الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- ما لم نفهمه من شعار داعش باقية و تتمدد -

مهدي جعفر

2016 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


ليس الخبر من كتب التاريخ ، و لا هو مقيم في مجاهل بعيدة عنا ، و لا فرق إن كان قد صدر من الرقة أو الموصل ، هو بضع أفكار اقتحم فيها داعش الإنسانية مجددا ، مكررا تفوقه في الوحشية و العدمية التي لم يشهد مثلها تاريخ الإجرام و التطرف .
يجب التفهم و الإقتناع بأن داعش لن تنتهي بالسلاح و الطائرات الحربية ، و ذلك لأن داعش عبارة عن " فكرة " أو إن أردت الدقة " أفكارا " ، قبل أن تكون شردمة من المعاتيه أصحاب اللحي الطويلة و العقول الفارغة و الأيدي الحاملة للسلاح الملطخة بالدماء . لذلك يجب مقارعة الفكرة بالفكرة و السلاح بالسلاح .
فضلا عن هروب الآلاف من الشباب العربي أو الغربي الضائع الذي فقد إنسانيته ، نظرا لتدهر وضع المجتمع العربي وتفككه ، ناهيك عن نمو فطريات العفن الشرعي المتمثلين في شيوخ العهر و النذالة ، و بالإيزاء المغالات في الحداثة في المجتمع الغربي و ضعف الفاعل الديني التنويري كان له نتيجة " الفراغ الروحي " في والهة و حياة الشباب الغربي ، فلم يجدوا سبيلا إلا الإرتماء في أحضان الجماعات المتطرفة .
لكن الكارثة أعظم من هذا بكثير و التي فعلا تستنزف الدموع و المآخي ، حيث يمرر هذا "الفكر النزقي" إلى شباب المستقبل أيضا ، و ذلك عبر تلقين و تعليم و تدريب ** الأطفال ** الذين ينتمون للمناطق التي يسيطر عليها داعش ، و هذا ما ينذر بخطر "أكبر" و "أطول"، أكبر من ناحية الكم البشري المتبني لهذا الفكر ، و أطول من حيث المدة الزمنية للحرب ضد التطرف .
أطفال بعمر الزهور تحولت أحلامهم من الدراسة وحمل الكتب والمحفظة إلى الجهاد وحمل السلاح ، تغيرت حياتهم من البراءة إلى احتراف القتال ، مئات بل آلاف الأطفال يوجدون أمام خطر ارتباط حياتهم بالأحزمة الناسفة ومصيرهم بالإرهاب والعنف .
داعش اليوم تريد إعادة هيكلة عصاباتها من خلال ضخ دماء شابة جديدة ، فوجدت في الأطفال لقمة سهلة للانقضاض عليهم وافتراس فكرهم اليانع .
حاليا في سوريا و العراق و ليبيا يكبر الأطفال على دروس العنف ويتعلمون فنون القتال و حرب الشوارع ، دروس تبدأ بالنظري وتنتهي بالتطبيقي وتكون النتيجة "طفل مشوه عنيف" ، كله من أجل تلبية طلبات التنظيم لخلق جيل جديد من الإرهابيين يضمن له استمراريته وبقائه.
من جانب آخر يحدثنا علماء النفس في الشرق والغرب أن " لإنسان" عندما يستمسك بالسلاح ينتشي برائحته و طلقاته و يستشعر "لاإراديا" بشجاعة متدثرة بعباءة الإجرام ، فيعود ** لا يرى العالم إلا من خلال فوهة هذا السلاح ** ، هذا كفيل بإعطاء قارئ هذه السطور صورة عن حجم الطوفان الإرهابي الذي يلوح في الأفق . و الذي إن و لو لم نبني سدودا " فكرية مضادة " تبادره ، فلا أستبعد أن يخطب مستقبلا " أبوا بكر بغادي " في مسجد الحسن الثاني في "المغرب" بعد أن خطب في مسجد الموصل في المشرق .
وعليه فإن هذا خطر يهدد السلم الاجتماعي العربي عن طريق صناعة جيل متطرف عنيف تم تغذيته عقائديا وتدريبه سلوكيا ، لا يعرف سوى لغة العنف و التطرف . و خطره يتمدد و يتضخم يوما بعد يوم في عهد ليل لا نهار فيه ، و ذلك يتجلى في إمكانية "تصدير" هذا الفكر شرقا و غربا و شمالا و جنوبا بسبب الإنتشار المريع لوسائل الإتصال و التواصل .
يذكر أنه وفي ظل "قانون دولي" صوري يعيش على الأوراق أكثر من حياته على الواقع ،
فحسب العرف الإنساني وطبقا للمعاهدات الدولية ، " تجنيد الأطفال " كما يجري تعريفه بوصفه جريمة حرب من جانب المحكمة الجنائية الدولية ، و فضلا عن ذلك يُعلِن قانون "حقوق الإنسان" سن 18 سنة بوصفه الحد القانوني الأدنى للعمر بالنسبة للتجنيد ولاستخدام الأطفال في الأعمال الحربية ، وتضاف أطراف النزاع التي تجنِّد وتستخدِم الأطفال بواسطة الأمين العام في «قائمة العار» التي يصدرها سنويا . وتقول المحكمة الجنائية الدولية إن تجنيد أطفال دون 15 سنة أو استخدامهم للمشاركة في عمليات قتالية يعد "جريمة حرب".
" لكن حدتث لو ناديت حيا ، و لكن لا حياة من تنادي " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار