الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لِمَن اُدلي بصَوتي في الأنتخابات ؟

اوصمان خلف

2005 / 12 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الضمير الحي ، ذلك الرقيب الدائم الوجود ، هو وحده من يُدليك دلالة متواضعة وأنت متوجه الى صناديق الأقتراع (في حالة عدم تعرضّها للتزوير) للأدلاء بصوتك للقائمة التي يُريحه( الضمير) ، هذا أذا لم يطلب منك مُلازمة الدا ر، لأنّك عايشت وتعايش الواقع بأدَق تفاصيله ، فأحْتَكم اليه في هذه العملية السياسية التي لاتُضاهيها من حيث الأهمية عملية أخرى .

معدودة جداً هي تلك الأيام التي تفصل الناخب من التوجه الى المركز اللأنتخابي في15-كانون الثاني
الجاري ، حيث تقرير المصيرعبر أنتخابه لمن ينوب عنه في الجمعية الوطنية العراقية ، ليس لمدة سنة كتلك التي جرت في 30 كانون الثاني الماضي ، بل لأربع سنوات وهنا تكمن الأهمية في الدقة في اختيار الممثل ، الذي سيكون عضوا من ضمن (275) عضو في الجمعية التي ستقرر مصيرالبلد من خلال تشريعاتها ، وهذا يتطلب من الناخب التفكير ملياً بجد وتأنّ ٍ قبل عملية الأدلاء بصوته ، هذا الصوت الذي لا يقدّر بثمن ، فبه ( بالصوت ) يتم أضفاء الصفة القانونية على كل ما تصدرمن هذه الجمعية من قوانين ستكون نافذة على اقل تقديرلأربع سنوات ، وأوّل من يتأثربها سلباً او أيجاباً هوالناخب نفسه ، فمدى مسايرة تلك التشريعات لرغباته ، يتوقف على مدى حُسن أختياره لممثله ، وأِلا ّ فأنه سيندم في وقت لاينفعه فيه الندم ، فيلْعَن اللحظة التي ادلى فيها بصوته لهذا الممثل في قائمة انتخابية ما .

هذه الأنتخابات المهمة ، والمهمة جدا ، لأبناء الأقليات ، ستكون فرصة حقيقية من ان تجعل من اصواتها ،لقمة شهية وثمينة تُسيل لها لُعاب القوى الأخرى التي لها تاثيرها الواضح على العملية السياسية ، لأن هذه الأصوات في ظل هذه التعددية في العراق ، قد تقلب موازين قوى لصالح الأخرى ، في أطار تحالفات
صغيرة تتعهّد بموجبها الأكثرية بدعم حقوق الأقلية والأرتقاء بها ماديا ومعنويا لقاء مواقف بنّاءة لصالح الأكثرية على ان يقترن هذا التعهد بأفعال سابقة لا أقوال لاحقة للحيلولة دون الوقوع في شركها .

من الضروري ، جدا أن تتمكن هذه الاقليات في هذه المرحلة بالذات التي هي بحق مصيرية بالنسبة لها ، من أثبات حضورها المناسب وحسب حجمها الحقيقي في الجمعية الوطنية ، بدعم من تلك القوى دون
مقاطعة الأخرى ، لتكون الخطوة الأولى الثابتة و الصحيحة في التحررمن التبعية المستبدة من قبل بعض القوى ، فتثْبت كيانها المستقل، لتصبح في الانتخابات التي تلي هذه الأنتخابات اي في 2009 ضرورة وأمراً واقعاً لابد منه في أيّة عملية سياسية ، لتَتَجاوز بذلك مرحلة أثبات الوجود ، فتدخل في مرحلة المطالبة بالحقوق .

في ظل حُمى الحملات الدعائية للأنتخابات ، لم تكتفِ بعض القوائم ومن خلال بعض اعضائها او مؤيّديها بالوسائل المشروعة منها ، فلجأوا الى الغير مشروعة منها ، على سبيل المثال ، تمزيق او منع دعاية انتخابية لقائمة ما من قبل أعضاء ومُؤيّدي قائمة اخرى ، التصفية الجسدية ، تقديم المَكرمات العلنية والرشاوي السّرية ، الركوع لبعض رجال الدين ومن ثم تقبيل ايديهم للحصول على دعم ولو محدود بصورة مباشرة ، او غيرمحدود بصورة سرية ،و قيام معظم أعضاء بعض الأحزاب السياسية البارزة التي تدّعي بالديمقراطية ، بأستعمال العصا الغليظة مُطلقين التهديد والوعيد ليس فقط لمن لايؤيّدهم ، بل لكل من يحاول الخروج عن طاعتهم .

وبهذا فأنهم وبفارق طفيف ، يلجأون تقريبا الى ذات الوسائل التي كان الدكتاتور صدام يستعملها ضدّهم ،عندما كانوا هم في المعارضة ، والفارق المهم بينهم الآن وبين صدام في السابق، هو ان دكتاتورية صدام كانت علنية ، بينما دكتاتوريتهم ملفوفة بالديقراطية وهذه الأخيرة هي اخطر من الأولى .

على الناخب ، ان يأخذ وقتا كافيا للتفكير الهاديء والعميق ، قبل الأدلاء بصوته الذي سيكون المصدر لسلطة أعلى جهة في الدولة ، ليتحوّل بعدها ذات الصوت الى مصدر للنقمة أو للنعمة عليه ، وهذ يتطلّب منه العودة بذاكرته الى ما تحقق له فعلاً منذ سقوط النظام السابق ،وما قدّمت له هذه الأحزاب ومدى جديّتها ، في السعي الدائم لتحقيق الأفضل له دون ان تحاول شراءه ، وأِلاّ فأن الأنسان المستقل لن يكون له حضور، وسيُلاحقه شعور الغربة وهو في وطنه .

كما على الناخب ، ان لا ينساق لا الى الشعارات الرنانة التي تطلقها تلك الأحزاب ، التي تبدأ في معظمها بـــ سوف السحرية ، ولا الى الأصوات الصادرة من داخل ارض الوطن او من خارجه ، سواء كانت على شكل كتابات اوأحاديث دعائيتين ، الغرض من معظمها أما تعزيز المناصب ، او الحصول عليها على حسابك من خلال صوتك الغالي ، لبِّ فقط وبقليل من الجرأءة النداء الصادرمن ضميرك الحي ،فهوأقرَب أليك ، وأصدق من غيرك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ