الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حضارة بابل وخرافات الخمينى

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2016 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


حضارة بابل ، وخرافات الخمينى
أثار الإقتراح الذى تقدمت به بعض العتبات الشيعية المقدسة فى العراق ، بتحويل إسم مدينة بابل التاريخية ، إلى إسم الإمام الحسن ، عاصفة من الحزن والألم فى نفوس مثقفى العالم ، وذلك لما تعنيه بابل كمخزن لفكر وحضارة الإنسان الأولى ، ولما تحتله من قيمة فى ذاكرة البشرية المجهدة الطويلة ، فى قوانين حمورابى التى إستنت منها التوراة شرائعها ، وفى ملحمة جلجاميش ، التى إستنت منها طوفانها ، وفى ملحمة مردوك ، التى إستنت منها قصة خلق العالم ، فى بداية رحلة الحضارة الطويلة ، والتى مازالت تعيش بيننا حتى اليوم ، بشكل أو بآخر، فهل يمكن لإنسان ، مهما كان شأنه ، أن يجرد البشرية من ذاكرتها ، ويمحو هويتها ، ويحصرها فى مجرد عصر من العصور، وفى شخص رجل مغمور ، لم يضف إلى ميراث الإنسانية شئ يذكر ، لمجرد إشباع لعواطف دينية بدائية، لم يعد لها مكان فى العالم المتحضر؟
إن محو الهوية هو صفة من صفات البربرية ، فكلما شعر البربرى بالإنتصار ، كلما أخذ فى تغيير هوية كل شئ حوله ، ليجعلها مجرد نسخة مشوهة من طبيعته البربرية ، يحدث هذا دائما خلال الغزوات الكبرى، عبر العصور ، ومع ذلك تبقى هناك مناطق محرمة على التغيير، مناطق لها مكانتها الخاصة فى تاريخ الإنسان ، لم نسمع عن غازى أراد هدم أهرامات مصر أو معابد اليونان مثلاً ، كلها ظلت قائمة عبر العصور ، تحظى بالإحترام والتقدير ، فهل يقبل ملالى العراق اليوم ، ملالى الخمينى ، أن يكونوا ضمن البرابرة ، الذين يهدمون الآثار ويمحون تاريخ البشرية ، هل يقبلون بفعل ماتفعله داعش فى سوريا والعراق ، ولكن بشكل أكثر خبثاً ومكراً ؟
يحترم العالم المتحضر تاريخه ، حتى لو كان ذلك فى مجرد طوبة ، أو صخرة ، إن كل كشف عن رحلة الإنسان الطويلة على الأرض ، هو إضافة إلى مخزونه الروحى والعقلى والأخلاقى ، مزيد من العلم ومن الأدب والحكمة ، وكم سمعنا عن علماء ، أنفقوا كل عمرهم للكشف عن مجرد مقبرة أثرية ، أو سر من أسرار اللغات القديمة ، وعن منح بالملايين ، تقدمها دول العالم المتقدم لكشف المزيد والمزيد من أسرار رحلة الإنسان على الأرض ، إن ذلك واجب ومتعة لاتعادلها متعة ، وقيمة روحية لاتعلوا عليها قيمة روحية أخرى ، إنه الأصل والرحلة ، فلماذا أيها الملالى تريدون حرمان الإنسان من تاريخه، ولماذا تريدون محو ذاكرته ؟
بابل إسم خالد ، لم يتغيرأبداً فى كل العصور، وكل الثقافات، لعل ذلك حدث بالمصادفة ، ولعله حدث أيضا ، كتكريم من التاريخ ، لأكبر مركز من مراكز التاريخ ، فإذا كان العالم قد كرمها كل هذا التكريم ، فهل يعقل أن يقوم أصحابها أنفسهم ، بتجريدها من هذا التكريم؟ هذه المرة لن نسامحكم ، حتى لو غفرنا لكم جرائمكم الأخرى، فهذه الجريمة ، غير مغتفرة ، ولن تمروا أبداً على جثة حضارة بابل ، من أجل خرافات الخمينى ، أبداً لن تمروا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا وجود تاريخي للشخصيه الخرافيه
ال طلال صمد ( 2016 / 6 / 25 - 19:38 )
الاخ الفاضل - تحيه عراقيه عطره
ان علم الاثار اليوم اكد وبالدليل المادي القاطع انه لا وجود تاريخي لاي امام او نبي عربي قريشي في القرن السابع الميلادي في صحاري الربع الخالي او عراق اليوم
لا وجود تاريخي لابيه - امام الشيعه الول - علي ابن ابن طالب ولا لدوله اسلاميه او مسلمون في القرن السابع الميلادي
ان كتبه الروايه الاسلاميه والتي لفقها والفها المجرمون الفرس بخاري وطبري وغيرهم في القرن التاسع الميلادي جاءت على دكر اءءمه الشيعه
ان قبور اءءمه الشيعه في كربلاء والنجف لا علاقه تاريخيه لها بالقرن السابع الميلادي
والدليل المادي ابرزه الاثاريون العراقيون - الطريحي - على وجود 43 كنيسه في الكوفه وحولها وهي تعود الى العام 845 و قبور الموتى مسيحيون ومتوجه جهه القدس ولا يوجد بينهم مسلم -فصل الدين عن السياسه هو الحل الوحيد للتقدم بوطننا الى امام
شكرا
ال طلال


2 - رد على الأستاذ ال طلال محمد تعليق رقم 1
عبدالجواد سيد ( 2016 / 6 / 25 - 21:07 )
نعم أستاذ طلال فصل الدين عن الدولة وإرساء مبدأ حرية العقيدة هو الحل للعراق وسوريا ولبنان ومصر واليمن وكل العالم العربى والإسلامى. تحياتى وشكراً على المداخلة.


3 - ال طلال صمد, تحية
عبد الله خلف ( 2016 / 6 / 25 - 22:39 )
حسب علامة التاريخ/ شارل لانجلوا، في كتابه: (نقد التاريخ)، الدليل القاطع في البحث عن تاريخية ما، إثباتًا ونفيًا، لا يكون إلا بطريقين لا ثالث لهما، وهما:

• القطع الاول: بالإحاطة ورؤيا العين، وإنتقال هذا إلينا عبر الوثائق المخطوطة والمسجلة.
• القطع الثاني: بالتواتر، بشرط أم يدعم التواتر سند واحد؛ متصل وصحيح.

أما غير ذلك، فهي احتمالات -ربما- و-لعل- و-قد يكون-.

وأنت كلامك بلا أدلة قاطعة, يعني ندخلها في خانة (ربما, لعل, قد يكون).


4 - التواتر ليس علم التاريخ
ال طلال صمد ( 2016 / 6 / 27 - 00:00 )
الاخ الفاضل عبدالله علف -تحيه عطره
اليوم توفرت لدى علماء الاثار الكثير من الادله الماديه التاريخيه والتي تثبت وتؤكد عدم وجود اسلام لانبي ولا دوله ولا مسلمون في القرن السابع الميلادي في صحاري الربع الخالي - حتى ان القران لا صله له بالنبي العربي القريشي -الوهم - فنسخه جامعه برمنكهام مكتوب قبل ولاده محمد الوهد بعقدين وقران صنعاء مكتوب قبل ولاده محمد الوهم بقرن - وعلى النقيض كل الادله الماديه التاريخيه والتي بحوزه علماء الاثار تدلل على انتشار المسيحيه الشرقيه والتي تسير على هدى مبدءا اريوس ونسطور من ان محمد عبدالله ورسوله عيسى ابن مريم- هل لك ان تبين لنا او تدلنا على دليل مادي واحد يعود الى القرن السابع الميلادي والى صحاري الربع الخالي والدي يؤكد وجود محمد الشخصيه الخرافيه - على ان تكرر مفرده قال وروى -حيث ان التاريخ لا يكتب بعد مرور ثلاث قرون ومن على بعد الاف الاميال واختلاف اللغه - يااخي حاول مره واحده ان تعيد النظر في الاوهام التي زرعها شيوخ ومعمموا الدين الطفيليون والدين لاعمل لهم
شكرا واسلم لاخيك -ال طلال

اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة