الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام والرؤية العوراء

يوسف الصفار

2016 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الاعلام والرؤية العوراء
قول نصف الحقيقة اكثرخبثا من الكذب الفاضح . ففي بضع كلمات مزوقة قد نقلب حقائق ونلوث اخرى وفق ما تشتهي الدوائر التي تبارك الجيوب بحزم الدولارات . لذا امسينا نادرا ما نجد في صحفنا واعلامنا من يتمسك بقول الحقيقة كاملة . التغليس والتفكيك والمماهات والاطالة والتقصير لاي خبر يخضع الى عملية قذرة تهين الانسانية وتعلن بشكل سافر عن رؤية غبية مغلفة بالسادية .
قبل ايام خرجت علينا احد الصحف العربية والصادرة في لندن بعنوان يتناول خبر تحرير الفلوجة فأبدلت كلمة التحرير بكلمة السقوط ( سقوط الفلوجة ... ) كذا . وبهذه الطريقة بالصياغة لزاما علينا ان نعترف ان الارض التي تحررت هي ليست عراقية لانها سقطت بيد قوات عراقية وان تنضيم داعش الذي اتى على الزرع والضرع هي دولة اسلامية احتوت هذه الارض كجزء من دولة الخلافة الاسطورية ..
قبل ايام وانا اتابع قناة الجزيرة ذكر المذيع خبر عن المعارك الدائرة في الساحة العراقية فأسمى الحشد الشعبي بالميليشيا وقد تكون التسمية اعتيادية لان كلمة الميليشا تطلق على اي قوات غير حكومية رغم ما تكرر عدة مرات ان هذه القوات اومعظمها تتحرك وفق ما تمليه عليها المؤسسة العسكرية الرسمية لكن بالمقابل الجزيرة لن تغفل تسمية داعش بالدولة الاسلامية .
قد يتطلب كرهنا او معارضتنا لفكر سياسي او حكومة ما ومخالفتنا لمواقف فكرية او ثقافية تتعارض مع طموحات تلك الحكومات او لدينا افكار لا تتسق بهذه الحالة مع مجمل الادبيات التي نعارضها .فالا يجدر بنا كانسانين نمتلك ثقافات الاف السنين ونحمل رؤى الاف المفكرين الافذاذ الذين رفدوا عقولنا واحاسيسنا بما يمتلكوه من ثقافة وانسانية في هذا العصر المتقدم من الحضارة وماجادت به علينا من فضائلها التكنولوجية واختراعاتها مكنتنا من توصيل اصواتنا بكل سهولة الى مديات بعيدة ونائية نقول الا يجدر بنا ان نتعامل مع الحدث برؤية انسانية حتى بعيدة عن التكوينات الايدلوجية والتزاماتها الاخلاقية فبدون هذه الرؤية فنحن سنخرج من دائرة الانسنة الى دائرة الشيطنة او الحيونة ونتحول الى شراذم عنصرية فاشية او شوفينية اذاقت الشعوب على مرالازمان الويلات . وبهذه النضرة نجد ان داعش ليست دولة وليست تنضيم دولة فهي مجموعة متبناة من جهات معلومة لنا لتطبق اجندات غاية في الوحشية يعبرون عن فكر ديني متازم .
يجدر بهولاء الكتاب الذين يعتبرون أ نفسهم متحفزين لما اجادت به الانسانية من قيم للحياة واهدافهاالبعيدة . ان يكونوا منصفين كرد اعتبار ادبي لتكوينهم الانساني والثقافي .. فهل استباحة النساء واغتصابهن وتدمير الاثار وحرق البشر وتدمير المدن والقرى والقيام باعمال غاية بالفضاعة كرمي المعاقبين من اعلى العمارات وتعليقهم والتمثيل بجثثهم للتقرب من الهتهم يجعل من كتابنا ان يتكلموا بصيغ محايدة او يتجاوزوا حقائق على حساب اخرى فماذا ابقيتم اذن لشيوخ الافتاء الملوثة عقولهم باثار الماضي المتعنت بتخلفه .
اننا في وضع لانكيل فقط بمكيالين انما نهول حقائق على حساب اخرى ونطمس حقائق حتى نمحوا من ذاكرة الجماهير احداث موازية او متطرفة لانريد لها الظهور او نستبيح مواقف على حساب اخرى فناخذ مثلا على سبيل المثال العدوان الذي يمارسه السعوديون على الشعب اليمني كيف ان الاعلام يحاول الدوران على هامش الاحداث ويتهيب من الولوج الى طبيعة الحدث نفسه ..وحتى الدوائر الغربية الراعية للانسانية نراها تغض الطرف عن هذه العدوانية الفجة . الذي لم يعيش في اليمن ويخالط شعبه بعيد من ان يكون له فكرة واضحة عما يجري ...شعب فقير عانى كثيراً له احتياط نفطي مخفي . ذكي متمرس توجهاته ليست طائفية او عنصرية يريد ان يعيش بسلام ويحقق له شيء من الرغد في المعيشة له جار ثري فاحش الثراء يحمل فكر متطرف ويعاني من عقدة حضارية متأصلة هو احساسه بعدم الاستمرارية له عقدة اوفوبيا التهديد من جيرانه لذا وبما يملكه من قدرات ما دية ضخمة لا ينفك يحوك المؤامرات ويدفع بشعوب وحكومات للقيام بادوار بديلة حتى يبعد عنه طائلة المحاسبة لكن بعد مجمل التغيرات في المنطقة اخذ زمام المبادرة بعدوان صارخ على اليمن بحجة حماية الشريعية لحاكم اساسا هو لايمتلكها هللت له الدوائر الغربية ومنظمةالامم المتحدة الى ان وصل الى طريق مسدود ومع هذا بحكم طبيعة اعلامنا المؤدلج بالدولارات يحاول ان يخفي كثير من الحقائق ويستجيب لرؤية واحدة فقط .فالحوثين اصحاب الارض منذ الاف السنين اصبحوا ايرانيون واصبح الدفاع عن وجودهم وكيانهم اعتداء .
هذا الاعلام المطبل والمهادن ليس فقط فقد رؤيته الانسانية وانما اخذ يقلب الموازين بكل عنجهية وصلف فاردوغان المتامر المتعجرف امسى سلطانا وسوريا الابية المبتلاة هي نظام بشار الاسد والمرتزقة الذين اتو من كل اصقاع الارض معارضة ثم قسمت الى قسمين معارضة معتدلة ( طبعا لايقولون اجندة وتمويل تركي ) ومعارضة متطرفة اصبحت كاللقيط الكل يتبرأ منها بعد قاميها بدورها خير قيام من تدميرمدن سوريا وحرق حضارتها .
ان هذا الاعلام الاعور فلق الاحداث فلقتين الاولى تمتلك شيء من الحقيقة والثانية تهول الاكاذيب بصيغ مسمومة بعيدة عن الواقع ان شعوبنا التي تجذرت بها النزعات القبلية والطائفية اصبحت سهلة الاختراق والتمويه لكن بحكم الحضارة والتكوين الثقافي يتطلب من كتابنا ان يحملوا ولو قليلا من الحس الانساني المتحضر او ينخرطوا بنزعات طائفية واضحة المعالم بعيدا عن المهادنة والتطبيل لقدابتلينا بكل المتناقضات فالمذيغ يصرخ ويزبد والمحلل ينفعل ويقاوم والاخر يلتف عليه بدائرة كاملة ولن نجد امام هكذا احداث مصيرية غير نوع من التطاول والتجاوز على الحقائق من اجل ارضاء هذه الجهة او تلك وشعوبنا المبتلاة تعاني من ويلات التجويع والتهجير والقتل على الهوية ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تغلق -الجزيرة- والقناة القطرية تندد بـ-فعل إجرامي- •


.. حسابات حماس ونتنياهو.. عقبة في طريق المفاوضات | #ملف_اليوم




.. حرب غزة.. مفاوضاتُ التهدئة في القاهرة تتواصل


.. وزير الاتصالات الإسرائيلي: الحكومة قررت بالإجماع إغلاق بوق ا




.. تضرر المباني والشوارع في مستوطنة كريات شمونة جراء استهدافها