الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مفكرتي

طوني دغباج

2016 / 6 / 24
الادب والفن


من مفكرتي
لم اكن يوما انانيا و لو للحظه واحده اطلاقا فالانانية مرض عضال يتفاقم وتزداد مضاعفاته ( ان لم نحد منه بقوة الاراده و التعقل ) يودي الى تعقيد الامور كلما ازداد حده لان الانانيه تزيد الطمع و تودي الى عدم اعتبار مصالح الغير مما يودي بالتالي الى تضارب مصالح و صدامات نحن بغنى عنها.
ان ابتعادي عن الانانيه هو واحد من اهم اسباب راحتي و توفيقي و الحمدلله كنت دوما اسعى الى التوفيق بين مصالح اطراف متعدده ( نظرا لوجود مصالح مشتركه و متشابكه) و ايضا كوني كنت القاسم المشترك. المنطق و الصواب قاداني الى طريق الحق اضافه الى ابتعادي عن الانانيه لقناعتي بان ذلك هو الطريق الامثل للوصول الى حلول ينال فيها كل ذي حق حقه دون المساس بحقوق الاخرين و لارضا جميع المعنيين. لسوء الحظ اصطدمت بالعديد من مدمني الانانيه و التي هي مرض اخلاقي فكان الطمع مسيطر على بعض العقول لدرجه انهم نسوا ما سعوا اليه من حلول سريعه و انجرفوا الى التعصب و النفور فتكونت العراقيل ( التي كانوا بغنى عنها ) و بذلك اخروا وصولهم الى هدفهم بايديهم و هذه احدى مساوى الانانيه ان الانانيه غريزة عمياء ككل الغراءز و لا يوجد لها مركز سيطرة و لمن اراد السيطرة عليها فبالعقل فقط مع قوة الارادة.
لذلك و كون المعنيين كانوا مندفعين ( و ضعاف الاراده و لا يوجد اي تخطيط او تنظيم او معرفه بالاولويات) بل تهور و طمع تفاقمت الامور و تعقدت ( رغم انهم مستعجلين). ان التخلص من الانانيه ضروري و هو سيساهم في الحد من طغيان الكثير من الغرائز الاخرى في الانسان و يحد من تضارب المصالح.
فالانانية هي عبادة للذات و هي مسببه لامراض اخرى كالجشع و الطمع و عدم الامانه و حب السيطره الخ الخ هنا تكمن اهمية معالجتها و الخلاص منها اذ بذلك نتوصل الى حل مشاكلنا باقل التكاليف.
اما ان يعيش الانسان لذاته فقط و يوفر لها اكبر قدر ممكن من الشهوات والمصالح ، فسوف يعيش في دائرة مغلقة ( دائرة الانا ) دون ان يهمه الصالح العام
و يتجنب تضارب مصالحه مع مصالح الغير .
على العكس من ذلك تماماً الانسان السوي الذي حينما تعرض عليه فكرة او نظرية ، فانه يخضعها لمقاييس عقلية او مبدئية ، لاكتشاف صحتها او خطأها ، اما الانسان الاناني فانه يخضع الافكار والرؤى التي تعرض عليه ، الى مقاييس المصلحة الشخصية ، والربح والخسارة ، وهو مستعد ان يضحي بكل القيم السائدة في المجتمع ، سواء منها الديني او العرفي .. ويدوسها اذا تعارضت مع مصالحه هذا و الاناني يتعصب ايضا لكل فكرة تكسبه نفعاً ، او تدفع عنه ضرراً ويتلون بها حسب الظروف ، وينغلق على نفسه حتى ليعمى بصره.
و الانانيه مراتب او درجات
في الدرجه الاولى من نشوء بذرة الانانية يهتم بمصالحه الشخصية ،
في الثانية تبرز لديه الصفات الانانية ، كالتعصب وحب الظهور والغرور ،
اما في الثالثة ، تبدأ امراض الانانية تنتقل من دائرته الشخصية ، لتصطدم مع الاخرين ، معاداة الاخرين والعمل ضدهم. الاناني ربما يعتقد انه بحاله من الشعور بالكمال ، و يتصور انه في قمة الخير والفضل ، بينما الواقع خلاف ذلك ، فشأنه شأن العطشان الذي يبحث عن الماء فيتصوره في السراب.

طوني دغباج Jun.24.2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا