الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسطورة الإنتحاريين و الحزام الناسف

حازم العظمة

2005 / 12 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


وكالات الأنباء : فجّرت إنتحاريتان نفسيهما في داخل الباص في بغداد .. ، أو : فجر إنتحاري نفسه بالحزام الناسف في مطعم ، إلى آخر ذلك ... ، المدهش في الموضوع أن هذه " التفصيلات " عن كيفية حدوث الجريمة- الجرائم تصدر و بهذه "الدقة" المدهشة بعد دقائق فقط من حدوثها ، هل هو إستغباء للناس .. الباص تناثر ..، و ركابه تناثروا .. ، ما من شهود ، على الأقل داخل الباص ، بقوا أحياء ليرووا أية "تفاصيل" ، من هذا النوع أو من غيره ، بهذه الدقة .. و بعد دقائق فقط .. ، ما من محققين جمعوا النثار ثم اشتغلوا في المختبرات ، على ما بقي من دلائل نادرة حتماً و صعبة المعالجة بعد إنفجارٍ و حريق ، الجرحى الذين نجوا من الموت كيف استطاع أي منهم أن يرى الحزام الناسف قبل أن ينفجر كيف رآه ، بعد أن انفجر و قد تطابر كل شيء ، .. ، كيف عرف هذا " الشاهد" أن الإنفجار صدر عن "امرأتين" و ليس واحدة ؟ أو عن امرأة ( أو رجل) إطلاقاً ؟؟ أو ..، مثلاً ، من قنبلة في الباص أو بأسفله أو أعلاه ...
أسئلة لن يجيبوا عليها لأن القصة كلها مفبركة .. ، ، كل ما هنالك أن بوش و إدارته و إختصاصيوا الحرب الإعلامية و جدوا أن أسطورة الإنتحاريين و الحزام الناسف و " الأجانب" هذه هي المناسبة في تغطية الكارثة- المستنقع الذي يغرقون فيه ، في تغطية خسائرهم اليومية العسكرية في العراق الناجمة عن أعمال المقاومة العراقية ، تغطية الفشل العسكري بالقتلى العراقيين المدنيين ، و بإسطورة " الإستشهاديين" هؤلاء الذين بالمئات ينتحرون هكذا ، لماذا ينتحرون.. لأنهم متخلفون ، و لأن "ثقافة الموت"في البلاد هذه ...، ولأن هذا الصنف من الشعوب لا يستحق الحياة وتجب إبادته (أكثر من مئة ألف عراقي قتلوا منذ الإحتلال ) أو لأنهم "أجانب" ...، الإنتحاريون هؤلاء أجانب أتوا من " بعيد جداً " من السعودية أو من سورية أو من الأردن كلهم أتباع " الزرقاوي " و يقتلون الشعب العراقي ، هم أي الأمريكان ليسوا " أجانب " لم يأتوا من وراء المحيط ،و لا يقتلون أحداً
هل إذن تنطلي قصة أن جماعة "الزرقاوي" و "القاعدة " أصدرت بياناًعلى الإنترنت تعلن فيه عن مسؤوليتها ..
لا أحد يحتاج إلى خبرة معمقة أو واسعة في الإنترنت ليعرف بأن أي كان يستطيع أن يصدر بياناً على الإنترنت باسم أي كان .. تستطيع ، إن شئت، أن تصدر بياناً تنسبه إلى فرق الموت النازية الـ SS أو إلى "الزرقاوي "أو "بوكاسا" إن كان يهمك ذلك أو حتى بإسم هتلر شخصيأ ..
أنا لا أعني، بكل تأكيد، أن "الإنتحاريين" لا وجود لهم ، ثمة من قدم هذه الخدمة للأمريكيين ، ثمة تحالف موضوعي بين الإرهابيين و الإحتلال ، و الأمريكان لا يفعلون سوى الإستفادة من هذه الخدمة إلى حدها الأقصى ، قبل هذا الخدمة نفسها قدموها لشارون ، و أيضاً بدوره استفاد منها حتى حدها الأقصى و كانت السبب، أو أحد الأسباب، في انهيار التأييد للقضية الفلسطينية إلى الحد الذي نراه الآن، و كانت السبب بأن مجرم حرب من طراز شارون استطاع أن ينجو من محاكمة محتملة بصفته هذه ... و أن يحصل حتى على تعاطف عالمي ..
أما لماذا الزرقاوي هذا لا يقبض عليه و لا يُقتل ... فلأنه يقوم بهذه المهمة تحديداً
بدون أسطورة الزرقاوي و الإنتحاريين سيصير صعبأ أن تخفي عصابة بوش - رايس و شركاهم حقيقة الحرب القذرة في العراق ، وسيصير صعباً إخفاء أهدافهم الحقيقية في الهيمنة عليه و إلى الأبد و في تقسيمه إلى أجزاء إثنية و طائفية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-