بتهمة قتل 17 من أبناء الفلوجة " وها هي سلامة الخفاجي عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان تؤكد لراديو سوا " " بأن الأجهزة المعنية تحققت بالفعل من وقوع عمليات القتل تلك وأن القضاء سيصدر حكمه " نحن نسأل كم من القضايا أسدل عليها الستار مخافة من الاتهام العام وهذا ما ضر ويضر الحشد الشعبي مع العلم أن الكشف عنها يخدم الحشد وإخضاع مقترفيها إلى القانون والقضاء للاقتصاص من هؤلاء المجرمين الذي يشوهون سمعة متطوعي الحشد الشعبي الشرفاء الذين تطوعوا للخلاص من الإرهاب وداعش وبنزعة وطنية وليس طائفية.. بالتأكيد أن كشف الحقائق والإعلان عن الأخطاء والنواقص والتجاوزات من قبل البعض سيعزز الثقة بين الجميع.
لا ريب أن تحرير الفلوجة والانبار وأي قطعة من ارض العراق من قبل الجيش والشرطة الاتحادية والبيشمركة ومتطوعي الحشد الشعبي وأبناء العشائر والمناطق هو انتصار للقيم الوطنية ومعياراً للوحدة الوطنية المثلومة وهذا دليل على صحة أن يكون الجهاد الكفائي بمعناه الحقيقي الوطني وليس الطائفي وعلى أن يكون الحشد الشعبي مستقل القرار يقاد من قبل الحكومة العراقية وبالذات من قائد القوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي وليس تحت طائلة من الأسماء المعروفة بقيادتها لمنظمات عسكرية طائفية أي بالمعنى الحقيقي متكونة من طائفة دون غيرها، ولهذا فان كشف التجاوزات والأعمال غير القانونية يعتبر جزء من عملية إعادة الثقة ودعم للوحدة الوطنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النائب السابق عن محافظة كربلاء فؤاد الدوركي اعتبر
مراقب طظ ( 2016 / 6 / 19 - 09:31 )
اعتبر الانتصار المتحقق بالفلوجة فخر للجيش العراقي والشرطة العراقية مؤكدا ان الدستور العراقي يسمح للجيش الدخول الى كل شبر من ارض العراق ومنها اقليم شمالي العراق وقدم التهاني لابطال الجيش العراقي والشعب بمناسبة تحرير الفلوجة بداية لسيطرة الجيش على كامل التراب العراقي بما فيه اقليم شمالي العراق الذي يعيش حالة (اغير مستقلة) ترتبط مع المركز لجني الاموال والامتيازات فقط وان وضع الاقليم الحالي غير دستوري وان رئيس الاقليم المنتهية صلاحيته مسعود برزاني يعتمد المشروع الخليجي التركي الاميركي في استمراره بالسلطة وان الجيش العراقي بامكانه السيطرة على كامل التراب العراقي اذا لزم الامر ذلك وان وضع الادارة في الاقليم ليست وفق الدستور العراقي خاصة بعد تشبث برزاني بالسلطة، مؤكدا ان اي خلاف مسلح يحصل بين الاطراف الكردية سوق يتدخل الجيش العراقي لصالح الاستقرار لانها من مسؤوليته الدستورية.


2 - التعليق يختلف
مصطفى محمد غريب ( 2016 / 6 / 19 - 13:40 )
لا يختلف في فرحته كل حريص على وحدة العراق بإنهاء داعش وهيمنته ليس على الفلوجة فحسب بل جميع الأراضي التي سلمت له من قبل نوري المالكي، ونحن مع رايكم الصائب بالنسبة للجيش والشرطة الاتحادية ونحن مع ان يكون العراق فدرالياً موحداً على أسس صحيحة .. اما التعليق حول القضية الأخرى فهو لا يمت بصلة للمقال وهو يناقش موضوع آخر فيه احتمالات عديدة تخضع للمناقشة وقد تختلف او تتفق ونحن نؤمن باحترام الرأي الآخر لأنه الطريق للتفاهم وزيادة اللحمة اما طريقة الغاء الآخر فهي طريقة وأسلوب قسري لا يخدم الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي ولنا تجرية بالأنظمة القسرية غير الديمقراطية وسياسة القمع وإلغاء الاخر ومحاربة أي معارضة حتى وان كانت معارضة سلمية ــــ مع الشكر


3 - العلاقات الدولية و الحرب و السلام و زمن المعارضة
علاء الصفار ( 2016 / 6 / 19 - 15:32 )
في زمن المعارضة العراقية ايام صدام كان كل القادة الحالين ضيوفا على سوريا وايران وخاصة من ال برزاني فمقراته كانت في طهران في كرج اما السيد جلال في كان يوم في حضن سوريا و اخ في الخميني وصفا الدهر ان تكون علاقات برزاني مع تركيا و قطر والاتحاد الوطني مع ايران اما الاسلامين من الدعوة فهم اصدقاء ايران وهكذا المجلس الاعلى. اما في العالم فقد جرى ان تطوع الكثير من الاحرار لمساعدة شعب اسبانيا ضد الفاشية وكذلك عمل السوفيت على دعم الفيتناميين وكان هناك قادة سوفيت ميدانيين,يدعمون الفيتناميين, اي ان العراق واحزابه اليوم في وضع لا يختلف عن زمن المعارضة, فكل الاحزاب تحتاج إلى دعم خارجي, و نحن نعلم ان العراق لا يملك جيش جبار, لذا امام داعش ودعم السعودية وقطر وتركيا, صار لازماً على العراق حكومة وشعباً تقبل الدور الايراني في التصدي لمحاولات السعودية وتركيا, انا لا افهم لماذا لا نمنح الايراني بقتال داعش في العراق, ونغمض الطرف عن الجيجاني والافغاني الذين يأتون من السعودية, لنتعلم من السعودية في كيف الافادة من الاجانب في تحقيق ارهابها,فلا عيب من الافادة من أغاي سليماني بهباهني فستقاني, للانتصار على داعش!ن


4 - اختلاف
مصطفى محمد غريب ( 2016 / 6 / 19 - 20:01 )
الارهابيون لا يحتاجون موافقة احد للدخول ولا مباركة الدولة بشكل رسمي.. ولكن على حد قولك أغاي سليماني وغيره من الحرس الثوري وفيلق القدس فهم جاءوا بدعوة حكومية او قادة ميليشيات لها باع في الحكم وهنا العيب.. هذا هو الفرق بين الارهابين الذين جاءوا من أمريكا وأستراليا وكندا ودول اوربية وأسويه وإسلامية وعربية بدون مباركة حكوماتها الرسمية.. ولا يمكن محاسبة دولة لان الإرهابي جاء من عندها ونتهمها انها ترسل الارهابين الناس تعرف هذه الحقيقة .. هذا ما يخص الرسمي وليس الخاص


5 - هناك من ليس اشرف سليماني المجوسي! ههه
علاء الصفار ( 2016 / 6 / 21 - 01:16 )

https://www.facebook.com/ahmed.iraqy.9/posts/891793194258106
يبدو ان الاعتماد على هؤلاء المجرمين ابطال الانفال اشرف من الدعم الروسي والصيني والايراني, ان هؤلاء المجرمين اضافة الى الاخوان النجيفي و معجان الجبوري,هم اكثر عداء للعراق عامة ولكردستان خاصة ,هكذا ان الحكومة السورية دعت الروس و ايران لضرب داعش في اراضيها وحاقظت على سيادتها الوطنية!!! فمن حق العراق ان يطلب من ايران والروس والصين الدعم لضرب داعش, ثم لا تنسى جرائم تركيا في العراق سواء بوجود صدام ام بعده, اي يجب ان نتخلص من مفاهيم البعث و الحاضنة العربية للتفجير في العراق( السعودية)وما اليه من سفا لة قادتها السعودية وقطر سواء على العراق ام ليبيا ام اليمن, اي علينا التمييز بين الشرفاء والسفا لات, في اختيار النزال مع داعش, فيبقى البعث هو الخميرة السا فلة و يحتضنهم ممن هو العا رذاته, لذا اكرر ان كل دولة لها الحق في اختيار المساعدة طالما لا تضر في السيادة الوطنية, و لا ننسى ان الغزو للعراق هو امريكي, وليس ايراني ولا روسي ولا صيني, فيكفي عداء للمجوس و الروس الحمر والصين الشيوعية, جرب العرب امريكا.ليجرب العراق كل من ايران وروسيا ههه!ن

اخر الافلام

.. انتخابات إيران الرئاسية: خامنئي يحث الناخبين على التصويت في


.. الحكومة الجديدة في مصر تؤدي اليمين الدستورية • فرانس 24




.. الانتخابات النيابية الفرنسية: نتائج الجولة الأولى في ميزان ا


.. مقتل قيادي بارز في حزب الله بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته ب




.. #مصر.. إغلاق مبكر للمحال التجارية عند العاشرة مساء #سوشال_سك