الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشتاء وصديقتي والحزن

محمود كرم

2005 / 12 / 13
الادب والفن


الشتاء ومذاق الأنثى الطازجة نشوتان ترممان حطام الذاكرة ..

هذا الشتاء قد أقبَلَ يا صديقتي وما زال الحزن النبيل يلفكِ ..

ألم تقولي لي ذات همس ٍ كان يمنح المحبة َ دفء التواصل أن الشتاء يحرضنا على الدفء ولكنه يتخاذل في احتوائنا وقتا ً طويلا ً ..!!

صحيح يا صديقتي فلا أدري أي حزن ٍ ما زال يسكنكِ أهو حزن الشتاء والذكريات البعيدة أم حزن المطر يقاسمكِ ذاكرة البدايات ..

وأي عشق ٍ للشتاءِ يكبر فيكِ ألأنه يحرضكِ على الانغماس أكثر في حزنكِ البعيد ؟؟!!

كيف أنتِ والشتاء والمطر والحزن ؟؟

هل تتذكرين يا صديقتي أنني كلما هطل مطر الشتاء كنتُ أقول لكِ أن أجملَ ما في الطبيعة هذا المطر ولون عينيكِ ..

فكنتِ تشعلين بأطرافي غواية البوح وحزنكِ يأتي بهيا ً يتفرد أناقة ً وسحرا ً ..

لم يكن حزنكِ يوما ً حزنا ً مميتا ً ولم أعهده شاحبا ً متهاويا ً متماوتا ً بل كنتُ أحبه ولازلتُ أحبه فيكِ لأنه يأتي محتفلا ً بأناقة الحضور ومشرقا ً بفتنةٍ فارهة ومبتهجا ً بلون الضوء ..

كنتُ كلما يا رائعتي يأتي الشتاء أقول لكِ أن الصباحات التي تخلو من حزنكِ الفاخر هي صباحات آثمة لأنها لم تمر بكِ ..

وحينما لا تأتين كنتُ أعرفُ أنكِ هناك حيث مكانكِ الأثير لديكِ تحيكين مؤامرة نبيلة بمزاجية احترافية مع أجمل أثنين في الطبيعة الشتاء والمطـر ..

وكنتُ أنتظركِ أمام نافذتي أشارككِ نخب الذكريات الهاربة ..

ولم أكن يوما ً أستعجلكِ المجيء لأني أعرف أنكِ لا تأتين إلا حينما تمتلئين مطرا ً وشتاءً وتأثثينَ زوايا الذاكرة برائحة الحزن العتيق فليس أجمل شيء عندي سوى أن أرى فاتنتي الحزينة تأتي مفعمة بعشقها الأزلي بجمالها الذي يزداد جنونا ً كلما تجلت بحزن الشتاء وأعرفُ إنكِ قريبة مني كفاية لأني أجيد الانصات جيدا ً لوقع أنفاسكِ حينما تكونين في طريقكِ إليَّ ..

لا تغيبين إلا وانتِ تعلمين أن غيابكِ ينحت ُ في ذاكرتي لوحة ً تشي بنكهة حزنكِ الشتائي الفاتن وحينما تسرفين في الغياب كنتُ أرسمكِ حضـورا ً أبديا ً في شهية الحلم ..

لماذا الشتاء يعود بكِ إلى الحزن مجددا ً ؟!!

لطالما ترددتُ في طرح سؤال كهذا عليكِ ليسَ لأني خائف ٌ من الإجابة ولكن ليقيني أن عينيكِ ستجيبان حينما تغوران في الهزيع الأخير من الحزن ولا أدري إلى أيّ مدى ستأخذني عيناكِ فقط عليَّ أن أتمدد في شرايينكِ وأتنفس حزنكِ بعمق ..

كنتِ تنثرينني قِطعا ً من الشوق الملتهب في شهقات حلمكِ الذي يأتي متوردا ً بلون المطر فلم أكن أتمادى في طلبِ حلم ٍ آخر لخوفي من أن ينبلج لي حلمٌ جديد أكثر دهشة ً من الأول ..!!

وفي تمام الساعة الأولى همسا ً بتوقيت الشتاء كنتِ تنتظرينني سحابة ً حبلى بالوجد عند منحنى نهر الحزن لنشعل في روحينا دفق المطر ..

وحينما أخبرتكِ أن حلمي أخذ يتداعي في متاهات الذاكرة طلبتِ مني أن أسنده على حافة بوحكِ الشفيف كي لا يتهاوى في الفـراغ ..

كم تقاسمنا يا صديقتي رغيف الحزن تحت زخات المطر وكم قاسَمَنا الحزن رغيف الذكريات والأماني الجميلة والمستحيل البعيد ..

وكلما وجدتكِ تشعلينَ في موقد الحلم دمعة حزن ٍ جديدة كنتُ أجدكِ وطنا ً مدججا ً بسحر الجمال تطعمينَ زهرة القلب زخم الأمنيات الأولـى ..

كم أعشق الشتاء يا صديقتي لأنه يأتي بكِ طازجة اللون فاتنة الحزن مكللة بالعشق الأبدي مترعة بمزاج البوح مزهوة برحيق المطر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف