الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارفَع ضَمادَتَكَ الأخيرَةِ بَيرَقاً

طارق الحلفي

2016 / 6 / 19
الادب والفن


ارفَع ضَمادَتَكَ الأخيرَةِ بَيرَقاً

الى مصطفى العذاري ورفاقه ورثةُ الشَّهادةِ

لَملِم جُروحَكَ صامِتاً لِتَشدَّ أعمِدَةَ النَّهارِ
مُستَسلِماً لِخُطى إنتِصارِكَ في زَمانِ الإنكِسارِ
وَلِزَهرَةِ النّارِنجِ في جُنحِ المدى فَرَحاً
تُطَيَّرُ ضَوعَها
زَغرودَةً، بِسُقوطِ أَسفارِ الحِصارِ
والسِّندِيانُ يُعانِقُ الضَّفَتَينِ مِن لَهَفٍ
وَيُعيدُ صَوتَ مَدينَتي
وَبها الحَدائِقُ زُيِّنَت بِوَسائِدِ السُّمارِ
كَي نورِثَ اللأرضَ التي
يَخضَرُ فوقَ تُرابِها تأريخُنا وَحَدِيثُنا
وَنَدى السَّماءِ وبَهجَةُ الأَنظارِ
وَعُيونُ ماءٍ للنَّهاراتِ التي عَبَرَت على أَجسادِنا
والفُ باءِ الإنتِصارِ
فَالكُلُّ أضحى مِن رَمادِ
مُدُنٌ رَماد
بَشَرٌ رَماد
مَطَرٌ رَماد
والوَقتُ يَصقِلُ سَيفَهُ
وَيَمُرُ مِن بابٍ لِبابِ
طَلِقُ اللسانِ بِلا قِيامٍ او صَلاةٍ أو صِيامِ
وَالقَلبُ نازِف
فَتَطيرُ قُبَّرَةٌ هُنا
لِتَحُطَ مَقبَرَةٌ هُناك

***
اني قَصَدتُكَ، مُصطَفى
اني قَصَدتُكَ والرفاقُ على الطَريقِ الى لِقائي
اني قَصَدتُكَ مُنذُ أن بَدَأَت يَداكَ
خِلَلُ الرَّصاصِ تَلِمُّ أشلائي وَتَبحَثُ عَن بَقائي
اني قَصَدتُكَ أن يَكونَ الأمرَ أمرَك
لكنَّ طّيرَ دَليلُنا سّفَّ التُّرابَ تَوَحُماً
فَبَقَيتَ وَحدَك
وَبَقَيتَ وَحدَكَ خَفقَةُ الرُّوحِ الأخيرةِ
وَبَقَيتَ وَحدَكَ ضِدَّ طَيشِ الإندِحارِ
لِتَلُمَّ أَشلائي وَتَبحَثَ عَن رُخامِ الانتِصارِ
***
الجُرحُ يَنزِفُ وَالسَّماءُ عَليلَةٌ والماءُ قارِص
أَبْعِدْ وَريدي مِن زُناةِ الشَّهوَتينِ
فالجُرحُ نازِف
عانِق حَريرَ قَصيدَتي
فَغِنَاؤها جِدٌ خّفيضٌ دونَ ضَوءٍ اومَدى
والقَلبُ نازِف
***
اني إنتَظَرتُكَ مُنذُ أعوامِ الضَّبابِ بِلا ضِياء
اني انتَظَرتُكَ مَثلُ عَنقاءِ الرَّمادِ بِلا إنتِهاء
فَاشعَلْ جَناحَكَ كَي أرى وَهَجَ النَّهار
وَارفَع ضَمادَتَكَ الأخيرَةِ بَيرَقاً كَيما أراك
فالأرضُ أرضُكَ
لَيسَ يُورِثُها سِواك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصيدة جميلة
صباح كنجي ( 2016 / 6 / 19 - 09:51 )
قصيدة معبرة وجميلة فيها نبل الكفاح ورفض الذل والاستسلام .. كاننا نستعير شيئا من وهج العنقاء بمصطفى العذاري في تحديه للفناء والموت الرخيص في زمن الدواعش .. تسلم ابا احسان
صباح كنجي


2 - اهزوجة بحق
اريغوني ( 2016 / 6 / 23 - 20:28 )
ابا فرات ايها البصري الجميل دوما .قصيدتك هذه اهزوجة الاستسلام بلا مساومات لمصير التحدي والانتصار في- زمان الانكسر -.انها زغاريد عرس وهوادج- الالف والباء-التي تترنم بها وتغني لتزف مصطفى الرمز ورفاقه وكانك فيهم ومنهم واليهم وبهم ترفع ضمادتهم راية خفاقة لتوقظ بها وجدان كل الشرفاء .ليتني اكتب عنها يوما ما سطورا لاتنتهي .فهنيئا لهم وهنيئا لك ارثك الرائع الذي تخلده الكلمات وهنيئا لنا بك ياصديقي

اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل