الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بريطانيا وتداعيات الخروج من الاتحاد الاوروبي

زياد عبد الفتاح الاسدي

2016 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


بريطانيا وتداعيات الخروج من الاتحاد الاوروبي
ماذا تعني نتيجة الاستفتاء البريطاني في الخروج أو في الاستقلال عن الاتحاد الاوروبي ولاسيما تأثير هذا الخروج على القضايا العربية وموازين الصراع الدائر في الشرق الاوسط .... بالتأكيد هذا الخروج سُيضعف نوعاً ما منظومة الاتحاد الاوروبي سياسياً لا سيما وأن الاتحاد الاوروبي لم يصل بعد الى مرحلة الاتحاد السياسي الفدرالي ... ولكنه سيُضعف بالتأكيد الاتحاد الاوروبي اقتصادياً باعتباره منظومة اقتصادية موحدة .... ولذلك فالخروج البريطاني أو دعوات الخروج التي قد تظهر لاحقاً لن ُتضعف بالنتيجة من تحالف منظومة الغرب.... وبالتالي لن يكون هنالك أي تأثير ملحوظ حول ما يجري من تطورات وصراع في الشرق الاوسط أو في مناطق ساخنة أخرى من العالم .... فالتنسيق الامني والعسكري وقضايا السياسة الخارجية والهيمنة على دول العالم الثالث ستبقى قائمة بين الدول الاوروبية والتحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة في إطار المصالح العليا لتحالف الطغمة الرأسمالية في دول هذا التحالف..... وهنا لن تتأثر بالتأكيد السياسة الخارجية لمنظومة الغرب والقوة العسكرية الضاربة لهذا التحالف والمُتمثلة بحلف الناتو .. بل ربما يزداد التنسيق والتدخل العسكري الذي شهدناه ولم نزل نشهده في ليبيا وشمال سوريا والعراق وبعض الدول الافريقية ...وذلك بالترافق مع ازدياد نفوذ القوى اليمينية في الغرب .... أما على الصعيد الاوروبي فخروج بريطانيا من هذا الاتحاد لن يكون له تأثير كبير عدا أنه قد يُشجع دول أخرى في دول الاتحاد على اجراء استفتاءات مماثلة للخروج من الاتحاد الاوروبي ولا سيما الدول الاوروبية المُتضررة مالياً والمُثقلة بديون الترويكا المالية للاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي وبنك أوروبا المركزي كاليونان واسبانيا والبرتغال وإيطاليا وغيرها ... فبريطانيا رغم أنها عضو في الاتحاد الاوروبي ولكنها لاتتبع منطقة اليورو ولم تزل تحتفظ بالجنيه الاسترليني كعملة بريطانية ... كما أنها ليست عضو في اتفاقية شينغن التي تُلغي الاجراءات الحدودية وتُؤمن التنقلات الحرة بين دول الاتحاد الاوروبي, فالزوار القادمون من الاتحاد الاوروبي الى بريطانيا يخضعون كالعادة لتأشيرات جوازات السفر والمراقبة الحدودية ..... هذا من جهة , أما من جهة أخرى ستتأثر بريطانيا بالتأكيد بعد تفعيل هذا الانفصال (والذي قد يستغرق بضعة سنوات) من الغاء الرسوم الجمركية في صادراتها لدول الاتحاد الاوروبي .... وهنا ستخسر بريطانيا إقتصاديا في التجارة الخارجية مع دول الاتحاد ... إضافة الى خسارة آلاف الوظائف المُرتبطة بالتجارة الخارجية ... ولكنها بالمقابل تستطيع تعويض هذه الخسائر من خلال عقد اتفاقيات جمركية ثنائية مع دول الاتحاد الاوروبي قد تشمل حتى الغاء هذه الرسوم .
إذاً خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي سيكون له بالتأكيد بعض التداعيات الاقتصادية في ميزان الربح والخسارة .... كما سيُشجع هذا الخروج كما ذكرنا دولاً أخرى لاتخاذ إجراءات مماثلة .... وهنا قد يكون الخاسر الرئيسي على الصعيد الاقتصادي (في ميزان الربح والخسارة أيضاً) هو الشعوب الاوروبية وتحديداً شعوب الدول الاوروبية المُؤسسة للاتحاد الاوروبي كألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا .... أما الرابح الاكبر من هذا الانفصال أو من دعوات الانفصال فهي قوى اليمين القومي بنزعاته العنصرية والشوفينية المتطرفة والموجهة بشكلٍ رئيسي لشعوب الدول الافريقية وشعوب دول العالم العربي والاسلامي التي تُشكل المصدر الرئيسي للهجرات المُكثفة والمتواصلة الى أوروبا ... لذا ستُعزز دعوات الانفصال عن الاتحاد الاوروبي بلا شك من نفوذ اليمين القومي والعنصري في أوروبا والولايات المتحدة ومجمل منظومة الغرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصراع الغربي من اجل الاسواق
علاء الصفار ( 2016 / 6 / 24 - 23:59 )
في نقطة تعادل معينة تم تحقيق الوحدة الاوربية,فهناك اهداف اساسية الا وهي ضرب الطبقة العالمة في اوربا ذاتها اي الوحد ة الاوربية هي اساسا لخدمة اصحاب راس المال, فتم تركيع الطبقة العاملة الغربية, بعدها تطرفت الليبرالية الجديدة, فرسمت بعمق حاد توجهاتها العدوانية ضد الطبقة العاملة, ومن ثم ضد الدول الفقيرة,وتجلت بامر حرب العولمة, لذا الوحدة بدأت تتآكل اذ ان اليوم بدء الصراع على الاسواق يأخذ شكل حاد ودامي فتم تدمير العراق وليبيا واليمن و المحاولة على سوريا وايران, وهذا النهج العدواني سينطبق على الغرب ذاته, فالصراعات ستترك اثرها على دول الاتحاد, فبريطانيا تريد ان تكون شريكا لحروب امريكا لكن في المقابل المانيا وفرنسا وهولندا تريد ان يكون لاوربا دور فاعل للاستحواذ على الاسواق, اي التاريخ سيعيد نفسه لزمن الحروب الاستعمارية, لنتذكر صراع هتلر مع الغرب من اجل المستعمرات,اليوم تختمر وعلى نار هادئة حالات الصراع بين الدول الراسمالية الغربية ذاتها ومن ثم لتصدم مع القوة المهيمنة امريكا,اي ان الامر العنصري سيطغي في الاخير سواء ضد شعوب الشرق ام بين الدول الغربية ذاتها,فبانتظار المعركة الذرية والعنصرية!ن

اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه