الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوارات التمدن: حواري مع فريد العليبي حول الأزمة والثورة ومهمة الفلسفة لدى العرب اليوم..

ماهر عدنان قنديل

2016 / 6 / 23
مقابلات و حوارات


برعاية مؤسسة الحوار المتمدن:

* الدكتور فريد العليبي: مفكر التونسي وأستاذ الفلسفة في الجامعة التونسية (المصدر: الحوار المتمدن).

البداية:

* ماهر عدنان قنديل: تحياتي الأستاذ فريد العليبي.. أظن أن ثورات الوطن العربي جاءت عفوية بعض الشئ بطريقة لم تسمح بإنقلاب فعلي على الدولة العميقة التي تشكلت على مدى عقود طويلة في العالم العربي، ماجعلها تسحب إليها بعض قادة هذه الثورات من جهة وتقضي على بعض القادة الآخرين بالزج بهم في السجون.. النظام العام في الوطن العربي أظن أنه تغير بعض الشئ بعد هذه الثورات من خلال إعادة إنتاج النظام السياسي القديم بما يخدم مرحلة جديدة لم يعد يصلح معها أساليب العقود الماضية من الإنغلاق والتضييق..

* فريد العليبي: لك التحية أستاذ ماهر، شكرا على ملاحظاتك التى اتفق مع جوهرها وخاصة ما ورد حول نجاح الدولة العميقة في توظيف بعض -القادة الثوريين- لصالحها فقد اضاع هؤلاء البوصلة منذ البداية وتصوروا ان ثورة ناجحة قد حصلت فانخرطوا في مؤسسات الدولة العميقة وعندما استفاقوا وجدوا انفسهم وقد اصبحوا ملكا لها واليوم فان تلك الدولة بما اغدقته عليهم من امتيازات قطعت عليهم خط الرجعة ومن الصعب ان يمارسوا نقد ذاتيا ويعودوا الى مواقعهم السابقة والسبب الأول في راي هو تفريطهم في النظرية الثورية حتى ان البعض منهم لم يجد حرجا في تغيير اسم حزبه او منظمته للتلاؤم مع المستجدات والسبب الثاني يكمن في انفصالهم عن الممارسة الثورية والتعويل على الديمقراطية الشكلية في ظل الهيمنة الامبريالية ، وهذا وذاك غير منفصل بطبيعة الحال عن مجرى الصراع بين الطبقات.

* ماهر عدنان قنديل: اليوم مع الأحداث الصعبة التي يعيشها العالم العربي من صراعات طائفية وحروب إثنية وإيديولوجية أظن أن للفلسفة دورًا مهمًا لمحاولة قراءة الواقع وإيجاد الحلول، لكن، من جهة أخرى، العائق الذي تواجهه الفلسفة والقراءات التحليلية العميقة هو في وجود خلل كبير في المنظومات الإجتماعية وفقر شديد في الفكر، وقد يكون ذلك مفهومًا حيث أن في كل مجتمع هناك تفاوت في مستويات الفكر والثقافة بين الأفراد ويزيد ذلك قليلًا في مجتمعاتنا المتدينة التي تتبع فكرًا جاهزًا لا يقبل المناقشة، لذلك أظن أن دور الفلسفة لا يزال ضئيلًا في مجتمعاتنا التي لا تتقبل الأفكار والنظريات الفلسفية لكنني أتفق مع ما تفضلت به (في إحدى الردود) بكوننا يجب أن نلتف إليها لمساءلة القضايا التي نواجهها في واقعنا العربي المأزوم..

* فريد العليبي: ان تتبع المجتمعات المنظومات الفكرية السائدة فهذا ليس مستغربا فالوجود الاجتماعي يحدد الوعى الاجتماعي كما يقول ماركس واعتقد انه لا يجب ان نلوم الشعب على تدنى وعيه بل علينا نقد الواقع الاجتماعي الذى انتج ذلك الوعى ومن ثمة العمل على تغييره فوقتها يمكن ان يزول ذلك الوعى ليحل محله الوعى الذى نحلم به وهنا بالذات يمكن للفلسفة ان تمارس دورها باعتبارها نقدا.

* ماهر عدنان قنديل: أعتقد أن المشكلة عندنا تُكمن كذلك (كما تم الإشارة إليه) في تقاعس بعض النخب في أداء دورها على أفضل وجه وذلك بسبب تحالفها مع الأنظمة من جهة ومحاولتها إرضاء الطبقة الجماهيرية بالإنغماس في ما يرضيها من جهة أخرى.. من جهة أخرى تونس مثلًا تعتبر الدولة العربية الأكثر إستعدادًا من الناحية الإجتماعية والثقافية للتغير الإيجابي فكريًا ويُمكن لتونس أن تلعب دورَا هامًا بفتح منابرها للعقول الرزينة في الدول العربية وتكون قطب عربي متميز للإنفتاح على أفكار جديدة لتغير البنية الفكرية العربية.. يجب على الفلسفة أن تلعب دورها من خلال قيام بعض المفكرين بمشاريع ضخمة للتغيير تمس الطبقة الجماهيرية ولا تبقى في الغرف الخاصة المُغلقة والصالونات لأن أزمتنا الفكرية عميقة جدًا؛ من المشاريع المتميزة والشجاعة في الوطن العربي التي يستوجب الإشارة إليها هنا هو ما قام به المفكر السعودي إبراهيم البليهي من خلال محاولاته لتأسيس -علم الجهل- يدرس الجهل المُركب الذي تعاني منه المجتمعات العربية في تركيبتها الفكرية التي لن ينفع معها إلا الصدمة القوية للتغيير الوجداني.. أظن أنه مشروع مهم يستوجب الإشارة إليه خصوصًا أنه يأتي في بيئة سعودية مُعقدة من خلال كثرة الدعاة والمُبشرين..

* فريد العليبي: الجهل والتخلف والاستعمار والاستبداد والاستغلال كلها ظواهر تحتاج إلى فهم وكما ذكرت فان الفلسفة تساعد على انجاز هذه المهمة ، غير إنها في أقطار عربية عديدة ضعيفة الحضور أو منعدمة تماما وهناك من لا يزال مصرا على محاربتها وتكفير أصحابها وهى التي لا يمكن أن يعوضها اى علم آخر وقد اهتم الفلاسفة بمساءلة الجهل منذ القدم وبحسب العبارة السقراطية الشهيرة فإن الجاهل هو ذاك الذي يجهل جهله أما الفيلسوف فجاهل يدرك جهله ، وبخصوص المثقف والثقافة فقد سبق أن أشرت في إحدى الردود إلى تنوع المثقفين وعلاقة المثقف بالشعب وأنا أوافقك في ما ذهبت إليه في هذا المجال فالمثقف ينبغي أن يكف عن التعالي عن الجمهور الذي يخاطبه وعندما لا يقوم بالدور المناط بعهدته فان آخرين لا علاقة لهم بالعقل والنقد يعوضونه فالمجتمعات كما الطبيعة تخشى الفراغ وتكرهه.

إنتهى..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية