الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردي على أسئلة - الرأي - الكويتية - الذي لم ينشر عام 2007 - على جدار الثورة السورية - رقم 123

جريس الهامس

2016 / 6 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ردّي على أسئلة . الرأي الكويتية عام 2007 التي لم تنشر – على جدار الثورة السورية – رقم 123
س1 – كيف تقرأ المشهد السياسي في سورية اليوم ؟
ج1 – في سورية دولة مصطنعة يقودها نظام عسكري ديكتاتوري طائفي , وكلنا يعرف الظروف والقوى الأجنبية التي أوصلت الديكتاتور بوفاق الدولتين الكبيرتين وفي غفلة من الزمن إلى سدّة الرئاسة في دولة إسمها سورية ..
لكن هذا الديكتاتور حوّلها إلى دولة مصطنعة .. فحافظ الأسد لم يبنِ دولة بالمفهوم الدستوري العلمي للدولة الحديثة المبنية على أساس العقد الإجتماعي ومبدأ فصل السلطات وفصل الدين عن الدولة وإستقلال القضاء وحماية الحريات العامة ومؤسسات المجتمع المدني الديمقراطية وفي مقدمتها حرية الصحافة والأحزا ب والنقابات وإلغاء الحاكم والقوانين الإستثنائية... كما لم يحافظ على كيان الدولة السابق رغم سلبياته ونواقصه التي إنتقناها مراراً .
لكنه بنى كياناً أمنياً في دولة مصطنعة يقدها ديكتاتور أرعن يرى من أولويات حكمه تدمير مؤسسات المجتمع المدني وزرع البغضاء والأحقاد والفتن بين الناس والقضاء على الرأي الاّخر بل إلغاء العقل , وتجويع الشعب وربط رغيف الخبز وحق العمل المقدس لجميع الناس ربطها بدرجة الولاء له ولحزبه – القائد – وتطبيق مقولته الشهيرة التي كان يرددها أمام المقربين له وهي : ( جوِّع كلبك يتبعك ) ...كما ألغى السياسة بين الشعب وصادر الحريات العامة وأبسط حقوق الإنسان , ودمر الإقتصاد الوطني والبورجوازية الوطنية , وشرّع الفساد ونهب المال العام والخاص ,,وشلّ عمل القضاء وإستقلاليته وخضع لطبقة الكومبرادور البورجوازية الوضيعة واللاوطنية ,
بعد كل هذا التراكم التخريبي وإستبداده الذي لايعرف الحدود والمحاسبة والإستسلام المفضوح للعدو الصهيوني بعد تسليمه الجولان له دون قتال وبعد توقيع فصل القوات عام 1974 ..وصل النظام إلى طريق مسدودبعد سقوط الإتحاد السوفياتي , ولم يستطع تغيير حرف واحد من خطابه المتخشب أو من ممارساته القمعية الهمجية ضد الشعب في الداخل أو من نظامه الشمولي ...وجاءت مسرحية توريث إبنه المعتوه بإشراف أمريكا وإسرائيل مباشرة لتسقط اّخر ورقة تين يتستر بها ,, وواصل الوريث نهج أبيه المقبور حتى قيل : إن حافظ مازال يدير الحكم الفاشي من القبر. – وعوضاً أن يتعظ من الماّسي التي مر بها الشعب السوري الصبور والطيب , ويحترم إرادة الشعب ويرفع كابوس الإرهاب والإستبداد عن كاهله , واصل ممارسات نظامه القمعية وإطلاق الحرية للحواشي وأجهزة القمع بالنهب والقتل والإغتصاب وأطلق يد عصابة ( ولاية الفقيه ) في لبنان لتغتال رئيس وزرائه ولبار الوطنيين الأحرار في لبنان تحت حماية وإشتراك مخابراته الأمر الذي أرغم مجلس الأمن لإصدار القرار 1559 كأول صفعة له أرغمته على الإنسحاب الفوري من لبنان,, وتهديده بقفص إتهام محكمة الجنايات الدولية .. وهكذا وصل إلى طريق مسدود ,,لأن عقله السادي وحقده الموروث للشعب السوري لم يسمح له المصالحة مع شعبه وإطلاق الحريات العامةوهدم جدار الخوف والرعب الذي بناه والده بينه وبين الشعب ...ومن هنا ننتقل إلأى جواب السؤال الثاني ...
س2 – لماذا يصر النظام السوري على إعتقال المعارضين السوريين وتعذيبهم وقمعهم ..رغم خطابهم الوطني السلمي ؟؟
ج 2 -- النظام الوطني الحقيقي المنبثق من إرادة الشعب أي شعب وفق دستور معاصر ديمقراطي مبني وفق قواعد العقد الإجتماعي ومبدأ فصل السلطات , وفصل الدين عن الدولة , وإستقلال القضاء , وصيانة الحريات العامة وإحترام الرأي الاّخر ..لايمكن أن يضطهد شعبه , ولايمكن أن يعتقل معارضيه ويعذبهم ويغتالهم دون أي ذنب أو أية محاكمة كما يفعل النظام الأسدي الشمولي والطائفي العنصري .
إنه نظام الفرد مغتصب السلطة من الشعب بالدبابة والمدفع وجيش المخابرات والقمع والتجسس على الناس ..إنه نظام يعيش نقطة الدم ويخشى زقزقة العصافير في الغوطة , ويخشى من فتح نافذة صغيرة للحرية في البلاد , كما يخشى الرأي الاّخر ويلغي العقل ..وليس أمامه سوى القمع وإعتقال الكلمة الحرة وهذا لاينقذه من مصيره المحتوم .إلى مزابل التاريخ ..
س3 – ماهي أبرز ملاحظاتك على خطاب المعارضة السورية ؟؟
ج3 -- المعارضة السورية بإيجاز هي نتاج الأحزاب السورية الإصلاحية غير الثورية القديمة التي عاشت في النظام البرلماني القديم مع بعض الإضافات الجديدة التي لم تغير شيئاً ,,وعلى العموم هي أحزاب مشخصنة تغيب الديمقراطية والقيادة الجماعية في بنائها الداخلي بالإضافة لبعض الشخصيات المستقلة التي سارت على نهجها الإصلاحي , الإستجدائي للنظام لإعطائها بعض المكاسب وكان سمت مطالبها حتى في " إعلان دمشق " إصلاح النظام وترقيعه أو ترميمه , مثل إلغاء المادة الثامنة من الدستور , أو إحترام مبادئ حقوق الإنسان ..إلخ ولم تطرح في كل مطالبها التغيير الجذري وإسقاط النظام الشمولي,, كما لم تطرح برنامج عمل ثوري يوحّد حميع القوى الوطنية في البلاد .. ونستطيع القول إنها معارضة بورجوازية رثة زاد بؤسها وشرذمتها , تبعيتها للإخوان المتأسلمين المعتمدين لدى أمريكا وأتباعها من دول البترودولار ..والذين يلعبوا على كل الحبال يكفّروا الناس ويزعموا أنهم يملكون " حاكمية السماء " وأنهم وكلاء الله على الأرض , يهادنوا النظام متى شاؤوا ويرتبطوا بإتفاقات سرية معه ومع إسرائيل , وكان لهم الدور الأول في تخريب المعارضة الوطنية السورية رغم كل أمراضها ..ورغم تعليقها الاّمال الوهمية على خطاب القسم للوريث بشار .. غير أنها شجعت إنطلاق المنتديات الشعبية التي إنتشرت كالفطر في جميع المدن السورية الأمر وكانت إستفتاءاً شعبياً ضد النظام النازي القمعي . الذي أفقد النظام صوابه , خصوصاً لشمولها الشعبي وخروجها عن القوالب المنضبطة في الأحزاب السورية.. لذلك نرى الجماهير السورية سابقة للمعارضة البورجوازية الوضيعة وأحزابها دوماً..وليتها كانت بورجوازية قديمة ديمقراطية تبني ولا تتاّمر على مصير الوطن ...وشكراً لكم ..
23 / 6 -- لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدعو سوريا -لاستغلال الهدوء- للتقارب مع المعارضة والتح


.. VODCAST الميادين | حمة الهمامي - الأمين العام لحزب العمال ال




.. غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي


.. نيران تأتي على البرلمان الكيني إثر اقتحامه من آلاف المحتجين




.. ماكرون: -برنامج اليمين واليسار سيؤديان الى حرب أهلية في فرنس