الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السجدات الضائعة ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 6 / 22
الادب والفن


السجدات الضائعة ..
جَرت ألعادة أن يُقام "بيت الأجر"* عن روح المتوفى في قاعة أحد المساجد، ولمدة ثلاثة أيام متواصلة ، يُكرّس مساء اليوم الثالث لقراءة "الختمة" *عن روح الميت .
يتجمهر عددٌ كبير من الأهل والجيران ،في تلك الأمسية وبعد أن يستمعوا لدرس ديني من أحد رجال الدين الحاضرين، يقوم أهل "ألأجر" بتوزيع أجزاء القرآن على الحضور، لقراءة جزء عن روح المغفور له أو لها.
وعادةً ما يعتذر بعض الحاضرين عن القراءة، لأنه ليس "على وضوء" أو لم يُجدد وضوءه بعد.. مما يُضطر بعض الحاضرين من قراءة أكثر من جزء.. يقوم بعدها، أحدهم بقراءة دعاء ختم القرآن .. يليه توزيع الحلوى (وهذه عادة جديدة)، أو مسبحة أم الثلاث والثلاثين حبة ، وحديثاً المسبحة الإلكترونية المصنوعة في الصين ..!!
وفي الزمن الماضي والذي ليس بعيداً جداً ، كان المُعَّزون يقدمون وقد حملوا معهم بعض علب السجائر، أو القهوة، كمشاركة منهم في التكفل بمصروفات "بيت الأجر" ، ورأفة بأهل الميت ، الذين يُشغلهم مصابهم عن تقديم الضيافة التي اقتصرت على فنجان قهوة مُرة وسيجارة ..
لكن مع التطور الذي حصل على عاداتنا الإجتماعية ، فقد توقف الناس عن إحضار شيء ما بأيديهم ، وتحولت مسؤولية "الضيافة" الى افراد العائلة الثاكل.. واصبحت التضييفات مجالا لإظهار الكرم العربي ، فمنهم من يوزع الحلويات الشرقية الفاخرة وتحديدا بعد قراءة "الختمة" ..
وفي أحد بيوت الأجر، قرر أفراد العائلة الثاكل ، أن تُقرأ الختمة بعد صلاة العصر، إيذانا بإغلاقه وعدم الاستمرار حتى ما بعد صلاة العشاء ،كما جرت العادة ..
لقد كان قرارا خاطئا، فأغلبية الاقارب والاصدقاء والجيران ،هم من العمال المياومين ، ولا يعودون من عملهم إلّا قبيل المغرب بقليل .. لذا كان الحضور في ساعات ما بعد صلاة العصر قليلا ، بحيث لم يكن بإستطاعة أحد الإعتذار عن قراءة الجزء الذي ناوله إياه أحد أفراد الأسرة ..
بين الفينة والأُخرى ، كان أحدهم يضع الجزء من يده ، ويدخل الى غرفة جانبية ليسجد سجدة ويعود لمواصلة القراءة ..
بعد الإنتهاء من القراءة بما في ذلك ،دعاء ختم القرآن ، تساءل الشيخ حمدان : لم اُلاحظ سوى خمسة من الحضور ، قاموا وسجدوا ، علماً بأن عدد السجدات في القرآن هي خمسة عشر سجدة ..!!
-أنا سجدتُ مرتين ..قال أحدهم
-وأنا سجدتُ مرة ... قال آخر
وبعد جمع عدد السجدات التي سجدها الحضور كانت تسع سجدات .. فأين اختفت السجدات الست الباقيات ؟
تململ الحضور في مقاعدهم وتمتموا بكلمات مبهمة .. لم يُفهم منها شيء..
أدنى أحدهم فمه من أُذن الجالس الى جانبه وهمس قائلا: لقد مررتُ على موضع سجدتين ، لكنني ظننتُ بأن لا أحد سيلاحظ عدم السجود ..

*بيت الأجر هو سُرادق العزاء
* الختمة هي قراءة أجزاء القرآن الثلاثين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صباح الخير عزيزي عبد الرضا
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 6 / 23 - 08:22 )
ويوم سعيد اتمناه لك وللجميع
شكرا على القراءة والتعقيب ودمت بتمام الصحة والعافية
ولي ملاحظة اخوية ارجو ان تتقبلها برحابة صدرك المعهودة
انا بشكل مبدئي ارفض استعمال الشتائم وخاصة الجنسية في سياق رفض لافكار او ممارسات مهما كانت.
فالعهر ، العاهرة والعاهرة هي كلمات ذات سياق تمييزي جندري .
تقبل مودتي


2 - العزيز ابا افنان الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 6 / 23 - 10:45 )
اكرر التحية
و اعلن لك عن اعتذاري و اسفي متمنياً قبول ذلك
اعرف ما تحبه هنا و ما تؤمن به
........
لك تقديري و اعتزازي
و ا8يد اعلان اعتذاري منك شخصياً و من كل من قرأ المقال او التعليق
...................
دمتم بتمام العافية


3 - تحياتي
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 6 / 23 - 12:09 )
واعتذاري للأخ عبد الرضا وللاخ صاحب التعليق الثاني المحذوف
أولا اخي عبد الرضا شكرا لمسارعتك بالاعتذار من الجميع. وتقبل تقديري لك على هذه الخطوة
وللاخ صاحب التعليق الثاني : ارجو ان تقرأ ردي على العزيز عبد الرضا.
تم حذف التعليقان من قبل الإدارة
شكرا

اخر الافلام

.. لقطات من عرض أزياء ديور الرجالي.. ولقاء خاص مع جميلة جميلات


.. أقوى المراجعات النهائية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية




.. أخبار الصباح | بالموسيقى.. المطرب والملحن أحمد أبو عمشة يحاو


.. في اليوم الأولمبي بباريس.. تمثال جديد صنعته فنانة أميركية




.. زوجة إمام عاشور للنيابة: تعرضت لمعاكسة داخل السينما وأمن الم