الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلوجة تتحرر.. والموصل آتية مصطفى العذاري يوازن المعادلة الوطنية

جاسم العزاوي

2016 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الفلوجة تتحرر.. والموصل آتية
مصطفى العذاري يوازن المعادلة الوطنية

• حسدنا الألمان على مستوى حضاري تحلوا به.. حققناه في الفلوجة

د. جاسم العزاوي*
فقد العراق توازنه كدولة، بعد 9 نيسان 2003، بسبب تضبب المصطلحات، في قاموس التداول الشعبي والرسمي، مسفرا عن تحرزات وتوجس متبادل، بين الكتل الفئوية، التي تسابقت نحو ضمان محيط آمن يحمي وجودها، بالزحف على الغلاف الواقي للفئة المحاددة لها، وهذا بحد ذاته، فتح بوابة الإحتقان الطائفي، الذي تحول الى حرب أهلية أو كاد...
شرعن "إنعدام الثقة" دستوريا؛ فتعقدت العلاقة.. غضبت إرادات داخلية وخارجية، ترجمت مواقفها الى "إعتراض مسلح" وليس معارضة سلمية؛ متداعيا الى حد التشبث بأي وعد ينتشل الشعب من الفساد الذي أنشب مخالبه في ضلع العراق، هادرا أمواله، في حسابات شخصية متنفذة، بلامباة ودم بارد و...

غرقى
حاولت كل فئة ان تنجو بنفسها، حين رأت العراق ينهار، مثل سفينة تغرق؛ فظن البعض "داعش" أملا وتصور آخر البكاء على الأولياء الصالحين، جواز تملق لإحراز رضا، يكسب مركزا يمكنه من إستحصال الغنائم، في ظل قانون يكفل الفساد؛ لذلك تعاملت المدن المحتلة، بمبدأ التقية، ريثما وصلت طلائع التحرير.. قدمت متأخرة، خير من أن لا تجيء!
لكن الجيش المحرر للفلوجة، ترفع عن التنكيل بأهلها، متحاشيا إستفزاز الحس الطائفي المتوجس؛ متعاملا بشهامة الفرسان وأخلاقهم، وما المرور على ذكرى الإستشهاد المأساوي للبطل مصطفى العذاري، إلا تأكيد من قبل الجيش والحشد الشعبي، على أنهما يتفهمان العناء الذي كابدته "الفلوجة" طوال سنتين من إحتلال "داعش" لها؛ حتى أن الإقدام على إهانة الأسير جريحا وحيدا عاجزا، ينغص شهامة عشائر الفلوجة التي كانت وما تزال ملتزمة بالحديث النبوي الشريف: "إياكم والمثلة، ولو بالكلب العقور" وما حصل متسربا من بين أصابعهم.. عنوة، عاجزين عن رد "داعش" يبدون التضامن ظاهراً، ويبطنون الإحتجاج سراً، الأمر الذي إستغله الدهاة المخططون لشر داعش، فجعلوا إحجام الفلوجيين عن إبداء رأي واضح بشأن مصطفى العذاري، بل البعض ضعف خائفا، فأوحى للمحتلين ببهجته، لما يحدث للعذاري، مثل زغاريد النساء والجكليت الذي نثرنه.. تطوعا غير مجبرات!

محررون
غض المحررون طرفا، عما يجب ان يترتب على تلك المبادرات الطوعية من رد عقابي.. حاشى لله، متوجهين لتخليد مصطفى وبناء الإنسان والمكان وبعث نبض الحياة في عروقها، يفتتون التخثرات المتجلطة في دم الفلوجة؛ كي يتدفق النسغ في عروقها.
فهل ستنهض الفلوجة من آلام مصطفى العذاري وتسامح جيش التحرير!؟ هذا ما حسدنا عليه الألمان بعد سقوط جدار برلين، وتحقق في الفلوجة.
الحمد لله الذي نصر مصطفى بإستشهاده؛ لتتوازن نظرة العسكريين، في التمييز بين "داعش" المدنسة بالإرهاب، وأهالي الفلوجة.. الأصلاء الأنقياء، الذين لم يصبروا على معاناة العذاري، إلا مكرهين.. وسواء أكان الأمر هكذا أم كذلك؛ فالعود أحمد، والحضارة العمرانية، التي يتواخاها العراقيون، ستتأسس من دم الشهداء وروح التسامح، لطي صفحة الإنحرافات وردود الفعل المنبعثة من إنقطاع الحوار، جراء تخبطات السياسة.
تحرير الفلوجة الناجز، وتحرير الموصل.. المنتظر، يؤكدان أن مصطفى تشرف بالتشبه بالحسين.. عليه السلام، خالدا بموته، وقتلته هزموا قبل وصول الجيش.. أثبتوا أنهم جبناء كالضباع.. تولوا على العذاري مستأسدين على جريح أسير ومستخذين تحت القوي؛ فما بكت السماء عليهم؛ إنهم قوم محرقون.
• د. جاسم مطشر ثامر العواد العزاوي.. طبيب ومحامٍ واعلامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم