الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاقد الشيء لا يعطيه

مسعود عكو

2005 / 12 / 12
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


لا تلوموني على هذه العبارة, والكلام موجه بالدرجة الأولى إلى الجمعيات, واللجان, والمنظمات الحقوقية العاملة في سورية, أو التي تدعي بأنها تعمل في مجال رصد انتهاكات حقوق الإنسان, ويقوم عملها على أساس متابعة الانتهاكات الإنسانية, والنشاطات المختلفة في هذا المجال.

وحيداً كان الإنسان السوري بكل أطيافه في يوم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, واقتصر الاحتفال به باعتصام جنين لم يكتب له الولادة, بل وئد في رحم أمه من قبل أجهزة الأمن المعروفة بأنها ستدفع بالغالي, والنفيس لقمع هكذا اعتصام حتى, ولو كان مدعواً إليه من قبل طرفين كرديين يتيمين هما حزب يكيتي الكردي في سورية, وتيار المستقبل الكردي في سورية بعدما انهالوا بالضرب المبرح على كل المحتجين الذين تجاوز عددهم مائتي شخص بقليل في حين كانت قوات الأمن, وسرية حفظ النظام تطوق المكان برقم مضاعف لرقم المحتجين.

دعا الطرفين الكرديين جميع القوى السياسية الكردية, والعربية, والحقوقية, والتي تزعم بأنها تشكل معارضة - وطنية- وأضعها في جملة اعتراضية لعدم توافقي على تسميتها بهذا الاسم فتخبأ رؤوسها كالنعام, وتجعل مؤخراتها في مهب رياح الكلام, والتصريحات الكذابة, والمنافقة.

والأنكى من ذلك كله أن يكون يوم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يوماً عادياً في حياة الجمعيات الحقوقية, واللجان المختلفة, وأسماء لا أعرفها, ولا تعرفنا لكنها تسمي نفسها بعاملة في مجال حقوق الإنسان. جعلت هذا اليوم يوماً عادياً دون حتى أن تصدر تصريحاً صحفياً, أو بياناً توضح فيه عدم مشاركتها في الاعتصام, أو تتذرع بذريعة ما لعل, وعسى يصدقها الكثيرون من أمثالي.

فلا جمعية حقوق الإنسان شاركت, ولماذا تشارك هذه الجمعية التي ترفض الكثيرين من أمثالي للعضوية فيها بحجة ( التخوف من أغلبية كردية في الجمعية ) الأمر الذي سيغير الخارطة الديموغرافية لجمعية أصولية قومجية تأبى أن تنظر للآخر غير العربي والغير المسلم حتى برؤية إنسان, وتدعي بأنها جمعية حقوقية إنسانية.

ولا المنظمة العربية, فكيف تشارك فلعلها عاتبة لأن الدعوة صادرة من طرفين كرديين الأمر الذي يناقض مبادئها, وأهدافها العروبية القومجية المطلقة, ولا يمكنها أن تقبل بهذه الدعوة لكنها تقبل بدعوة بلازا.

أما لجان الأقليات, أو لجان الدفاع عن الحريات فهي مجتهدة أن تنفي وجود الآخر كقومية, أو حتى كإنسان كما حصل في اجتماعاتها في حلب مع أطراف أخرى للخروج بائتلاف سياسي, والذي أدعى أحد أطرافها, وقبل الاجتماع الثاني لمؤتمر حلب بأنهم مؤسسة حقوقية فقط, ولن تتدخل في مسائل أخرى, ورئيس اللجان يشارك بالمفاوضات بصفة شخصية فنفاجئ بأن أكثر الأطراف تشدداً, وشوفينية هي لجان الدفاع عن الحريات. فكيف تلبي دعوة كردية مبطنة للاعتصام في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

أما أطرافنا الكردية فلن أتكلم عنها بكثير فهي أعضاء مضمرة منذ إعلان توافقها مع بقية ما يسمى بالمعارضة السورية على ما سمي بالوثيقة الوطنية الديمقراطية, أو باختصار شديد ( إعلان دمشق ) والعضو الذي لا يستعمل يضمر هذا ما حصل مع الأحزاب الكردية التي لم تشارك في هذا الاعتصام فوجودها وعدمه أمر سيان.

فيكفي الضحك على الذقون من قبلكم أيتها المؤسسات الحقوقية, وتكفي هذه التواطئات المقصودة من قبلكم لإجهاض أي عمل كردي, أو وطني لكي لا نظلم الأخوة الآخرين الذين شاركوا إخوانهم الكرد في اعتصام ساحة السبع بحرات, والأجدر بكم أن تحلوا هذه الجمعيات, أو تتوحدوا في حزب قوموي يؤطر أفكاركم وخلفياتكم القوموية, والدينية وكل شيء ما عدا الخلفية الحقوقية الإنسانية, واعلموا بأنكم لم, ولن تستطيعوا أن تؤسسوا, أو تصدروا ثقافة إنسانية طالما تفكيركم مقتصر على أصوليات مختلفة, وفاقد الشيء لا يعطي أبداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدء الحملات الانتخابية لسباق الرئاسة في موريتانيا


.. آثار سقوط صاروخ من جنوب لبنان على منزل في مستوطنة مرغليوت




.. نقاش إسرائيلي يدرس إنهاء العملية العسكرية في رفح.. ما دلالات


.. قوات الاحتلال تطلق النار بشكل مباشر على سيارة فلسطينية




.. نجوم يخوضون آخر نسخة -يورو-.. أبرزهم رونالدو ومودريتش وآخرين